حديث: اهزم الأحزاب اللهم اهزمهم وزلزلهم
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب قوله: ﴿وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا (٢٥)﴾
متفق عليه: رواه البخاري في المغازي (٤١١٥) ومسلم في الجهاد (٢١: ١٧٤١) كلاهما من طريق إسماعيل بن أبي خالد، عن عبد الله بن أبي أوفى، فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث العظيم الذي رواه عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه، وهو من صحابة رسول الله ﷺ، يصف لنا موقفاً جليلاً من مواقف الدعاء واللجوء إلى الله تعالى في أحرج ساعات الإسلام وأصعبها. والحديث رواه الإمام البخاري في صحيحه، وهو من أصح الكتب بعد كتاب الله تعالى.
شرح المفردات:
● دعا رسول الله ﷺ: أي رفع يديه متضرعاً إلى الله تعالى.
● على الأحزاب: الأحزاب هم القبائل المتحالفة من المشركين واليهود الذين اجتمعوا لغزو المدينة المنورة في غزوة الخندق (سنة 5 هـ).
● منزل الكتاب: أي الذي أنزل القرآن الكريم.
● سريع الحساب: أي الذي لا يعجزه حساب الخلائق يوم القيامة، وهو سريع في مجازاة كل عامل بعمله.
● اهزم الأحزاب: أي أكسر شوكتهم، وانصرنا عليهم.
● زلزلهم: أي اضرب الرعب في قلوبهم، وفرق جمعهم، واهزمهم.
شرح الحديث:
يحدثنا الصحابي الجليل عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه عن ذلك الموقف العصيب في غزوة الخندق، حينما اجتمعت قوى الكفر على المسلمين، وبلغت المحنة ذروتها، وضاق الحال بالنبي ﷺ وأصحابه.
في هذا الوقت الذي تظهر فيه عظمة الرسول ﷺ وثقته بربه، لم ييأس ولم يقنط، بل توجه إلى الله تعالى بقلب خاشع ودعاء مؤثر، ليجسد لنا نموذجاً رفيعاً في اللجوء إلى الله وحده في الشدائد.
فبدأ دعاءه ﷺ بـ "اللهم"، وهي صيغة نداء وتضرع إلى الله تعالى، يملأها الأمل والثقة بإجابة الدعاء.
ثم نادى ربه بصفتين عظيمتين:
1- "منزل الكتاب": فهو سبحانه الذي أنزل القرآن الكريم دستوراً للمسلمين وهدى للناس. وفي هذا إشارة إلى أن النصر من عند الله، وهو القادر على إنزاله كما أنزل الكتاب.
2- "سريع الحساب": فهو سبحانه الذي يحاسب الخلائق في لمح البصر، ولا يعجزه شيء. وفي هذا تطمين للنفس بأن نصر الله قريب وسريع، كما أن حسابه سريع.
ثم جاء الدعاء نفسه، وهو طلب النصر وهزيمة الأعداء: "اهزم الأحزاب". ثم كرر الدعاء للتأكيد والاستعجال: "اللهم اهزمهم وزلزلهم". وطلب الزلزلة يعني إدخال الرعب والهلع في قلوبهم، وتفريق كلمتهم، مما يؤدي إلى هزيمتهم.
الدروس المستفادة والعبر:
1- اللجوء إلى الله في الشدائد: يعلمنا النبي ﷺ أن الملجأ الأول والوحيد عند اشتداد المصائب هو الله تعالى، بالدعاء والتضرع والانكسار بين يديه.
2- أهمية الدعاء في حياة المسلم: الدعاء هو العبادة وهو السلاح الذي لا يغلب، وهو علامة الإيمان والثقة بالله.
3- حسن اختيار الأسماء والصفات في الدعاء: كان النبي ﷺ يدعو ربه بأسمائه وصفاته المناسبة للموقف. فدعاه هنا بصفة الإنزال (المنزل للكتاب) والإحاطة والقدرة (سريع الحساب)، لأن الموقف يتطلب نصراً وقوة وإعزازاً.
4- التكرار في الدعاء: تكرار الدعاء كما فعل النبي ﷺ ("اهزم الأحزاب"، ثم "اهزمهم وزلزلهم") يدل على شدة الحاجة والرغبة في الإجابة، وهو من أسباب استجابة الدعاء.
5- الثقة بنصر الله: على الرغم من قوة العدو وكثرة عدده، إلا أن النبي ﷺ كان واثقاً من نصر الله، فلم يدعو دعاء اليائس، بل دعا دعاء الواثق بوعد ربه.
6- بيان صدق نبوة محمد ﷺ: حيث استجاب الله دعاءه، فأرسل عليهم الريح والجنود التي لم يروها، فزلزلوهم وهزموهم شر هزيمة، مصداقاً لقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا} [الأحزاب: 9].
خاتمة:
هذا الحديث مدرسة عظيمة في الدعاء والثقة بالله، يُعلّمنا كيف نتعامل مع الأزمات والمحن، ليس باليأس أو القنوط، بل باللجوء إلى مالك الملك، والثقة بقدرته ونصره، فهو ناصر دينه ومؤيد رسله وأوليائه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
يحدثنا الصحابي الجليل عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه عن ذلك الموقف العصيب في غزوة الخندق، حينما اجتمعت قوى الكفر على المسلمين، وبلغت المحنة ذروتها، وضاق الحال بالنبي ﷺ وأصحابه.
في هذا الوقت الذي تظهر فيه عظمة الرسول ﷺ وثقته بربه، لم ييأس ولم يقنط، بل توجه إلى الله تعالى بقلب خاشع ودعاء مؤثر، ليجسد لنا نموذجاً رفيعاً في اللجوء إلى الله وحده في الشدائد.
فبدأ دعاءه ﷺ بـ "اللهم"، وهي صيغة نداء وتضرع إلى الله تعالى، يملأها الأمل والثقة بإجابة الدعاء.
ثم نادى ربه بصفتين عظيمتين:
1- "منزل الكتاب": فهو سبحانه الذي أنزل القرآن الكريم دستوراً للمسلمين وهدى للناس. وفي هذا إشارة إلى أن النصر من عند الله، وهو القادر على إنزاله كما أنزل الكتاب.
2- "سريع الحساب": فهو سبحانه الذي يحاسب الخلائق في لمح البصر، ولا يعجزه شيء. وفي هذا تطمين للنفس بأن نصر الله قريب وسريع، كما أن حسابه سريع.
ثم جاء الدعاء نفسه، وهو طلب النصر وهزيمة الأعداء: "اهزم الأحزاب". ثم كرر الدعاء للتأكيد والاستعجال: "اللهم اهزمهم وزلزلهم". وطلب الزلزلة يعني إدخال الرعب والهلع في قلوبهم، وتفريق كلمتهم، مما يؤدي إلى هزيمتهم.
الدروس المستفادة والعبر:
1- اللجوء إلى الله في الشدائد: يعلمنا النبي ﷺ أن الملجأ الأول والوحيد عند اشتداد المصائب هو الله تعالى، بالدعاء والتضرع والانكسار بين يديه.
2- أهمية الدعاء في حياة المسلم: الدعاء هو العبادة وهو السلاح الذي لا يغلب، وهو علامة الإيمان والثقة بالله.
3- حسن اختيار الأسماء والصفات في الدعاء: كان النبي ﷺ يدعو ربه بأسمائه وصفاته المناسبة للموقف. فدعاه هنا بصفة الإنزال (المنزل للكتاب) والإحاطة والقدرة (سريع الحساب)، لأن الموقف يتطلب نصراً وقوة وإعزازاً.
4- التكرار في الدعاء: تكرار الدعاء كما فعل النبي ﷺ ("اهزم الأحزاب"، ثم "اهزمهم وزلزلهم") يدل على شدة الحاجة والرغبة في الإجابة، وهو من أسباب استجابة الدعاء.
5- الثقة بنصر الله: على الرغم من قوة العدو وكثرة عدده، إلا أن النبي ﷺ كان واثقاً من نصر الله، فلم يدعو دعاء اليائس، بل دعا دعاء الواثق بوعد ربه.
6- بيان صدق نبوة محمد ﷺ: حيث استجاب الله دعاءه، فأرسل عليهم الريح والجنود التي لم يروها، فزلزلوهم وهزموهم شر هزيمة، مصداقاً لقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا} [الأحزاب: 9].
خاتمة:
هذا الحديث مدرسة عظيمة في الدعاء والثقة بالله، يُعلّمنا كيف نتعامل مع الأزمات والمحن، ليس باليأس أو القنوط، بل باللجوء إلى مالك الملك، والثقة بقدرته ونصره، فهو ناصر دينه ومؤيد رسله وأوليائه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
هذا الحديث مدرسة عظيمة في الدعاء والثقة بالله، يُعلّمنا كيف نتعامل مع الأزمات والمحن، ليس باليأس أو القنوط، بل باللجوء إلى مالك الملك، والثقة بقدرته ونصره، فهو ناصر دينه ومؤيد رسله وأوليائه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 1180 من أصل 1947 حديثاً له شرح
- 1155 ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على...
- 1156 في الجنة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا...
- 1157 ما أدنى أهل الجنة منزلة وما أعلاها
- 1158 مصائب الدنيا والروم والبطشة أو الدخان
- 1159 ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه
- 1160 ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله
- 1161 كانوا يرون سالما ولدا وأنزل الله فيه ما علمت
- 1162 الاستسقاء بالنجوم، والنياحة
- 1163 من ادعى لغير أبيه وهو يعلمه فقد كفر
- 1164 من ترك دينا فعلي قضاؤه
- 1165 النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم
- 1166 من ترك كلّا أو ضياعا فأنا وليه
- 1167 فأيكم ما ترك دينا أو ضيعة فادعوني، فأنا وليه
- 1168 والذي نفس محمد بيده، إن على الأرض من مؤمن إلا...
- 1169 من ترك دينا أو ضياعا فإلي وعلي
- 1170 نسخ الارث بالحلف
- 1171 واخيت أنا كعب بن مالك وأورثونا وأورثناهم
- 1172 عن عائشة في قوله: إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ...
- 1173 دعاء: اللهم استر عوراتنا وآمن روعاتنا
- 1174 أهلكت عاد بالدبور
- 1175 من يأتني بخبر القوم جعله الله معي يوم القيامة
- 1176 آية من سورة الأحزاب كنت أسمع رسول الله ﷺ يقرؤها
- 1177 من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه
- 1178 عن أنس بن مالك قال نزلت هذه الآية في أنس...
- 1179 السائل عمن قضى نحبه
- 1180 اهزم الأحزاب اللهم اهزمهم وزلزلهم
- 1181 حبسنا يوم الخندق عن الظهر والعصر والمغرب والعشاء
- 1182 عزة الله ونصره لعبده المؤمن
- 1183 قال حين أجلي الأحزاب: الآن نغزوهم، ولا يغزوننا
- 1184 أصيب سعد يوم الخندق وضرب النبي خيمة ليعوده
- 1185 عاقبة يهود بني قريظة بعد نقض العهد
- 1186 رسول الله ﷺ يخير أزواجه ويبدأ بعائشة
- 1187 سبب نزول: إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما
- 1188 أبو بكر وعمر يجآن عنق عائشة وحفصة يسألان النبي النفقة
- 1189 خيرنا رسول الله فاخترنا الله ورسوله
- 1190 عن ابن عباس: الآية نزلت في نساء النبي خاصة.
- 1191 خرج النبي وعليه مرط مرحل من شعر أسود
- 1192 اللهم هؤلاء أهلي
- 1193 رسول الله ﷺ مع علي وحسن وحسين آخذ كل واحد...
- 1194 نزول آية التطهير في بيت أم سلمة ودعاء النبي لأهل...
- 1195 النبي ﷺ يدعو لأهل بيته ويقول: اللهم هؤلاء أهل بيتي...
- 1196 ما لنا لا نذكر في القرآن كما يذكر الرجال
- 1197 ما لنا لا نذكر كما يذكر الرجال
- 1198 ما أرى كل شيء إلا للرجال وما أرى النساء يذكرن...
- 1199 من رضيته لكم فأنكحوه
- 1200 قصة جليبيب
- 1201 أحب أهلي إلي فاطمة بنت محمد
- 1202 كانت زينب تفخر على أزواج النبي ﷺ تقول: زوجكن أهاليكن،...
- 1203 عن عائشة: لو كان محمد كاتمًا شيئًا لكتم هذه الآية
- 1204 لا يمنعن أحدكم هيبة الناس أن يقول في حق
معلومات عن حديث: اهزم الأحزاب اللهم اهزمهم وزلزلهم
📜 حديث: اهزم الأحزاب اللهم اهزمهم وزلزلهم
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: اهزم الأحزاب اللهم اهزمهم وزلزلهم
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: اهزم الأحزاب اللهم اهزمهم وزلزلهم
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: اهزم الأحزاب اللهم اهزمهم وزلزلهم
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








