حديث: كانت زينب تفخر على أزواج النبي ﷺ تقول: زوجكن أهاليكن، وزوجني الله
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب قوله: ﴿وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا (٣٧)﴾
قالت عائشه: لو كان رسول الله ﷺ كاتمًا شيئًا لكتم هذه.
قال: فكانت زينب تفخر على أزواج النَّبِيّ ﷺ تقول: زوّجكن أهاليكن، وزوّجني اللهُ تعالى من فوق سبع سماوات.
وعن ثابت: ﴿وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ﴾ نزلت في شأن زينب ابنة جحش وزيد بن حارثة.
صحيح: رواه البخاريّ في التوحيد (٧٤٢٠)، عن أحمد، حَدَّثَنَا محمد بن أبي بكر المقدمي، حَدَّثَنَا حمّاد بن زيد، عن ثابت، عن أنس، فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المتقين، وعلى آله وصحبه أجمعين.أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث الشريف الذي يجسد جانبًا من جوانب التشريع الرباني والحكمة النبوية في التعامل مع المواقف الاجتماعية المعقدة، مع بيان عظيم مكانة أم المؤمنين زينب بنت جحش رضي الله عنها.
### أولاً. نص الحديث ورواته
الحديث رواه الإمام البخاري في صحيحه عن أنس بن مالك رضي الله عنه، وهو خادم رسول الله ﷺ، مما يضفي على الرواية مصداقية وقوة. وتدخل في الحديث أيضاً رواية أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، مما يثري الحدث بزاوية نظر أخرى.
### ثانيًا. شرح المفردات
● يشكو: يشتكي من سوء العشرة وعدم الانسجام الزوجي.
● اتق الله: خف الله وارحم زوجتك واحفظ حقوقها.
● أمسك عليك زوجك: احتفظ بزوجتك واصبر عليها ولا تطلقها.
● كاتمًا شيئًا: إذا كان سيخفي أمرًا من الوحي أو التشريع.
● تفخر: تتباهى وتعتز بفضلها ومكانتها.
● من فوق سبع سماوات: تشير إلى أن زواجها كان بأمر مباشر من الله تعالى في السماء.
### ثالثًا. القصة الكاملة وشرح الحديث
تدور أحداث هذا الحديث حول قصة زواج النبي ﷺ من زينب بنت جحش رضي الله عنها، والتي كانت تحمل دروسًا عظيمة في إبطال عادة التبني الجاهلية.
1- الخلفية الاجتماعية: في الجاهلية، كان العرب يعتبرون الابن بالتبني كالابن الحقيقي في كل الأحكام،包括 تحريم زواج امرأة الابن المتبنى. وكان زيد بن حارثة مولى رسول الله ﷺ، وقد تبناه قبل البعثة، فكان يُدعى "زيد بن محمد".
2- الزواج الأول بأمر النبي ﷺ: أمر النبي ﷺ زيدًا أن يتزوج بابنة عمته زينب بنت جحش رضي الله عنها، وهي من بني هاشم ذات حسب ونسب، بينما كان زيدٌ مولى. قصد النبي ﷺ من ذلك كسر حاجز التفاخر بالأنساب والعصبية الجاهلية، وأن المعيار هو التقوى. ولكن الفارق الاجتماعي والطبقي سبب شقاقًا بينهما.
3- شكوى زيد والرد النبوي: جاء زيد يشكو زوجته زينب للنبي ﷺ طالبًا الطلاق لعدم استقرار الحياة بينهما. هنا، نرى موقف النبي ﷺ الأخلاقي والقانوني؛ حيث نصحه بالصبر والتقوى والإمساك بزوجته، لأنه يعلم أن الطلاق سيفتح بابًا لزواجه هو منها، وكان يخشى كلام الناس الذين سيقولون: "تزوج محمد امرأة ابنه!" (بحسب العرف الجاهلي). وهذا معنى قوله تعالى: {وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ} [الأحزاب: 37]. كان النبي ﷺ يخفي في نفسه أن الله سيأمره بالزواج منها بعد طلاقها، ولكنه كان يخشى كلام المنافقين والمشركين.
4- تعليق أم المؤمنين عائشة: قول السيدة عائشة رضي الله عنها: "لو كان رسول الله ﷺ كاتمًا شيئًا لكتم هذه" يشير إلى أن هذا الزواج كان أمرًا إلهيًا صريحًا لنزع لباس الجاهلية، ولم يكن له ﷺ فيه هوى نفس. فلو كان يخفي شيئًا من الوحي لخفي هذا الأمر الذي سيسبب له إحراجًا اجتماعيًا، لكنه صدر بوحي من الله لإعلان تشريع جديد.
5- فخر السيدة زينب: بعد أن طلقها زيد، وتزوجها النبي ﷺ بأمر من الله، كانت السيدة زينب تفخر على باقي أمهات المؤمنين بأن زواجهن تم عبر الأهل والعادات، أما زواجها فتم بوحي من الله من فوق سبع سماوات. وهذا ليس فخرًا بالنسَب، بل فخرٌ بأنها كانت جزءًا من تشريع إلهي عظيم غيّر قاعدة اجتماعية مهمة.
### رابعًا. الدروس المستفادة والعبر
1- إبطال عادة التبني: كان الهدف الرئيس من القصة هو تحريم التبني شرعًا، وأن المتبنى لا يحرم زواج امرأته بعد الطلاق، فهي أجنبية عنه.
2- طاعة الله فوق كل اعتبار: النبي ﷺ قدم طاعة الله وخشيته فوق خشية الناس، رغم ما يعلمه من كلامهم.
3- الحكمة من زواج النبي ﷺ: كثير من زواج النبي ﷺ كان لأسباب تشريعية أو دعوية أو اجتماعية، وليس للهوى أو المتعة.
4- الصبر على الزوجة: النصيحة النبوية لزيد بالصبر والإمساك تدل على أهمية الصبر على الزوجة وحل المشاكل بالحكمة.
5- التشريع التدريجي: الله تعالى يشرع للأمة تدريجيًا بما يناسب حالهم، ويهدم عادات الجاهلية خطوة بخطوة.
### خامسًا. معلومات إضافية مفيدة
- السيدة زينب بنت جحش رضي الله عنها هي إحدى أمهات المؤمنين، وكانت تسمى "أم المساكين" لكثرة صدقتها وعطفها على الفقراء.
- الآية الكريمة {وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ} [الأحزاب: 37] نزلت في هذه القصة.
- هذا الزواج كان بمثابة الإعل
تخريج الحديث
ورواه أيضًا في التفسير (٤٧٨٧) عن محمد بن عبد الرحيم، حَدَّثَنَا معلى بن منصور، عن حمّاد بن زيد به مقتصرا على الجزء الأخير فقط.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 1202 من أصل 1947 حديثاً له شرح
- 1177 من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه
- 1178 عن أنس بن مالك قال نزلت هذه الآية في أنس...
- 1179 السائل عمن قضى نحبه
- 1180 اهزم الأحزاب اللهم اهزمهم وزلزلهم
- 1181 حبسنا يوم الخندق عن الظهر والعصر والمغرب والعشاء
- 1182 عزة الله ونصره لعبده المؤمن
- 1183 قال حين أجلي الأحزاب: الآن نغزوهم، ولا يغزوننا
- 1184 أصيب سعد يوم الخندق وضرب النبي خيمة ليعوده
- 1185 عاقبة يهود بني قريظة بعد نقض العهد
- 1186 رسول الله ﷺ يخير أزواجه ويبدأ بعائشة
- 1187 سبب نزول: إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما
- 1188 أبو بكر وعمر يجآن عنق عائشة وحفصة يسألان النبي النفقة
- 1189 خيرنا رسول الله فاخترنا الله ورسوله
- 1190 عن ابن عباس: الآية نزلت في نساء النبي خاصة.
- 1191 خرج النبي وعليه مرط مرحل من شعر أسود
- 1192 اللهم هؤلاء أهلي
- 1193 رسول الله ﷺ مع علي وحسن وحسين آخذ كل واحد...
- 1194 نزول آية التطهير في بيت أم سلمة ودعاء النبي لأهل...
- 1195 النبي ﷺ يدعو لأهل بيته ويقول: اللهم هؤلاء أهل بيتي...
- 1196 ما لنا لا نذكر في القرآن كما يذكر الرجال
- 1197 ما لنا لا نذكر كما يذكر الرجال
- 1198 ما أرى كل شيء إلا للرجال وما أرى النساء يذكرن...
- 1199 من رضيته لكم فأنكحوه
- 1200 قصة جليبيب
- 1201 أحب أهلي إلي فاطمة بنت محمد
- 1202 كانت زينب تفخر على أزواج النبي ﷺ تقول: زوجكن أهاليكن،...
- 1203 عن عائشة: لو كان محمد كاتمًا شيئًا لكتم هذه الآية
- 1204 لا يمنعن أحدكم هيبة الناس أن يقول في حق
- 1205 أنا اللبنة وأنا خاتم النبيين
- 1206 مثلي ومثل الأنبياء كمثل رجل بنى بنيانا إلا موضع لبنة
- 1207 فضل النبي على الانبياء بست خصال
- 1208 الذاكرون الله كثيرًا والذاكرات
- 1209 ألا أنبئكم بخير أعمالكم، وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم
- 1210 الله أرحم بعباده من هذه بولدها
- 1211 لا يلقي حبيبه في النار
- 1212 صفة رسول الله في التوراة: ليس بفظ ولا غليظ ولا...
- 1213 خروج النبي مع الصحابة إلى حائط الشوط
- 1214 امرأة عرضت نفسها على النبي وزوجها بما معه من القرآن
- 1215 أفضل عنوان للحديث: "لا حاجة لي في ابنتك" قالها النبي...
- 1216 عن امرأة عرضت نفسها على النبي ﷺ فقال: هي خير...
- 1217 غيرة عائشة على الموهوبات انفسهن للنبي
- 1218 المرأة التي تهب نفسها للرجل
- 1219 إن كان ذلك إلي فإني لا أريد يا رسول الله...
- 1220 ما مات رسول الله ﷺ حتى أحل له النساء
- 1221 إنَّه قد أذن لكن أن تخرجن لحاجتكن
- 1222 احجب نساءك
- 1223 أمر النبي أمهات المؤمنين بالحجاب بعد نزول آية الحجاب
- 1224 وافقت ربي في ثلاث في مقام إبراهيم، وفي الحجاب، وفي...
- 1225 جعل يتتبع حجر نسائه يسلم عليهن
- 1226 أنا أعلم الناس بآية الحجاب
معلومات عن حديث: كانت زينب تفخر على أزواج النبي ﷺ تقول: زوجكن أهاليكن، وزوجني الله
📜 حديث: كانت زينب تفخر على أزواج النبي ﷺ تقول: زوجكن أهاليكن، وزوجني الله
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: كانت زينب تفخر على أزواج النبي ﷺ تقول: زوجكن أهاليكن، وزوجني الله
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: كانت زينب تفخر على أزواج النبي ﷺ تقول: زوجكن أهاليكن، وزوجني الله
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: كانت زينب تفخر على أزواج النبي ﷺ تقول: زوجكن أهاليكن، وزوجني الله
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








