حديث: حبسنا يوم الخندق عن الظهر والعصر والمغرب والعشاء

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا (٢٥)﴾

عن أبي سعيد الخدري قال: حُبسنا يوم الخندق عن الظهر والعصر والمغرب والعشاء، حتى كفينا ذلك، وذلك قوله تعالى: ﴿وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا﴾ فقام رسول الله ﷺ فأمر بلالا، فأقام الصلاة، ثم صلى الظهر كما كان يصليها قبل ذلك، ثم أقام العصر، فصلى العصر كما كان يصليها قبل ذلك، ثم أقام المغرب، فصلى المغرب كما كان يصليها قبل ذلك، ثم أقام العشاء فصلاها كما كان يصليها قبل ذلك، قبل أن ينزل: ﴿فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا﴾ [البقرة: ٢٣٩].

صحيح: رواه النسائي (٦٢١)، وابن أبي شيبة في مصنفه (٣٧٦٥٦) كلاهما من طريق ابن أبي ذئب، حدثنا سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن عبد الرحمن بن أبي سعيد، عن أبيه، قال: فذكره.

عن أبي سعيد الخدري قال: حُبسنا يوم الخندق عن الظهر والعصر والمغرب والعشاء، حتى كفينا ذلك، وذلك قوله تعالى: ﴿وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا﴾ فقام رسول الله ﷺ فأمر بلالا، فأقام الصلاة، ثم صلى الظهر كما كان يصليها قبل ذلك، ثم أقام العصر، فصلى العصر كما كان يصليها قبل ذلك، ثم أقام المغرب، فصلى المغرب كما كان يصليها قبل ذلك، ثم أقام العشاء فصلاها كما كان يصليها قبل ذلك، قبل أن ينزل: ﴿فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا﴾ [البقرة: ٢٣٩].

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن ينفعنا بما نسمع ونقول.
هذا الحديث الذي رواه أبو سعيد الخدري رضي الله عنه، والموجود في صحيح مسلم وغيره، يحكي لنا واقعة عظيمة من وقائع غزوة الخندق، والتي تسمى أيضاً غزوة الأحزاب، وله شرح وافٍ على النحو التالي:

أولاً. شرح المفردات:


● حُبسنا: أي منعنا وشُغلنا عن أداء الصلاة في وقتها بسبب شدة القتال والتحام المعركة.
● يوم الخندق: أي أثناء غزوة الخندق التي حدثت في السنة الخامسة للهجرة.
● حتى كفينا ذلك: أي حتى أنقذنا الله تعالى من ذلك الموقف الصعب وانتهت المعركة دون أن نضطر لقتال شديد.
● بغَيْظِهِمْ: بحنقهم وغضبهم لعدم تمكنهم من تحقيق النصر.
● لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا: لم يحققوا أي فائدة أو نصر.
● فأقام الصلاة: أي نادى لها بالإقامة.
● كما كان يصليها قبل ذلك: أي بأركانها وعدد ركعاتها الكاملة، دون قصر أو جمع.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبرنا الصحابي الجليل أبو سعيد الخدري رضي الله عنه أن المسلمين في غزوة الخندق انشغلوا بالقتال الدائر ضد الأحزاب (تحالف قريش والقبائل الأخرى ضد المسلمين) انشغالاً شديداً، حتى فاتتهم أوقات أربع صلوات هي: الظهر، والعصر، المغرب، والعشاء. ولم يتمكنوا من أدائها في أوقاتها الطبيعية due to the intensity of the battle.
وبعد أن رد الله تعالى كيد الأحزاب وأنجى المؤمنين دون قتال كبير، كما ذكرت الآية الكريمة، قام النبي صلى الله عليه وسلم وأمر سيدنا بلال رضي الله عنه أن يؤذن للإقامة للصلاة.
فصلى النبي صلى الله عليه وسلم هذه الصلوات الأربع كلها في وقتها الجديد (وهو وقت العشاء) ولكن كاملة غير مقصورة، أي صلى الظهر أربع ركعات، ثم العصر أربع ركعات، ثم المغرب ثلاث ركعات، ثم العشاء أربع ركعات. وهذا كان قبل أن تنزل آية التخفيف في الصلاة أثناء الخوف، وهي قوله تعالى: {فإن خفتم فرجالاً أو ركباناً} [البقرة: 239]، والتي بينت بعد ذلك كيفية الصلاة في حالة الخوف.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- عظم مشقة غزوة الخندق: يبين الحديث شدة ما لاقاه المسلمون من جهد وخوف، حتى شغلهم عن الصلاة، التي هي أعظم أركان الإسلام بعد الشهادتين.
2- وجوب أداء الصلوات الفائتة: إذا فاتت المسلم صلاة بسبب نوم أو نسيان أو شدة خوف وشغل، فإنه يجب عليه قضاؤها على صفتها الكاملة (بعدد ركعاتها الأصلي). وهذا دليل على أهمية المحافظة على الصلاة ووجوب قضاء ما فات منها.
3- تدرج التشريع الإسلامي: أن أحكام الصلاة في حالة الخوف نزلت تدريجياً. ففي بداية الأمر كان المسلمون يؤدون الصلوات كاملة إذا فاتتهم، ثم لاحقاً نزلت الرخصة والبيان الإلهي لكيفية أدائها في حال الخوف (صلاة الخوف) بقصر أو جمع.
4- قوة الله ونصره للمؤمنين: الحديث مقترن بآية تبين نصر الله تعالى للمؤمنين وتكفله لهم بالحماية من عدوهم، مما يزرع الثقة في نفس المسلم بنصرة الله وتأييده.
5- الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم: في حرصه على الصلاة وأدائها في أول وقت ممكن بعد زوال العذر، مما يدل على the paramount importance of Salah.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث أصل من أصول وجوب قضاء الصلوات الفائتة، وهو قول جمهور العلماء من أهل السنة والجماعة.
- صلاة الخوف التي نزلت بعد ذلك لها هيئات متعددة بينها النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه، تختلف باختلاف حالة الخوف وشدة القتال.
- الغزوة كانت اختباراً عسيراً للمؤمنين، ولكنها انتهت بنصر معنوي عظيم، حيث خرجت قريش والقبائل المتحالفة خائبة ولم تحقق أي نصر، فكانت بداية انكسار شوكتهم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه النسائي (٦٢١)، وابن أبي شيبة في مصنفه (٣٧٦٥٦) كلاهما من طريق ابن أبي ذئب، حدثنا سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن عبد الرحمن بن أبي سعيد، عن أبيه، قال: فذكره.
وإسناده صحيح.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1181 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: حبسنا يوم الخندق عن الظهر والعصر والمغرب والعشاء

  • 📜 حديث: حبسنا يوم الخندق عن الظهر والعصر والمغرب والعشاء

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: حبسنا يوم الخندق عن الظهر والعصر والمغرب والعشاء

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: حبسنا يوم الخندق عن الظهر والعصر والمغرب والعشاء

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: حبسنا يوم الخندق عن الظهر والعصر والمغرب والعشاء

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب