حديث: عن عائشة: لو كان محمد كاتمًا شيئًا لكتم هذه الآية

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا (٣٧)﴾

عن عائشة قالت: ولو كان محمد ﷺ كاتمًا شيئًا مما أنزل عليه لكتم هذه الآية: ﴿وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ﴾.

صحيح: رواه مسلم في الإيمان (١٧٧: ٢٨٨) عن محمد بن المثنى، حَدَّثَنَا عبد الوهّاب، حَدَّثَنَا داود، عن الشعبي، عن مسروق، قال: كنت متكئا عند عائشة فقالت: فذكرته في حديث طويل.

عن عائشة قالت: ولو كان محمد ﷺ كاتمًا شيئًا مما أنزل عليه لكتم هذه الآية: ﴿وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ﴾.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث العظيم رواه الإمام البخاري في صحيحه، وهو يشير إلى آية كريمة من سورة الأحزاب، وسأشرحه لك جزءًا جزءًا بحول الله وقوته.

أولاً. شرح مفردات الحديث والآية:


● كَاتِمًا: أي مُخْفِيًا أو مُسْتَتِرًا به.
● أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ: المقصود هنا هو زيد بن حارثة رضي الله عنه، الذي أنعم الله عليه بالإسلام.
● وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ: أي أنعم عليه النبي صلى الله عليه وسلم بالعتق من الرق والتربية في حجره.
● أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ: أي احتفظ بزوجك (وهي زينب بنت جحش) ولا تطلقها.
● وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ: أي تكتم في قلبك.
● مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ: ما سيبوح به الله ويظهره.
● وَتَخْشَى النَّاسَ: أي تخاف كلام الناس وانتقادهم.

ثانيًا. قصة الحديث وشرحه:


تتحدث الآية الكريمة والحديث عن قصة زواج النبي صلى الله عليه وسلم من زينب بنت جحش رضي الله عنها، والتي كانت زوجة لابنه بالتبني زيد بن حارثة.
خلاصة القصة:
- كان زيد بن حارثة مولى للنبي صلى الله عليه وسلم ثم تبناه قبل الإسلام، فكان يُدعى "زيد بن محمد".
- تزوج زيد من السيدة زينب بنت جحش، وهي من بنات عمات النبي صلى الله عليه وسلم ومن أشرف النساء نسبًا.
- نشب خلاف بين زيد وزينب، وهم زيد بالطلاق، فاستشار النبي صلى الله عليه وسلم، فأمره بإمساك زوجته والتقوى، قائلاً: "أمسك عليك زوجك واتق الله".
- ولكن في نفس النبي صلى الله عليه وسلم كان يعلم أن الله سيأمره بالزواج منها بعد طلاقها، لإبطال عادة التبني التي كانت في الجاهلية، حيث كان الناس يعتبرون الابن بالتبني كالابن الحقيقي في الحرمة وغيرها.
- كان النبي صلى الله عليه وسلم يخشى أن يقول الناس: "إن محمدًا تزوج زوجة ابنه!"، فكان يخفي في نفسه ما أعلمه الله به من أنه سيتزوجها، ويخاف كلام الناس.
- فأنزل الله هذه الآية تبين أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكتم شيئًا من الوحي، ولو كان كاتمًا لكتم هذه الآية التي تخبر عما في نفسه وتظهره للناس.
وشهادة السيدة عائشة رضي الله عنها في الحديث تؤكد:
1. أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكتم شيئًا من الوحي أبدًا.
2. أن هذه الآية بالذات كانت ستسبب له حرجًا لو كتمها، لأنها تتحدث عن أمر خاص به وبما كان يخفيه في نفسه.
3. أن نزول هذه الآية دليل على شجاعته صلى الله عليه وسلم وصدقه في تبليغ الرسالة، حتى لو كان الموضوع يمسه شخصيًا.

ثالثًا. الدروس المستفادة من الحديث:


1- كمال صدق النبي صلى الله عليه وسلم وأمانته في تبليغ الوحي: فقد بلغ كل ما أنزل إليه حتى لو كان يخالف هواه أو يسبب له حرجًا.
2- إبطال عادة التبني: حيث بين الإسلام أن الابن بالتبني لا يحرم زوجته على الأب بالتبني، فبزواجه منها أبطل هذه العادة الجاهلية.
3- أن الخشية يجب أن تكون لله وحده: كما في قوله تعالى: (وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ)، فلا ينبغي للمؤمن أن يخشى الناس في حق الله.
4- أن الله يعلم ما في القلوب ويظهره: كما أظهر ما كان النبي يخفيه في نفسه.
5- عظمة أدب النبي صلى الله عليه وسلم: حيث كان يستحي من الله ويخشاه حتى في ما أذن له به.

رابعًا. فوائد إضافية:


- هذا الحديث من أدلة إثبات نبوة محمد صلى الله عليه وسلم، لأنه لو كان يدعي النبوة كذبًا لكتم هذه الآية التي قد تُفسر بشكل خاطئ من ضعاف النفوس.
- فيه بيان لحكمة الله تعالى في تشريع الأحكام، حيث أبطل التبني بهذا الزواج الكريم.
- السيدة عائشة رضي الله عنها استشهدت بهذه الآية للرد على من يتهم النبي صلى الله عليه وسلم بكتم الوحي، مما يدل على فقهها وحكمتها.
أسأل الله أن يفقهنا في الدين وأن يرزقنا حسن الاتباع لسيد المرسلين.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الإيمان (١٧٧: ٢٨٨) عن محمد بن المثنى، حَدَّثَنَا عبد الوهّاب، حَدَّثَنَا داود، عن الشعبي، عن مسروق، قال: كنت متكئا عند عائشة فقالت: فذكرته في حديث طويل.
وقوله: ﴿وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ﴾ الذي أخفاه النبي ﷺ في نفسه في ذلك الوقت: هو إرادته أنه إِنْ طلق زيد بن حارثة زوجته زينب بنت جحش فإنه يتزوجها، وذلك جبرًا لخاطرها لأنها تزوجت بأمر النبي ﷺ وكانت عن سادات قريش. وهذا أظهر الأقوال في تفسير هذه الآية الكريمة.
وقد ذكر ابن جرير الطبريّ وغيره آثارا وأقوالا لا يليق بمقام النبوة.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1203 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: عن عائشة: لو كان محمد كاتمًا شيئًا لكتم هذه الآية

  • 📜 حديث: عن عائشة: لو كان محمد كاتمًا شيئًا لكتم هذه الآية

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: عن عائشة: لو كان محمد كاتمًا شيئًا لكتم هذه الآية

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: عن عائشة: لو كان محمد كاتمًا شيئًا لكتم هذه الآية

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: عن عائشة: لو كان محمد كاتمًا شيئًا لكتم هذه الآية

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب