حديث: جعل يتتبع حجر نسائه يسلم عليهن

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا (٥٣)﴾

عن أنس قال: لما انقضت عدة زينب قال رسول الله ﷺ لزيد: فاذكرها علي، قال: فانطلق زيد حتَّى أتاها وهي تُخمّر عجينها، قال: فلمّا رأيتها عظمت في صدري حتَّى ما أستطيع أن أنظر إليها أن رسول الله ﷺ ذكرها، فوليتها ظهري ونكص على عقبي، فقلت: يا زينب أرسل رسول الله ﷺ يذكرك، قالت: ما أنا بصانعة شيئًا حتَّى
أوامر ربي، فقامت إلى مسجدها، ونزل القرآن، وجاء رسول الله ﷺ، فدخل عليها بغير إذن.
قال: فقال: ولقد رأيتنا أن رسول الله ﷺ أطعمنا الخبز واللحم حين امتد النهار، فخرج الناس، وبقي رجال يتحدثون في البيت بعد الطعام، فخرج رسول الله ﷺ واتبعته، فجعل يتتبع حجر نسائه يسلم عليهن، ويقلن: يا رسول الله كيف وجدت أهلك؟ قال: فما أدري أنا أخبرته أن القوم قد خرجوا أو أخبرني. قال: فانطلق حتَّى دخل البيت فذهبت أدخل معه، فألقى الستر بيني وبينه، ونزل الحجاب قال: ووُعِظ القوم بما وُعِظوا به.
وزاد في رواية: ﴿لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ﴾ إلى قوله: ﴿وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ﴾.

متفق عليه: رواه مسلم في النكاح (١٤٢٨: ٨٩) من طريق سليمان بن المغيرة، عن ثابت، عن أنس فذكره.

عن أنس قال: لما انقضت عدة زينب قال رسول الله ﷺ لزيد: فاذكرها علي، قال: فانطلق زيد حتَّى أتاها وهي تُخمّر عجينها، قال: فلمّا رأيتها عظمت في صدري حتَّى ما أستطيع أن أنظر إليها أن رسول الله ﷺ ذكرها، فوليتها ظهري ونكص على عقبي، فقلت: يا زينب أرسل رسول الله ﷺ يذكرك، قالت: ما أنا بصانعة شيئًا حتَّى
أوامر ربي، فقامت إلى مسجدها، ونزل القرآن، وجاء رسول الله ﷺ، فدخل عليها بغير إذن.
قال: فقال: ولقد رأيتنا أن رسول الله ﷺ أطعمنا الخبز واللحم حين امتد النهار، فخرج الناس، وبقي رجال يتحدثون في البيت بعد الطعام، فخرج رسول الله ﷺ واتبعته، فجعل يتتبع حجر نسائه يسلم عليهن، ويقلن: يا رسول الله كيف وجدت أهلك؟ قال: فما أدري أنا أخبرته أن القوم قد خرجوا أو أخبرني. قال: فانطلق حتَّى دخل البيت فذهبت أدخل معه، فألقى الستر بيني وبينه، ونزل الحجاب قال: ووُعِظ القوم بما وُعِظوا به.
وزاد في رواية: ﴿لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ﴾ إلى قوله: ﴿وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ﴾.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإن حديث أنس بن مالك رضي الله عنه الذي ذكرته يتعلق بقصة زواج النبي صلى الله عليه وسلم من زينب بنت جحش رضي الله عنها، وهي قصة فيها من العبر والحكم ما فيها، وسأشرحها لك جزءًا جزءًا مع بيان الدروس المستفادة منها.

أولاً. شرح المفردات:


● انقضت عدة زينب: أي انتهت عدتها من طلاقها من زيد بن حارثة رضي الله عنه.
● تُخمّر عجينها: أي تعجن العجين وتغطيه ليتخمر.
● عظمت في صدري: أي هالتني وعظُم شأنها في نفسي.
● نكص على عقبي: أي تراجع إلى الوراء.
● مسجدها: أي المكان الذي تصلي فيه في بيتها.
● ألقى الستر بيني وبينه: أي أغلق الباب أو وضع حاجزًا.
● نزل الحجاب: أي نزل آية الحجاب التي توجب الاستئذان ودخول البيوت بالطريقة الشرعية.
● وُعِظ القوم بما وُعِظوا به: أي أنزل الله تعالى وعظًا وتوجيهًا للمسلمين في شأن الدخول على النبي صلى الله عليه وسلم.

ثانيًا. شرح الحديث:


يبدأ الحديث بأن عدة زينب بنت جحش رضي الله عنها من زيد بن حارثة قد انتهت بعد طلاقها منه، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم زيدًا أن يذهب إليها ويذكرها له (أي يخبرها برغبة النبي في الزواج منها). فذهب زيد إليها وهي تخمر عجينها في بيتها، فلما رآها هالته وعظُم شأنها في نفسه حتى لم يستطع النظر إليها لأن النبي صلى الله عليه وسلم قد ذكرها، فاستحى وأدبر عنها راجعًا إلى الوراء، وقال لها: "يا زينب، أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكرك" (أي يخطبك للزواج). فأجابت: "ما أنا بصانعة شيئًا حتى أوامر ربي"، أي أنها لا تقبل ولا ترفض حتى تنظر في أمر الله تعالى، ثم قامت إلى مصلاها في بيتها لتدعو الله وتستخيره.
وفي هذا الموقف نزل القرآن الكريم بموافقة الله تعالى على هذا الزواج، وجاء النبي صلى الله عليه وسلم فدخل عليها بغير إذن لأن الإذن كان قد تحقق سابقًا بإرسال زيدٍ لها.
ثم ينتقل الحديث إلى وليمة العرس التي أقامها النبي صلى الله عليه وسلم، حيث أطعم الناس خبزًا ولحمًا حتى امتد النهار، وخرج معظم الناس بعد الطعام، ولكن بقي رجال يتحدثون في البيت بعد انتهاء الوليمة. فخرج النبي صلى الله عليه وسلم واتبعه أنس بن مالك رضي الله عنه، فجعل النبي يتتبع حجر نسائه (أي بيوتهن) ليسلم عليهن، ويسألنه: "كيف وجدت أهلك؟" (أي زينب). ثم انطلق النبي صلى الله عليه وسلم حتى دخل البيت (بيت زينب)، وذهب أنس ليدخل معه، فألقى النبي الستر بينه وبين أنس (أي أغلق الباب)، ونزلت آية الحجاب التي تأمر بعدم دخول بيوت النبي إلا بإذن، وتنهى عن التطلع إلى أموره الخاصة.
وفي رواية أخرى يذكر أنس أن الآيات نزلت في هذا الموقف، وهي قوله تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ} إلى قوله: {وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ} [سورة الأحزاب: 53].
وهذه الآيات نزلت تعظيمًا لشأن النبي صلى الله عليه وسلم، وتنظيمًا لدخول بيوته وحماية لحرمة بيته وأهله.

ثالثًا. الدروس المستفادة من الحديث:


1- بيان حكمة الله تعالى في تشريع الزواج من زينب رضي الله عنها: حيث كان هذا الزواج لإبطال عادة التبني التي كانت في الجاهلية، فقد كان زيدٌ يدعى "زيد بن محمد" قبل أن ينزل القرآن بإبطال التبني، فبزواج النبي من زينب -وهي مطلقة ابنه بالتبني- أزال الله تعالى هذه العادة الجاهلية.
2- الأدب والحياء في التعامل: كما ظهر من حياء زيد عندما ذهب إلى زينب، ومن أدبها في الرد بأنها ستنتظر أمر ربها.
3- استخارة الله في الأمور المهمة: كما فعلت زينب عندما قامت إلى مصلاها لتدعو الله وتستخيره.
4- وجوب الاستئذان واحترام خصوصيات البيوت: كما بينته آية الحجاب التي نزلت في هذا الموقف، حيث أمر الله المؤمنين بعدم دخول بيوت النبي إلا بإذن، ونهى عن التطلع إلى أموره الخاصة.
5- عظمة النبي صلى الله عليه وسلم ووجوب تعظيمه: كما ظهر في نزول الآيات التي تحمي حرمة بيته وتوجب الأدب معه.
6- بيان أن الله لا يستحي من الحق: كما في ختام الآية، حيث أبطل الله عادة التبني وشرع زواج النبي من زينب رضي الله عنها رغم أنه كان ذلك مخالفًا للعادات الجاهلية.

رابعًا. معلومات إضافية مفيدة:


- زينب بنت جحش رضي الله عنها هي ابنة عمة النبي صلى الله عليه وسلم، وكانت تحت زيد بن حارثة رضي الله عنه الذي كان النبي صلى الله عليه وسلم قد تبناه قبل الإسلام.
- هذا الزواج كان بأمر من الله تعالى، كما قال تعالى: {فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا} [سورة الأحزاب
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في النكاح (١٤٢٨: ٨٩) من طريق سليمان بن المغيرة، عن ثابت، عن أنس فذكره.
ورواه البخاريّ في التفسير (٤٧٩٣) من طريق عبد العزيز بن صُهَيب، عن أنس قال: بُنيَ على النَّبِيّ ﷺ بزينب بنت جحش بخبز ولحم، فأرسلت على الطعام داعيا، فيجيء القوم فيأكلون ويخرجون، ثمّ يجيء قوم فيأكلون ويخرجون، فدعوت حتَّى ما أجد أحدًا أدعو، فقلت: يا نبي الله، ما أجد أحدًا أدعوه. قال: «ارفعوا طعامكم» وبقي ثلاثة رهط يتحدثون في البيت ... الحديث وفيه قصة الحجاب.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1225 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: جعل يتتبع حجر نسائه يسلم عليهن

  • 📜 حديث: جعل يتتبع حجر نسائه يسلم عليهن

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: جعل يتتبع حجر نسائه يسلم عليهن

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: جعل يتتبع حجر نسائه يسلم عليهن

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: جعل يتتبع حجر نسائه يسلم عليهن

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب