حديث: تزوج النبي ودخل بأهله وأرسلت أم سليم حيسًا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا (٥٣)﴾

عن أنس بن مالك قال: تزوج رسول الله ﷺ فدخل بأهله. قال: فصنعت أمي أم سليم حيسا فجعلته في تور. فقالت: يا أنس! اذهب بهذا إلى رسول الله ﷺ، فقل: بعثت بهذا إليك أمي. وهي تقرئك السّلام. وتقول: إن هذا لك منا قليل، يا رسول الله!
قال: فذهبت بها إلى رسول الله ﷺ. فقلت: إن أمي تقرئك السّلام وتقول: إن هذا لك منا قليل، يا رسول الله! فقال: «ضعه» ثمّ قال: «اذهب فادع لي فلانًا وفلانًا وفلانًا، ومن لقيت» وسمى رجالا. قال: فدعوت من سمى ومن لقيت. قال: قلت لأنس: عدد كم كانوا؟ قال: زهاء ثلاثمائة. وقال لي رسول الله ﷺ: «يا أنس! هات التور» قال: فدخلوا حتَّى امتلأت الصفة والحجرة. فقال رسول الله ﷺ: «ليتحلق عشرة عشرة وليأكل كل إنسان مما يليه» قال: فأكلوا حتَّى شبعوا. قال: فخرجت طائفة ودخلت طائفة حتَّى أكلوا كلّهم. فقال لي: «يا أنس! ارفع» قال: فرفعت. فما أدري حين وضعت كان أكثر أم حين رفعت؟ .
قال: وجلس طوائف منهم يتحدثون في بيت رسول الله ﷺ، ورسول الله ﷺ جالس، وزوجته مولية وجهها إلى الحائط، فثقلوا على رسول الله ﷺ، فخرج رسول الله ﷺ، فسلم على نسائه ثمّ رجع، فلمّا رأوا رسول الله ﷺ قد رجع ظنوا أنهم قد ثقلوا عليه.
قال: فابتدروا الباب، فخرجوا كلّهم، وجاء رسول الله ﷺ حتَّى أرخى الستر ودخل وأنا جالس في الحجرة، فلم يلبث إِلَّا يسيرا حتَّى خرج علي، وأنزلت هذه الآية، فخرج رسول الله ﷺ وقرأهن على الناس: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ﴾ إلى آخر الآية.

صحيح: رواه مسلم في النكاح (١٤٢٨: ٩٤) عن قُتَيبة بن سعيد حَدَّثَنَا جعفر بن سليمان، عن الجعد أبي عثمان، عن أنس، فذكره.

عن أنس بن مالك قال: تزوج رسول الله ﷺ فدخل بأهله. قال: فصنعت أمي أم سليم حيسا فجعلته في تور. فقالت: يا أنس! اذهب بهذا إلى رسول الله ﷺ، فقل: بعثت بهذا إليك أمي. وهي تقرئك السّلام. وتقول: إن هذا لك منا قليل، يا رسول الله!
قال: فذهبت بها إلى رسول الله ﷺ. فقلت: إن أمي تقرئك السّلام وتقول: إن هذا لك منا قليل، يا رسول الله! فقال: «ضعه» ثمّ قال: «اذهب فادع لي فلانًا وفلانًا وفلانًا، ومن لقيت» وسمى رجالا. قال: فدعوت من سمى ومن لقيت. قال: قلت لأنس: عدد كم كانوا؟ قال: زهاء ثلاثمائة. وقال لي رسول الله ﷺ: «يا أنس! هات التور» قال: فدخلوا حتَّى امتلأت الصفة والحجرة. فقال رسول الله ﷺ: «ليتحلق عشرة عشرة وليأكل كل إنسان مما يليه» قال: فأكلوا حتَّى شبعوا. قال: فخرجت طائفة ودخلت طائفة حتَّى أكلوا كلّهم. فقال لي: «يا أنس! ارفع» قال: فرفعت. فما أدري حين وضعت كان أكثر أم حين رفعت؟ .
قال: وجلس طوائف منهم يتحدثون في بيت رسول الله ﷺ، ورسول الله ﷺ جالس، وزوجته مولية وجهها إلى الحائط، فثقلوا على رسول الله ﷺ، فخرج رسول الله ﷺ، فسلم على نسائه ثمّ رجع، فلمّا رأوا رسول الله ﷺ قد رجع ظنوا أنهم قد ثقلوا عليه.
قال: فابتدروا الباب، فخرجوا كلّهم، وجاء رسول الله ﷺ حتَّى أرخى الستر ودخل وأنا جالس في الحجرة، فلم يلبث إِلَّا يسيرا حتَّى خرج علي، وأنزلت هذه الآية، فخرج رسول الله ﷺ وقرأهن على الناس: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ﴾ إلى آخر الآية.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم رواه أنس بن مالك رضي الله عنه، يروي فيه قصة زواج النبي صلى الله عليه وسلم وإكرامه للضيوف، وما ترتب على ذلك من تنزيل آداب زيارة بيت النبوة. وسأشرحه لكم جزءًا جزءًا بإذن الله.

أولاً. شرح المفردات:


● حيسًا: طعام يصنع من التمر والسمن والأقط (اللبن المجفف)، وهو من الأطعمة اللذيذة التي كانت تصنع في المدينة.
● تور: إناء من حجارة أو فخار، يشبه القصعة أو الطبق الكبير.
● أم سليم: هي أم أنس بن مالك، وكانت من الصحابيات الفاضلات.
● الصفة: مكان في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم كان يأوي إليه الفقراء والغرباء.
● ليتحلق عشرة عشرة: أي ليجلسوا على شكل حلقات، كل حلقة منها عشرة أشخاص.
● مولية وجهها إلى الحائط: أي معرضة بوجهها عن الرجال، حياءً وأدبًا.
● ثقلوا عليه: أي أطالوا الجلوس فأثقلوا عليه وسببوا له إزعاجًا.
● ابتدروا الباب: أي تسارعوا إلى الباب للخروج.
● أرخى الستر: أي أسدله وأغلقه.


ثانيًا. شرح الحديث:


يحكي أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوج (وفي روايات أنه زواجه بصفية أو زينب بنت جحش)، فدخل بأهله، فأرادت أم أنس -أم سليم- أن تهدي له طعامًا تعبر به عن فرحها بزواجه، فصنعت "حيسًا" وهو طيب من التمر والسمن، وجعلته في إناء (تور)، وأرسلت أنسًا ليقدمه للنبي صلى الله عليه وسلم مع رسالة منها تبلغه السلام وتعتذر بأن هذا الهدية قليلة بالنسبة لمقامه الكريم.
فلما وصل أنس بالطعام، أمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يضعه، ثم طلب منه أن يدعو له عددًا من الصحابة سماهم ومن يصادفهم أنس أيضًا. وسأل أنس لاحقًا عن عددهم، فقال: كانوا حوالي ثلاثمائة رجل.
ثم طلب النبي صلى الله عليه وسلم من أنس أن يحضر الإناء، فدخل الصحابة حتى امتلأت الصفة (مكان ملحق بالمسجد) والحجرة (حجرة النبي)، فأمرهم النبي أن يجلسوا في حلقات كل حلقة عشرة، وأن يأكل كل إنسان مما يليه، فأكل الجميع حتى شبعوا، وكانت معجزة حيث كفى الطعام هذا العدد الكبير مع أنه كان قليلاً في البداية، حتى تعجب أنس فقال: "فما أدري حين وضعت كان أكثر أم حين رفعت؟".
وبعد أن انتهوا من الأكل، جلس بعضهم يتحدثون في بيت النبي، والنبي جالس، وزوجته معرضة بوجهها عنهم حياءً، فأطالوا الجلوس حتى ثقلوا على النبي صلى الله عليه وسلم، فخرج وسلم على نسائه ثم عاد، فلما رأوه عادوا ظنوا أنهم أطالوا عليه فبادروا إلى الخروج.
وبعد خروجهم، دخل النبي صلى الله عليه وسلم وأرخى الستر، وكان أنس جالسًا في الحجرة، فلم يلبث إلا قليلاً حتى خرج عليه، ونزلت الآية الكريمة التي تتضمن أدب دخول بيوت النبي صلى الله عليه وسلم.


ثالثًا. الدروس المستفادة والعبر:


1- الفرح بالزواج وإظهار السرور به: وذلك من خلال إهداء الطعام والمشاركة في الأفراح.
2- كرم النبي صلى الله عليه وسلم وجوده: حيث وزع الطعام القليل على عدد كبير من الضيوف، وكان ذلك معجزة تدل على صدق نبوته.
3- الأكل بشكل جماعي وأدب الأكل: حيث أمرهم أن يجلسوا في حلقات وأن يأكل كل واحد مما يليه، وهذا من آداب الطعام.
4- الحياء والأدب مع النبي صلى الله عليه وسلم: كما فعلت زوجته حين أعرضت بوجهها حياءً من وجود الرجال.
5- عدم إطالة الجلوس في بيوت الآخرين بدون ضرورة: لأن ذلك قد يسبب إزعاجًا لأهل البيت.
6- التأدب بآداب الزيارة: وخصوصًا زيارة بيوت النبي صلى الله عليه وسلم، والتي نزلت فيها الآية الكريمة.
7- حسن التربية والذوق في التعامل: كما فعلت أم سليم حين أرسلت مع الهدية رسالة جميلة فيها التواضع والأدب.


رابعًا. الآية الكريمة وتفسيرها:


نزلت الآية: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ﴾ [الأحزاب: 53].
معناها: نهى الله المؤمنين أن يدخلوا بيوت النبي بدون استئذان، إلا إذا دُعوا إلى طعام فلا ينتظروا حتى ينضج، بل يدخلوا في الوقت المحدد. وإذا انتهوا من الأكل فليخرجوا ولا يطيلوا الجلوس للحديث، لأن ذلك كان يؤذي النبي صلى الله عليه وسلم ويشغله عن أموره.


خامسًا. فوائد إضافية:


- الحديث يدل على تواضع النبي صلى الله عليه وسلم وحبه للفقراء والمساكين، حيث دعا عددًا كبيرًا منهم.
- فيه بيان أدب الصحابة مع النبي، حيث خ
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في النكاح (١٤٢٨: ٩٤) عن قُتَيبة بن سعيد حَدَّثَنَا جعفر بن سليمان، عن الجعد أبي عثمان، عن أنس، فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1227 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: تزوج النبي ودخل بأهله وأرسلت أم سليم حيسًا

  • 📜 حديث: تزوج النبي ودخل بأهله وأرسلت أم سليم حيسًا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: تزوج النبي ودخل بأهله وأرسلت أم سليم حيسًا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: تزوج النبي ودخل بأهله وأرسلت أم سليم حيسًا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: تزوج النبي ودخل بأهله وأرسلت أم سليم حيسًا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب