حديث: لِيُكَرَّرَنَّ عَلَيْكُمْ حَتَّى يُؤَدَّى إِلَى كُلِّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ (٣٠) ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ (٣١)﴾

عن الزُّبير بن العوام قال: لما نزلت هذه السورة على رسول الله ﷺ: ﴿إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ (٣٠) ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ (٣١) قال الزُّبير: أي رسول الله! أيكرّر علينا ما كان بيننا في الدُّنيا مع خواص الذنوب؟ قال: «نعم، ليُكرَّرَنَّ عليكم حتَّى يؤدى إلى كل ذي حق حقه». فقال الزُّبير: والله! إن الأمر لشديد.

حسن: رواه أحمد (١٤٣٤)، والبزّار (٩٦٤)، وأبو يعلى (٦٦٨)، والحا كم (٢/ ٤٣٥) كلّهم من طريق محمد بن عمرو، عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، عن عبد الله بن الزُّبير، عن الزُّبير بن العوام، قال: فذكره.

عن الزُّبير بن العوام قال: لما نزلت هذه السورة على رسول الله ﷺ: ﴿إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ (٣٠) ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ (٣١)﴾ قال الزُّبير: أي رسول الله! أيكرّر علينا ما كان بيننا في الدُّنيا مع خواص الذنوب؟ قال: «نعم، ليُكرَّرَنَّ عليكم حتَّى يؤدى إلى كل ذي حق حقه». فقال الزُّبير: والله! إن الأمر لشديد.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث الذي سألت عنه رواه الإمام أحمد في مسنده، والترمذي في سننه، وقال: حديث حسن غريب. وهو حديث صحيح يشهد له عموم النصوص.
أولاً: نص الحديث ومصدره:
روى الإمام أحمد في مسنده عن الصحابي الجليل الزبير بن العوام رضي الله عنه قال: لما نزلت هذه الآية على رسول الله صلى الله عليه وسلم: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ (٣٠) ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ} [الزمر: 30-31]، قال الزبير: "أي رسول الله! أيكرّر علينا ما كان بيننا في الدنيا مع خواص الذنوب؟" قال: «نعم، ليُكرَّرَنَّ عليكم حتى يؤدى إلى كل ذي حق حقه». فقال الزبير: "والله! إن الأمر لشديد".
ثانياً: شرح المفردات:
● خواص الذنوب: أي حقوق العباد الخاصة، من المظالم والديون والغصوب وغيرها.
● ليكررن: للتأكيد على أن هذا الحساب والخصومة سيتكرر ويحدث حتماً.
● حتى يؤدى إلى كل ذي حق حقه: حتى يستوفي كل صاحب حق حقه كاملاً من الطرف الآخر.
ثالثاً: شرح الحديث:
يخبرنا الصحابي الجليل الزبير بن العوام رضي الله عنه أن هذه الآية الكريمة نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم، وهي تخبر بحتمية الموت على النبي وأمته، ثم بحتمية الوقوف بين يدي الله تعالى للخصومة والحساب.
فاستشكل الزبير رضي الله عنه - وكان من فقهاء الصحابة - معنى الخصومة يوم القيامة، فسأل النبي صلى الله عليه وسلم: هل سيُعاد علينا حساب كل الخلافات والمظالم التي كانت بيننا في الدنيا، وخاصة تلك المتعلقة بحقوق العباد (كالدين، والغصب، والاعتداء على الأموال والأعراض والدماء)؟
فأجابه النبي صلى الله عليه وسلم بالإثبات والتأكيد: نعم، سيعاد ذلك ويُحاسب عليه حساباً دقيقاً، حتى يستوفي كل إنسان حقه ممن ظلمه أو اعتدى عليه.
فلما سمع الزبير هذا الجواب، أدرك عظم المسؤولية وخطورة الموقف، فقال معبراً عن خشيته وتعظيمه لأمر الله: "والله! إن الأمر لشديد".
رابعاً: الدروس المستفادة والعبر:
1- عظمة يوم القيامة وجديته: حيث يحاسب الإنسان على كل صغيرة وكبيرة، خاصة حقوق العباد.
2- خطورة التهاون في حقوق العباد: فالحديث تحذير شديد من التعدي على حقوق الآخرين أو الاستهانة بها، لأنها لن تُترك، بل سيُحاسب عليها المرء يوم القيامة.
3- عدل الله تعالى: فالله سبحانه لا يظلم مثقال ذرة، وسيقتص للمظلوم من الظالم حتى لو كان ذلك بحسنات الظالم أو بتحمله من سيئات المظلوم.
4- الحث على المسارعة في التوبة والتحلل من المظالم في الدنيا: فالدنيا دار عمل والآخرة دار حساب وجزاء، والأولى للإنسان أن يصلح ما بينه وبين الآخرين في الدنيا قبل أن يؤخذ منه يوم القيامة حيث لا دينار ولا درهم.
5- فقه الصحابة ودقتهم في السؤال: حيث فهم الزبير رضي الله عنه دلالة الآية وذهب يسأل عن تفاصيلها ليعلم كيف يعمل.
خامساً: تنبيه مهم:
هذا الحديث خاص بـ حقوق العباد (المظالم بين الناس) وليس حقوق الله تعالى. فحقوق الله تعالى مبناها على المسامحة والعفو إذا تاب العبد توبة نصوحاً، أما حقوق العباد فلا بد من استيفائها أو المسامحة منها من قبل أصحابها.
نسأل الله أن يحسن ختامنا، وأن يغفر لنا تقصيرنا، وأن يتجاوز عن سيئاتنا.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (١٤٣٤)، والبزّار (٩٦٤)، وأبو يعلى (٦٦٨)، والحا كم (٢/ ٤٣٥) كلّهم من طريق محمد بن عمرو، عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، عن عبد الله بن الزُّبير، عن الزُّبير بن العوام، قال: فذكره.
وإسناده حسن من أجل محمد بن عمرو - وهو ابن علقمة -، فإنه حسن الحديث.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1324 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لِيُكَرَّرَنَّ عَلَيْكُمْ حَتَّى يُؤَدَّى إِلَى كُلِّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ

  • 📜 حديث: لِيُكَرَّرَنَّ عَلَيْكُمْ حَتَّى يُؤَدَّى إِلَى كُلِّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لِيُكَرَّرَنَّ عَلَيْكُمْ حَتَّى يُؤَدَّى إِلَى كُلِّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لِيُكَرَّرَنَّ عَلَيْكُمْ حَتَّى يُؤَدَّى إِلَى كُلِّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لِيُكَرَّرَنَّ عَلَيْكُمْ حَتَّى يُؤَدَّى إِلَى كُلِّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب