حديث: نزول النبي للسجود عند تلاوة سورة ص

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قول: ﴿قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ (٢٤) فَغَفَرْنَا لَهُ ذَلِكَ وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ (٢٥)﴾

عن أبي سعيد الخدري، أنه قال: قرأ رسول الله ﷺ وهو على المنبر ﴿ص﴾، فلمّا بلغ السجدة نزل، فسجد، وسجد الناس معه، فلمّا كان يوم آخر قرأها، فلمّا بلغ السجدة تشزّن الناس للسجود، فقال النَّبِيّ ﷺ: «إنّما هي توبة نبي، ولكنّي رأيتكم تشزّنتم للسجود». فنزل فسجد وسجدوا.

حسن: رواه أبو داود (١٤١٠)، وصحّحه ابن خزيمة (١٤٥٥)، وابن حبَّان (٢٧٦٥)، والحاكم (٢/ ٤٣٣ - ٤٣١) كلّهم من طريق سعيد بن أبي هلال، عن عياض بن عبد الله بن سعد بن أبي سرح، عن أبي سعيد، فذكره.

عن أبي سعيد الخدري، أنه قال: قرأ رسول الله ﷺ وهو على المنبر ﴿ص﴾، فلمّا بلغ السجدة نزل، فسجد، وسجد الناس معه، فلمّا كان يوم آخر قرأها، فلمّا بلغ السجدة تشزّن الناس للسجود، فقال النَّبِيّ ﷺ: «إنّما هي توبة نبي، ولكنّي رأيتكم تشزّنتم للسجود». فنزل فسجد وسجدوا.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث الذي ذكر رواه الإمام البخاري في صحيحه، وهو حديث صحيح ثابت عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، وسأشرحه لك جزءاً جزءاً بإذن الله.

أولاً. شرح المفردات:


● قرأ رسول الله ﷺ وهو على المنبر ﴿ص﴾: أي سورة (ص) التي تبدأ بقوله تعالى: ﴿ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ﴾.
● فلمّا بلغ السجدة: أي عندما وصل إلى آية السجدة في السورة، وهي قوله تعالى: ﴿وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ﴾ [ص: 24].
● تشزّن الناس للسجود: أي تهيأوا واستعدوا للسجود، وتحركوا لذلك.
● توبة نبي: أي أن هذه السجدة ليست سجدة واجبة، بل هي سجدة توبة لنبي الله داود عليه السلام.

ثانياً. شرح الحديث:


يحدثنا الصحابي الجليل أبو سعيد الخدري رضي الله عنه عن موقفين:
1- الموقف الأول: كان النبي ﷺ يخطب على المنبر، فقرأ سورة (ص)، وعندما وصل إلى آية السجدة (الآية 24)، نزل من على المنبر وسجد سجود التلاوة، فسجد الناس معه اقتداء به.
2- الموقف الثاني: في يوم آخر، قرأ النبي ﷺ السورة نفسها أثناء الخطبة، وعندما اقترب من آية السجدة، رأى الناس يتجهزون ويهيئون أنفسهم للسجود، كما فعلوا في المرة السابقة. فقال لهم ﷺ: «إنما هي توبة نبي» أي أن هذه السجدة ليست فرضاً ولا واجباً، بل هي سجدة ذكرت في سياق قصة نبي الله داود عليه السلام وتوبته. ومع ذلك، ورأفةً بهم وتيسيراً، نزل فسجد وسجدوا معه.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- جواز سجود التلاوة على المنبر أثناء الخطبة: وهذا من هدي النبي ﷺ العملي في الجمع بين العبادات، حيث جمع بين الخطبة وتلاوة القرآن وسجود التلاوة.
2- سجود التلاوة ليس فرضاً بل هو سنة: وذلك من قوله ﷺ: «إنما هي توبة نبي»، مما يدل على أن سجود التلاوة ليس بواجب، وإنما هو سنة مستحبة. وهذا ما ذهب إليه جمهور العلماء.
3- رفق النبي ﷺ بأمته ومراعاته لأحوالهم: حيث إنه لما رأى الناس قد تهيأوا للسجود، سجد معهم حتى لا يحرجهم أو يشق عليهم، مع بيانه أن ذلك ليس بلازم.
4- التنزل مع الناس إلى ما تهفو إليه أنفسهم من الخير إذا لم يكن فيه محذور: وهذا من كمال خلقه ﷺ وحسن قيادته.
5- بيان فضل سجود التلاوة وأثره: حيث إنه يشتمل على معاني الخشوع والانكسار بين يدي الله تعالى، والاقتداء بالأنبياء والصالحين.
6- جواز قراءة القرآن على المنبر أثناء الخطبة: وهذا من هديه ﷺ في الجمع بين الوعظ والتذكير بتلاوة القرآن.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


- سجود التلاوة: هو سجدة واحدة يسجدها المسلم عند تلاوة أو سماع آية من آيات السجدة.
- عدد آيات السجود في القرآن خمس عشرة آية عند جمهور العلماء.
- حكم سجود التلاوة: سنة مؤكدة للقارئ والمستمع، وليس بواجب.
- كيفيته: يكبر المسلم إذا أراد السجود، ثم يسجد، ويقول في سجوده ما يقول في سجود الصلاة، مثل: «سبحان ربي الأعلى»، ويدعو، ثم يرفع من السجود بدون تكبير ولا تسليم في الأصح.
أسأل الله أن يفقهنا في الدين، وأن يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (١٤١٠)، وصحّحه ابن خزيمة (١٤٥٥)، وابن حبَّان (٢٧٦٥)، والحاكم (٢/ ٤٣٣ - ٤٣١) كلّهم من طريق سعيد بن أبي هلال، عن عياض بن عبد الله بن سعد بن أبي سرح، عن أبي سعيد، فذكره.
وإسناده حسن من أجل سعيد بن أبي هلال؛ فإنه حسن الحديث.
قال الحاكم: «صحيح على شرط الشّيخين». وقال النوويّ في الخلاصة (٢١٤٠): «سنده صحيح على شرط البخاريّ».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1307 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: نزول النبي للسجود عند تلاوة سورة ص

  • 📜 حديث: نزول النبي للسجود عند تلاوة سورة ص

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: نزول النبي للسجود عند تلاوة سورة ص

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: نزول النبي للسجود عند تلاوة سورة ص

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: نزول النبي للسجود عند تلاوة سورة ص

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب