حديث: محاولة قتل النبي ﷺ عند الكعبة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ وَإِنْ يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِنْ يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ (٢٨)﴾

عن عمرو بن العاص قال: ما رأيت قريشا أرادوا قتل رسول الله ﷺ، إِلَّا يومًا رأيتهم وهم جلوس في ظل الكعبة، ورسول الله ﷺ يُصَلِّي عند المقام، فقام إليه عقبة بن أبي معيط، فجعل رداءه في عنقه، ثمّ جذبه حتَّى وجب لركبتيه ﷺ، وتصايح
الناس، فظنوا أنه مقتول، قال: وأقبل أبو بكر يشتدّ، حتَّى أخذ بَضَبُعَي رسول الله ﷺ من ورائه، وهو يقول: ﴿أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ﴾؟ ثم انصرفوا عن النَّبِيّ ﷺ، فقام رسول الله ﷺ، فلمّا قضى صلاته، مرّ بهم وهم جلوس في ظل الكعبة، فقال: «يا معشر قريش! أما والذي نفس محمد بيده! ما أرسلت إليكم إِلَّا بالذبح». وأشار بيده إلى حلقه، فقال له أبو جهل: يا محمد! ما كنت جهولا. فقال رسول الله ﷺ: «أنت منهم».

حسن: رواه ابن أبي شيبة في المصنف (٣٧٧١٦)، وأبو يعلى (٧٣٣٩)، وابن حبَّان (٦٥٦٩) كلّهم من طريق عليّ بن مسهر، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن عمرو بن العاص، قال: فذكره.

عن عمرو بن العاص قال: ما رأيت قريشا أرادوا قتل رسول الله ﷺ، إِلَّا يومًا رأيتهم وهم جلوس في ظل الكعبة، ورسول الله ﷺ يُصَلِّي عند المقام، فقام إليه عقبة بن أبي معيط، فجعل رداءه في عنقه، ثمّ جذبه حتَّى وجب لركبتيه ﷺ، وتصايح
الناس، فظنوا أنه مقتول، قال: وأقبل أبو بكر يشتدّ، حتَّى أخذ بَضَبُعَي رسول الله ﷺ من ورائه، وهو يقول: ﴿أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ﴾؟ ثم انصرفوا عن النَّبِيّ ﷺ، فقام رسول الله ﷺ، فلمّا قضى صلاته، مرّ بهم وهم جلوس في ظل الكعبة، فقال: «يا معشر قريش! أما والذي نفس محمد بيده! ما أرسلت إليكم إِلَّا بالذبح». وأشار بيده إلى حلقه، فقال له أبو جهل: يا محمد! ما كنت جهولا. فقال رسول الله ﷺ: «أنت منهم».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النبوي الشريف الذي رواه الصحابي الجليل عمرو بن العاص رضي الله عنه، مع بيان مفرداته ودروسه المستفادة:

1. شرح المفردات:


● جلوس في ظل الكعبة: جلسوا في المكان المُظلّل من الكعبة المشرفة.
● يُصَلِّي عند المقام: يصلي عند مقام إبراهيم عليه السلام، وهو المكان الذي كان يقف فيه النبي لإتمام الصلاة.
● عقبة بن أبي معيط: أحد أشد أعداء الإسلام في مكة، وكان من الطغاة المتكبرين.
● جعل رداءه في عنقه: لفّ رداء النبي صلى الله عليه وسلم حول رقبته ليخنقه أو يسحبه.
● جذبه حتى وجب لركبتيه: سحبه بشدة حتى سقط النبي صلى الله عليه وسلم على ركبتيه.
● بَضَبُعَي رسول الله: أي عضدي النبي صلى الله عليه وسلم، والبَضْعُ: العضد.
● انصرفوا: تراجعوا وتوقفوا عن إيذائه.
● ما أرسلت إليكم إلا بالذبح: أي أن رسالته تقتيل من يعاديه ويُكذبه، أو أن عاقبة تكذيبه الهلاك والدمار.
● ما كنت جهولاً: أي ما كنت فظاً أو متسرعاً في التهديد، حسب زعم أبي جهل.
● أنت منهم: أي أنت واحد من الذين سيُقتلون أو تُنالهم العقوبة.


2. شرح الحديث:


يصف هذا الحديث موقفاً من مواقف الإيذاء الذي تعرض له النبي صلى الله عليه وسلم من قبل كفار قريش في مكة، وذلك في بداية الدعوة الإسلامية. فقد اجتمع زعماء قريش في ظل الكعبة، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي عند مقام إبراهيم، فقام إليه عقبة بن أبي معيط – وهو من أشد أعداء الإسلام – ولفّ رداء النبي حول رقبته وخنقه وسحبه حتى سقط على ركبتيه الشريفتين. تصايح الناس وظنوا أنه قُتل، فما كان من الصديق أبي بكر رضي الله عنه إلا أن أسرع إلى نجدته، وأمسك بعضدي النبي من الخلف وهو يستشهد بقوله تعالى: {أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ} [غافر: 28]، فانصرفوا عنه. وبعد أن أتم النبي صلاته، مرّ بهم وهو يقول بتأكيد قوي: "والذي نفس محمد بيده، ما أرسلت إليكم إلا بالذبح"، أي أن رسالته ستؤدي إلى هلاك من يكذبه ويُعاديها. فردّ أبو جهل باستخفاف قائلاً: "ما كنت جهولاً" – أي ما كنت تتهدد بهذه الصورة من قبل – فردّ عليه النبي صلى الله عليه وسلم: "أنت منهم"، أي أنت واحد من الذين سيُقتلون أو يُعاقبون.


3. الدروس المستفادة:


● صبر النبي صلى الله عليه وسلم على الأذى: فقد تحمل أشد أنواع الإيذاء وهو في حالة عبادة، ولم يردّ الإساءة بمثلها، بل أتم صلاته ثم وعظهم.
● شجاعة أبي بكر الصديق رضي الله عنه: حيث لم يتردد في الدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم مع علمه بخطورة الموقف.
● قوة التحدي الإلهي: حيث بيّن النبي صلى الله عليه وسلم أن رسالته حق، وأن من يعاديه سيهلك.
● الوعيد الشديد للمكذبين: فالكفر والتكذيب برسالة الإسلام يؤدي إلى الهلاك والدمار.
● الاستشهاد بالقرآن في المواقف العصيبة: كما فعل أبو بكر رضي الله عنه حين استشهد بالآية الكريمة.
● العزة في الحق: فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يتراجع عن دعوته رغم الإيذاء، بل زاد تصميماً وتحدياً.


4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وهو حديث صحيح.
- الموقف يدل على شدة العداء الذي واجهه النبي صلى الله عليه وسلم من قريش، خاصة في المرحلة المكية.
- قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أرسلت إليكم إلا بالذبح" يحمل معنى التخويف والوعيد، وهو من باب الإنذار لا التهديد الشخصي، بل بيان لعاقبة الكفر.
- أبو جهل كان من أشرس أعداء الإسلام، وقد قُتل في غزوة بدر، مما تحقق فيه وعيد النبي صلى الله عليه وسلم.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن أبي شيبة في المصنف (٣٧٧١٦)، وأبو يعلى (٧٣٣٩)، وابن حبَّان (٦٥٦٩) كلّهم من طريق عليّ بن مسهر، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن عمرو بن العاص، قال: فذكره.
وإسناده حسن من أجل محمد بن عمرو بن علقمة، فإنه حسن الحديث. والحديث له طرق أخرى، أشار إلى بعضها البخاريّ في مناقب الأنصار بعد (٣٨٥٦) وبعضها مذكورة في كتاب السيرة من الجامع الكامل.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1346 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: محاولة قتل النبي ﷺ عند الكعبة

  • 📜 حديث: محاولة قتل النبي ﷺ عند الكعبة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: محاولة قتل النبي ﷺ عند الكعبة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: محاولة قتل النبي ﷺ عند الكعبة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: محاولة قتل النبي ﷺ عند الكعبة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, December 17, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب