ص والقرآن ذي الذكر

حديث: ص والقرآن ذي الذكر

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

كتاب تفسير القرآن العظيم

باب قوله: ﴿ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ (١) بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ (٢) كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ فَنَادَوْا وَلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ (٣) وَعَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ (٤) أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ (٥) وَانْطَلَقَ الْمَلأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ (٦) مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هَذَا إِلَّا اخْتِلَاقٌ (٧)﴾

عن ابن عباس قال: نزل ﴿ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ﴾ فيهم، وفي مجلسهم ذلك، يعني مجلس أبي طالب وأبي جهل واجتماع قريش إليهم حين نازعوا رسول الله ﷺ.

حسن: رواه الحاكم (٢/ ٤٣٢) عن أبي زكريا العنبري، ثنا محمد بن عبد السّلام، ثنا إسحاق، أنبأ وهب بن جرير، حَدَّثَنِي أبي، قال: سمعت محمد بن إسحاق، قال: حَدَّثَنِي العباس بن عبد الله بن معبد بن عباس، عن أبيه، عن ابن عباس، قال: فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإني أسأل الله تعالى التوفيق والسداد في شرح هذا الحديث النافع، الذي يرويه حبر الأمة وترجمان القرآن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما.

الحديث ومصدره:

هذا الأثر رواه الإمام الطبري في تفسيره (جامع البيان عن تأويل آي القرآن) عند تفسير قوله تعالى: {ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ} [ص: 1]، وهو من روايات ابن عباس رضي الله عنهما في أسباب النزول.

1. شرح المفردات:

● "نزل {ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ} فيهم": أي أن هذه الآية الكريمة نزلت في شأن هؤلاء المشركين وردًا على ما جرى في ذلك المجلس.
● "مجلس أبي طالب وأبي جهل": أي اجتماع كبار قريش في دار أبي طالب، عم النبي صلى الله عليه وسلم، الذي كان يحميه من أذى المشركين، وكان ضمن الحاضرين أيضًا أبو جهل (عمرو بن هشام) زعيم المعارضين للإسلام.
● "نازعوا رسول الله ﷺ": أي جادلوه وعارضوه وكذبوه فيما جاء به من الوحي.

2. شرح الحديث:

يشير هذا الأثر إلى سبب نزول أول آية من سورة ص، حيث كان اجتماعٌ لزعماء قريش في دار أبي طالب — الذي كان يحاول التوسط بين النبي صلى الله عليه وسلم وقومه — وحضر هذا الاجتماع أبو جهل وأضرابه من المشركين.
وفي هذا المجلس:
- ناقشوا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- طالبوه بتغيير دعوته أو التوقف عنها.
- استهزأوا بالقرآن ووصفوه بالسحر أو الشعر أو الأساطير.
فنزلت سورة ص مفتتحةً بالقسم {ص} — وهو حرف من حروف الهجاء التي يتحدى الله بها البشر — ثم {وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ} أي القرآن العظيم الذي فيه التذكير والموعظة والعبرة.
والمعنى: أن الله تعالى يقسم بالقرآن ذي الشرف والعظمة — ردا على تكذيبهم واستهزائهم — أن محمدًا صلى الله عليه وسلم حقٌّ، وأن ما جاء به هو الحق.

3. الدروس المستفادة:

1- عظمة القرآن وتحديه: بدأت السورة بحرف مُقطَّع لتذكير المشركين بأن هذا الكلام العظيم مؤلَّف من مثل هذه الحروف التي يتكلمون بها، لكنهم عاجزون عن الإتيان بمثله.
2- ثبات النبي صلى الله عليه وسلم: رغم اجتماع أعدائه ومحاولة إغرائه أو تخويفه، ثبت على دعوته.
3- دور أبي طالب:رغم أن لم يسلم، لكنه كان حاميًا للدعوة في بدايتها، مما يظهر أن الله يقدر أسبابًا لحماية الدين.
4- الرد على المكذبين: القرآن يرد على الشبهات ويكذب المبطلين بأسلوب يعجزون عن محاكاته.

4. معلومات إضافية:

- سورة ص مكية، نزلت في فترة الاضطهاد والشدة التي عاناها النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه.
- فيها قصص الأنبياء كداود وسليمان وأيوب — عليهم السلام — لتثبيت قلب النبي صلى الله عليه وسلم وتذكير المشركين بمصارع الأمم المكذبة.
- ابتداء السورة بـ {ص} من الحروف المقطعة التي فيها إعجاز بلاغي، وقد وردت في أوائل عدة سور مثل البقرة وآل عمران وغيرها.

ختامًا:

فهذا الحديث يذكرنا بصدق الرسول صلى الله عليه وسلم، وعظمة القرآن، وأن الله تعالى يحفظ دينه ويرد على المعارضين في كل زمان ومكان.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الحاكم (٢/ ٤٣٢) عن أبي زكريا العنبري، ثنا محمد بن عبد السّلام، ثنا إسحاق، أنبأ وهب بن جرير، حَدَّثَنِي أبي، قال: سمعت محمد بن إسحاق، قال: حَدَّثَنِي العباس بن عبد الله بن معبد بن عباس، عن أبيه، عن ابن عباس، قال: فذكره.
وإسناده حسن من أجل محمد بن إسحاق، فإنه حسن الحديث، وقد صرّح بالتحديث.
قال الحاكم: «هذا حديث صحيح على شرط مسلم».
وتفصيله كما يأتي:
رُوي عن ابن عباس قال: مرض أبو طالب، فجاءته قريش، وجاءه النَّبِيّ ﷺ، وعند أبي طالب مجلس رجل، فقام أبو جهل كي يمنعه، قال: وشكوه إلى أبي طالب، فقال: يا ابن أخي! ما تريد من قومك؟ قال: «إنِّي أريد منهم كلمة واحدة تدين لهم بها العرب وتؤدي لهم العجم الجزية». قال: كلمة واحدة؟ ! قال: «كلمة واحدة». قال: «يا عم! يقولوا: لا إله إِلَّا الله». فقالوا: إلها واحدًا ﴿مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هَذَا إِلَّا اخْتِلَاقٌ﴾ قال فنزل فيهم القرآن: ﴿ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ (١) بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ﴾ إلى قوله: ﴿مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هَذَا إِلَّا اخْتِلَاقٌ﴾.
رواه الترمذيّ (٣٢٣٢)، والنسائي في الكبرى (١١٣٧٢)، وأحمد (٢٠٠٨)، وابن حبَّان (٦٦٨٦)، والحاكم (٢/ ٤٣٢) كلّهم من طريق الأعمش، عن يحيى بن عمارة، عن سعيد بن جبير،
عن ابن عباس، فذكره.
وفيه يحيى بن عمارة، ويقال: يحيى بن عباد، ويقال: عباد بن جعفر الكوفي، لم يرو عنه غير الأعمش، ولم يوثقه غير ابن حبَّان، ولذا قال الحافظ: «مقبول» أي عند المتابعة.
وقد روي مرسلًا، فالإسناد لا يخلو من كلام غير أن القصة اكتسبت شهرة في كتب التاريخ والسيرة، وتتابعوا على نقلها، فاستغنى عن الإسناد.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1303 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ص والقرآن ذي الذكر

📜 حديث: ص والقرآن ذي الذكر

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: ص والقرآن ذي الذكر

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: ص والقرآن ذي الذكر

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: ص والقرآن ذي الذكر

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية