أشد ما فعله المشركون بالنبي صلى الله عليه وسلم

حديث: أشد ما فعله المشركون بالنبي صلى الله عليه وسلم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

كتاب تفسير القرآن العظيم

باب قوله: ﴿وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ وَإِنْ يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِنْ يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ (٢٨)﴾

عن عروة بن الزُّبير قال: قلت لعبد الله بن عمرو بن العاص: أخبرني بأشد ما صنع المشركون برسول الله ﷺ، قال: بينا رسول الله ﷺ يُصَلِّي بفناء الكعبة، إذ أقبل عقبة بن أبي معيط، فأخذ بمنكب رسول الله ﷺ ولوى ثوبه في عنقه، فخنقه به خنقا شديدًا، فأقبل أبو بكر، فأخذ بمنكبه، ودفع عن رسول الله ﷺ، وقال: ﴿أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ﴾.

صحيح: رواه البخاريّ في التفسير (٤٨١٥) عن عليّ بن عبد الله، حَدَّثَنَا الوليد بن مسلم، حَدَّثَنَا الأوزاعي، قال: حَدَّثَنِي يحيى بن أبي كثير، قال: حَدَّثَنِي محمد بن إبراهيم التيمي، قال: حَدَّثَنِي عروة بن الزُّبير، قال: فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث العظيم الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه، يروي لنا لحظة من أقسى لحظات الاضطهاد والتعذيب التي تعرض لها النبي ﷺ من كفار قريش، وهو شهامة الصديق أبي بكر رضي الله عنه في الدفاع عنه.

أولاً. شرح المفردات:

● عروة بن الزبير: هو أحد فقهاء المدينة السبعة، ابن أسماء بنت أبي بكر الصديق، وأخو عبد الله بن الزبير.
● عبد الله بن عمرو بن العاص: صحابي جليل، كان من أكثر الصحابة رواية للحديث.
● فناء الكعبة: ساحتها أو المكان المجاور لها.
● عقبة بن أبي معيط: من أشد أعداء الإسلام، وأحد صناديد قريش.
● لوى ثوبه في عنقه: لف رداء النبي ﷺ حول رقبته بشكل حلقة.
● خنقه به خنقًا شديدًا: ضغط على رقبته بشدة حتى كاد يختنق.

ثانيًا. شرح الحديث:

يخبرنا الصحابي الجليل عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، عن أشد أنواع الأذى الجسدي الذي تعرض له النبي ﷺ على يد المشركين.
ففي مشهد يدمي القلب، كان النبي ﷺ يصلي في أقدس مكان عند المسلمين، عند الكعبة، وهو في أقصى درجات الخشوع والمناجاة لربه، فإذا بعقبة بن أبي معيط، وهو من أشرس أعدائه، يأتي من خلفه ويباغته.
لم يكتفِ بمجرد إيذائه، بل قام بأمرين فيهما غاية الإهانة والقسوة:
1- أخذ بمنكبيه: للإمساك به والسيطرة عليه.
2- لف ثوب النبي ﷺ حول رقبته وخنقه بشدة: وهذا عمل وحشي، يقصد به إيذاء النبي ﷺ وإهانته والحيلولة بينه وبين عبادته، بل وكاد أن يقتله.
وفي ذروة هذا الموقف العصيب، يظهر نجد الله تعالى للدفاع عن نبيه، في صورة أبي بكر الصديق رضي الله عنه، الذي لم يتردد لحظة، فاندفع لإنقاذ حبيب الله ﷺ، فدفع عقبة عن النبي وأخذ بمنكبه لينتشله منه.
ثم لم يكتفِ بهذا الفعل البطولي، بل واجه الطغاة بكلمة حق، فاستشهد بآية من كتاب الله تعالى لتكون حجة عليهم: {أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُم بِالْبَيِّنَاتِ مِن رَبِّكُمْ} [غافر: 28]. وهي في الأصل قول مؤمن آل فرعون، فكأن أبا بكر يقول لهم: أتقتلون رجلاً لم ذنبه إلا أن يقول ربي الله، وقد جاءكم بالأدلة الواضحة والبراهين الساطعة على صدقه؟! إن هذا لعظيم من القبح والظلم.

ثالثًا. الدروس المستفادة والعبر:

1- صبر النبي ﷺ وجَلَده: فما ترك الصلاة عند الكعبة رغم شدة العداوة، وصبر على الأذى في سبيل دعوته، وهو قدوة لكل داعية في الصبر والثبات.
2- شجاعة أبي بكر الصديق وتضحيته: ضرب المثل الأعلى في نصرة النبي ﷺ والدفاع عنه بالقول والفعل، متحملاً مخاطر مواجهة صنديد من صنايد قريش وحده.
3- الحجة والموعظة الحسنة: حتى في لحظة الدفاع والمواجهة الجسدية، لم يرد أبو بكر بالإيذاء فقط، بل رد بالحكمة والموعظة، مستشهدًا بكلام الله.
4- مكانة أبي بكر وفضله: فهو الذي كان سند النبي ﷺ في أحرج اللحظات، وقد ثبت في الحديث الآخر: «ما لأحد عندنا يد إلا وقد كافأناه، إلا أبا بكر، فإن له عندنا يدًا يكافئه الله بها يوم القيامة».
5- بيان حقيقة عداوة الكفر للإيمان: فعداوتهم لم تكن مجرد خلاف فكري، بل وصلت إلى حد محاولة القتل والإبادة.
6- عزة المؤمن بقضيته: فموقف أبي بكر يعلمنا أن المؤمن لا يذل لدعوته، ولا يخاف في الله لومة لائم، ولو كان في قلب عرين الأعداء.

رابعًا. معلومات إضافية:

- هذا الموقف كان في مكة، في المرحلة الأولى من الدعوة، حيث كان المسلمون قلة مستضعفون.
- عقبة بن أبي معيط هذا كان من الأسرى في غزوة بدر، وقتله النبي ﷺ بأمر الله تعالى صبرًا (أي عقوبة على جرمه العظيم).
- هذا الحديث جزء من سلسلة الابتلاءات التي مر بها النبي ﷺ، والتي كانت تمحيصًا لإيمانه وتثبيتًا لقلوب المؤمنين من بعده، ليعلموا أن طريق الدعوة محفوف بالمكاره، وأن العاقبة للمتقين.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في التفسير (٤٨١٥) عن عليّ بن عبد الله، حَدَّثَنَا الوليد بن مسلم، حَدَّثَنَا الأوزاعي، قال: حَدَّثَنِي يحيى بن أبي كثير، قال: حَدَّثَنِي محمد بن إبراهيم التيمي، قال: حَدَّثَنِي عروة بن الزُّبير، قال: فذكره.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1345 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أشد ما فعله المشركون بالنبي صلى الله عليه وسلم

📜 حديث: أشد ما فعله المشركون بالنبي صلى الله عليه وسلم

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: أشد ما فعله المشركون بالنبي صلى الله عليه وسلم

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: أشد ما فعله المشركون بالنبي صلى الله عليه وسلم

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: أشد ما فعله المشركون بالنبي صلى الله عليه وسلم

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية