حديث: من كان يعبد محمدًا فإن محمدًا قد مات

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ (٣٠) ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ (٣١)﴾

عن عائشة زوج النَّبِيّ ﷺ، أن رسول الله ﷺ مات وأبو بكر بالسنح - قال إسماعيل: يعني بالعالية -، فقام عمر يقول: والله! ما مات رسول الله ﷺ، قالت: وقال عمر: والله! ما كان يقع في نفسي إِلَّا ذاك، وليبعثنّه الله، فليقطعن أيدي رجال
وأرجلهم، فجاء أبو بكر، فكشف عن رسول الله ﷺ، فقبّله، قال: بأبي أنت وأمي! طبت حيا وميتا، والذي نفسي بيده! لا يذيقك الله الموتتين أبدًا، ثمّ خرج، فقال: أيها الحالف! على رسلك، فلمّا تكلم أبو بكر جلس عمر، فحمد الله أبو بكر، وأثنى عليه، وقال: ألا من كان يعبد محمدًا ﷺ، فإن محمدًا قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حيّ لا يموت. وقال: ﴿إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ﴾، ﴿وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ﴾ [آل عمران: ١٤٤]، قال: فنشج الناس يبكون ... الحديث.

صحيح: رواه البخاريّ في الفضائل (٣٦٦٨، ٣٦٦٧) عن إسماعيل بن عبد الله، حَدَّثَنَا سليمان بن بلال، عن هشام بن عروة، عن عروة بن الزُّبير، عن عائشة، فذكرته في حديث طويل.

عن عائشة زوج النَّبِيّ ﷺ، أن رسول الله ﷺ مات وأبو بكر بالسنح - قال إسماعيل: يعني بالعالية -، فقام عمر يقول: والله! ما مات رسول الله ﷺ، قالت: وقال عمر: والله! ما كان يقع في نفسي إِلَّا ذاك، وليبعثنّه الله، فليقطعن أيدي رجال
وأرجلهم، فجاء أبو بكر، فكشف عن رسول الله ﷺ، فقبّله، قال: بأبي أنت وأمي! طبت حيا وميتا، والذي نفسي بيده! لا يذيقك الله الموتتين أبدًا، ثمّ خرج، فقال: أيها الحالف! على رسلك، فلمّا تكلم أبو بكر جلس عمر، فحمد الله أبو بكر، وأثنى عليه، وقال: ألا من كان يعبد محمدًا ﷺ، فإن محمدًا قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حيّ لا يموت. وقال: ﴿إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ﴾، ﴿وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ﴾ [آل عمران: ١٤٤]، قال: فنشج الناس يبكون ... الحديث.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله.
أما بعد، فهذا الحديث العظيم الذي رواه البخاري في صحيحه يصف لنا أحد أخطر اللحظات في تاريخ الأمة الإسلامية، وهي لحظة وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، وكيف تعامل الصحابة رضي الله عنهم مع هذه الصدمة العظيمة، وما فيه من الدروس والعبر الجليلة.

أولاً. شرح المفردات:


● بالسَّنْح: مكان في ضواحي المدينة المنورة، ويقال له "العالية" كما فسره الراوي إسماعيل بن أبي أويس.
● نشج الناس: أي بكوا بحرارة وانتحاب، والنشيج هو صوت البكاء مع اختناق.
● الحالف: يُقصد به عمر بن الخطاب رضي الله عنه لِحلفه بالله قائلاً: "والله ما مات رسول الله".

ثانيًا. شرح الحديث:


يصف الحديث حالة الصدمة والذهول التي أصابت الصحابة عند وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، وكان أبو بكر رضي الله عنه غائبًا في مكان قريب من المدينة. فقام عمر رضي الله عنه -وفي حالة من الإنكار والهول- يحلف أن رسول الله لم يمت، ويهدد من يقول بموته، بل كان يظن أن الله سيبعثه مرة أخرى.
ولكن يأتي أبو بكر الصديق رضي الله عنه، فيدخل على النبي صلى الله عليه وسلم، ويكشف عن وجهه ويقبله، ويخاطبه بعبارات تدل على كمال المحبة والوفاء، ثم يخرج ليواجه الموقف بحكمة وإيمان راسخ. فيخاطب عمر بأدب قائلاً: "أيها الحالف على رسلك" أي تمهل ولا تستعجل.
ثم يخطب في الناس قائلاً كلمته الخالدة التي هدأت روعهم وردتهم إلى صوابهم: "ألا من كان يعبد محمدًا فإن محمدًا قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت". ثم يستشهد بالآية الكريمة من سورة آل عمران التي نزلت بعد غزوة أحد، والتي تؤكد حقيقة الموت على جميع الخلق،包括 الرسل.

ثالثًا. الدروس المستفادة:


1- حقيقة بشرية النبي صلى الله عليه وسلم: فهو بشر يموت كما يموت الناس، وهذا أصل عقدي مهم، فمن عبد النبي فقد أشرك، وإنما العبادة لله وحده.
2- الحكمة والربانية في تصرفات أبي بكر: حيث جمع بين العاطفة (تقبيل النبي) والعقل (تذكير الناس بالعقيدة)، فكان رضي الله عنه الأقدر على مواجهة الموقف.
3- قوة إيمان عمر رضي الله عنه وانفعاله: وإن كان قد غلبه الإنكار في البداية، إلا أن ذلك نابع من محبته الشديدة للنبي صلى الله عليه وسلم.
4- الاستدلال بالقرآن في المواقف الحرجة: فاستشهاد أبي بكر بالآية كان بمثابة تذكير للجميع بأن الله قد أخبر بهذا مسبقًا.
5- الوفاء للنبي بعد موته: وذلك بالثبات على دينه واتباع سنته، وعدم الارتداد على الأعقاب.

رابعًا. فوائد إضافية:


- الحديث يدل على فضل أبي بكر الصديق وعلمه وثباته، مما جعله الأحق بالخلافة بعد النبي.
- فيه بيان أن الحزن على فقد الأحباء طبيعة بشرية، ولكن لا بد أن يقترن بالإيمان بالقدر والرضا بقضاء الله.
- التأكيد على أن موت النبي صلى الله عليه وسلم ليس نهاية الدين، بل هو استمرار لمسيرة الدعوة التي أكملها الله ببقاء الإسلام وانتشاره.
أسأل الله أن يوفقنا لاتباع سنة نبيه والصديق من بعده، وأن يثبتنا على الدين حتى نلقاه. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الفضائل (٣٦٦٨، ٣٦٦٧) عن إسماعيل بن عبد الله، حَدَّثَنَا سليمان بن بلال، عن هشام بن عروة، عن عروة بن الزُّبير، عن عائشة، فذكرته في حديث طويل.
وقوله: ﴿ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ (٣١).

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1323 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من كان يعبد محمدًا فإن محمدًا قد مات

  • 📜 حديث: من كان يعبد محمدًا فإن محمدًا قد مات

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من كان يعبد محمدًا فإن محمدًا قد مات

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من كان يعبد محمدًا فإن محمدًا قد مات

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من كان يعبد محمدًا فإن محمدًا قد مات

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب