حديث: سجدة سورة ص واقتداء النبي بداود عليه السلام

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

كتاب تفسير القرآن العظيم

باب قول: ﴿قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ (٢٤) فَغَفَرْنَا لَهُ ذَلِكَ وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ (٢٥)﴾

عن العوام قال: سألت مجاهدًا عن سجدة في ﴿ص﴾، فقال: سألت ابن عباس: من أين سجدت؟ . فقال: أو ما تقرأ ﴿وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ﴾ [الأنعام: ٨٤] ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ﴾ [الأنعام: ٩٠] فكان داود ممن أمر نبيكم ﷺ أن يقتدي به، فسجدها داود عليه السلام، فسجدها رسول الله ﷺ.
صحيح: رواه البخاريّ في التفسير (٤٨٠٧) عن محمد بن عبد الله، حَدَّثَنَا محمد بن عبيد الطنافسي، عن العوام، قال: فذكره.

عن العوام قال: سألت مجاهدًا عن سجدة في ﴿ص﴾، فقال: سألت ابن عباس: من أين سجدت؟ . فقال: أو ما تقرأ ﴿وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ﴾ [الأنعام: ٨٤] ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ﴾ [الأنعام: ٩٠] فكان داود ممن أمر نبيكم ﷺ أن يقتدي به، فسجدها داود ﵇، فسجدها رسول الله ﷺ.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث الذي ذكر يروي قصة استشهاد الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما على مشروعية السجود في سورة "ص"، وهو من الأحاديث التي تُظهر عمق فهم السلف للقرآن وربطهم بين آياته.

أولاً. شرح المفردات:


● العوام: هو العوام بن حوشب، ثقة من التابعين.
● مُجاهد: هو مجاهد بن جبر، الإمام المفسر الثقة، تلميذ ابن عباس.
● سجدة في (ص): المقصود السجود التلاوة عند قراءة الآية الأخيرة من سورة ص: ﴿خَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ﴾ [ص: 24].
● من أين سجدت؟: أي ما الدليل على مشروعية هذا السجود؟
● فبهداهم اقتده: أي اتبع طريقهم واهتد بهداهم.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبرنا التابعي العوام بن حوشب أنه سأل الإمام مجاهداً عن حكم السجود عند آية سورة ص، فلم يجبّه مجاهد مباشرة، بل نقل له جواب أستاذه ابن عباس رضي الله عنهما عندما سأله نفس السؤال.
فقد استدل ابن عباس رضي الله عنهما على مشروعية السجود في سورة ص بطريقتين بارعتين:
1- الربط النبوي: حيث بيّن أن داود عليه السلام هو من ذرية إبراهيم الذين أمر الله نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم بالاقتداء بهم في قوله: ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ﴾.
2- الاقتداء العملي:既然 ثبت أن داود عليه السلام سجد في هذه الموضع كما في قوله تعالى: ﴿خَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ﴾، وكان داود ممن أمرنا بالاقتداء به، فسجود النبي صلى الله عليه وسلم هنا هو تطبيق عملي لأمر الاقتداء بهؤلاء الأنبياء.

ثالثاً. الدروس المستفادة:


1- وجوب الاقتداء بالأنبياء: فهم قدوة للمؤمنين في عباداتهم وأخلاقهم.
2- فقه الصحابة العميق: حيث كانوا يربطون بين نصوص القرآن بعضها ببعض.
3- مشروعية سجود التلاوة: في مواضعه المعروفة ومنها سورة ص.
4- أخذ العلم من أهله: كما فعل العوام عندما سأل مجاهداً، ومجاهد عندما نقل عن ابن عباس.
5- الحكمة في الإجابة: حيث لم يجب مجاهد مباشرة بل نقل كلام من هو أعلم منه.

رابعاً. معلومات إضافية:


- سجود التلاوة في سورة ص سنة مؤكدة عند جمهور العلماء.
- هذا السجود يكون عند قوله تعالى: ﴿وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ﴾ [ص: 24].
- الحديث يظهر منهج السلف في الاستدلال والربط بين النصوص.
أسأل الله أن يجعلنا من المقتدين بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم وأنبياء الله ورسله، وأن ينفعنا بالقرآن العظيم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في التفسير (٤٨٠٧) عن محمد بن عبد الله، حَدَّثَنَا محمد بن عبيد الطنافسي، عن العوام، قال: فذكره.
ورواه (٤٨٠٦) من طريق شعبة، عن العوام به مختصرًا.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1305 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: سجدة سورة ص واقتداء النبي بداود عليه السلام

  • 📜 حديث: سجدة سورة ص واقتداء النبي بداود عليه السلام

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: سجدة سورة ص واقتداء النبي بداود عليه السلام

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: سجدة سورة ص واقتداء النبي بداود عليه السلام

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: سجدة سورة ص واقتداء النبي بداود عليه السلام

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم
سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب