حديث: أبو بكر ينادي: أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ وَإِنْ يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِنْ يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ (٢٨)﴾

عن أنس بن مالك قال: لقد ضربوا رسول الله ﷺ مرة حتَّى غشي عليه، فقام أبو بكر، فجعل ينادي: ويلكم! ﴿أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ﴾، فقالوا: من هذا؟ قالوا: ابن أبي قحافة المجنون.

صحيح: رواه البزّار (٧٥٠٦)، وأبو يعلى (٣٦٩١)، والحاكم (٣/ ٦٧) كلّهم من حديث محمد بن أبي عبيدة، عن أبيه، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن أنس بن مالك، فذكره.

عن أنس بن مالك قال: لقد ضربوا رسول الله ﷺ مرة حتَّى غشي عليه، فقام أبو بكر، فجعل ينادي: ويلكم! ﴿أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ﴾، فقالوا: من هذا؟ قالوا: ابن أبي قحافة المجنون.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وإليك الشرح الوافي لهذا الحديث النصي، الذي يروي لنا لحظة من لحظات الصبر والثبات في حياة النبي ﷺ وأصحابه الكرام:

الحديث ومصدره:


هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، والإمام البيهقي في دلائل النبوة، وهو حديث صحيح بشواهده، يرويه أنس بن مالك رضي الله عنه، خادم رسول الله ﷺ، وهو من شهود الواقعة.

١. شرح المفردات:


● ضربوا: أي أصابوه بالضرب المبرح.
● حتى غشي عليه: أي وصل الضرب به إلى درجة فقدان الوعي والإغماء من شدته.
● ويلكم: كلمة تقال للتحذير والتهديد، وتعني الهلاك والعذاب.
● ابن أبي قحافة: كنية أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وأبو قحافة هو اسم أبيه.

٢. شرح الحديث:


يصور لنا هذا الحديث مشهداً مؤلماً من مشاهد الابتلاء الذي تعرض له النبي ﷺ في مكة المكرمة، حيث قام المشركون بضربه ﷺ ضرباً شديداً حتى أغمي عليه من شدة الألم والتعب.
وفي هذا الموقف العصيب، يبرز موقف أبي بكر الصديق رضي الله عنه، الذي لم يتحمل رؤية رسول الله ﷺ يُعذب بهذه الصورة، فقام مدافعاً عنه منكراً على المشركين فعلهم، مستشهداً بقول الله تعالى في سورة غافر: {أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ} [غافر: 28]، وهي نفس الكلمات التي قالها المؤمن من آل فرعون دفاعاً عن نبي الله موسى عليه السلام.
فرد المشركون على أبي بكر باستنكار واستهزاء، ووصفوه بالجنون، وهذا دأب الظالمين في كل زمان ومكان، حيث يصفون أهل الحق والدعاة إلى الله بالجنون والضلال.

٣. الدروس المستفادة:


● صبر النبي ﷺ على الأذى: فقد تحمل ﷺ أنواعاً شتى من العذاب في سبيل دعوته، وهو أسوة للمسلمين في الصبر والثبات.
● شجاعة أبي بكر الصديق: حيث وقف في وجه الظالمين دفاعاً عن رسول الله ﷺ، متحملاً ما قد يلحقه من أذى.
● الدفاع عن الحق: فالمسلم مأمور بالدفاع عن الحق وأهله، ولو كان فيه مخاطرة، كما فعل أبو بكر رضي الله عنه.
● الاستشهاد بالقرآن: ففي موقف أبي بكر دليل على أهمية الاستشهاد بآيات القرآن في مواطن النصرة والدفاع عن الحق.
● الابتلاء سنة ماضية: فكما ابتلي الأنبياء والصالحون، يبتلى الدعاة والمصلحون، والصبر على ذلك يرفع الدرجات ويحط السيئات.

٤. معلومات إضافية:


- هذا الموقف يدل على قوة إيمان أبي بكر الصديق وحبه لرسول الله ﷺ، مما جعله يبادر بالدفاع عنه دون خوف من المشركين.
- الواقعة حدثت في مكة المكرمة قبل الهجرة، في فترة كان المسلمون فيها قلة مستضعفة.
- هذا الموقف من أبي بكر رضي الله عنه هو أحد المواقف التي جعلت رسول الله ﷺ يثني عليه ويبين فضله، حيث قال: "ما لأحد عندنا يد إلا وقد كافأناه ما خلا أبا بكر، فإن له عندنا يداً يكافئه الله بها يوم القيامة".
أسأل الله أن يجعلنا من أهل الصبر والثبات، وأن يرزقنا الشجاعة في الدفاع عن دينه وحبيبيه محمد ﷺ.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البزّار (٧٥٠٦)، وأبو يعلى (٣٦٩١)، والحاكم (٣/ ٦٧) كلّهم من حديث محمد بن أبي عبيدة، عن أبيه، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن أنس بن مالك، فذكره.
قال الحاكم: «صحيح على شرط مسلم».
وصحّحه أيضًا الحافظ في الفتح (٧/ ١٦٩).
قال الأعظمي: أبو سفيان هو طلحة بن نافع، رواية الأعمش عنه مستقيمة كما قال ابن عدي، وإلَّا فهو حسن الحديث.
تنبيه: قد سقط من مطبوعة مسند أبي يعلى «عن الأعمش». والصواب إثباته كما نقله عنه الضياء في المختارة (٦/ ٢٢١)، وابن حجر في المطالب العالية (٣٨٧٩).

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1347 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أبو بكر ينادي: أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله

  • 📜 حديث: أبو بكر ينادي: أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أبو بكر ينادي: أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أبو بكر ينادي: أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أبو بكر ينادي: أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب