حديث: صلوا ما بيني وبينكم من القرابة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ (٢٣)﴾

عن ابن عباس، أنه سئل عن قوله تعالى: ﴿إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى﴾ فقال سعيد بن جبير: قربى آل محمد ﷺ، فقال ابن عباس: عجِلتَ، إن النَّبِيّ ﷺ لم يكن بطن من قريش إِلَّا كان له فيهم قرابة، فقال: «إِلَّا أن تصلوا ما بيني وبينكم من القرابة».

صحيح: رواه البخاريّ في التفسير (٤٨١٨) عن محمد بن بشار، حَدَّثَنَا محمد بن جعفر، حَدَّثَنَا شعبة، عن عبد الملك بن ميسرة، عن طاوس، عن ابن عباس، فذكره.

عن ابن عباس، أنه سئل عن قوله تعالى: ﴿إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى﴾ فقال سعيد بن جبير: قربى آل محمد ﷺ، فقال ابن عباس: عجِلتَ، إن النَّبِيّ ﷺ لم يكن بطن من قريش إِلَّا كان له فيهم قرابة، فقال: «إِلَّا أن تصلوا ما بيني وبينكم من القرابة».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، و نسأل الله تعالى أن يفتح لنا أبواب فضله وكرمه، اللهم علمنا ما ينفعنا و انفعنا بما علمتنا و زدنا علما وفقها في الدين وارض عنا يا أكرم الأكرمين.
هذا الأثر المروي عن الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، يتعلق بتفسير قوله تعالى في سورة الشورى: {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} [الشورى: 23].
وفيما يلي الشرح الوافي له على منهج أهل السنة والجماعة:


1. شرح المفردات:


● عجِلْتَ: أي بادرت وأسرعت في الحكم قبل التثبت.
● بطن من قريش: البطن هو أحد فروع القبيلة، أي فرع من فروع قريش.
● قربى آل محمد ﷺ: الأقارب النسبيون للنبي صلى الله عليه وسلم.
● أن تَصِلُوا: أي تواصلوا وتبروا وتحافظوا على صلة الرحم.


2. شرح الأثر:


● السياق: يسأل أحدهم ابن عباس رضي الله عنهما عن معنى "القربى" في الآية الكريمة.
● إجابة سعيد بن جبير: وهو التابعي الجليل ومفسر مشهور، يرى أن "القربى" تعني أقارب النبي صلى الله عليه وسلم من آل بيته، فيكون المعنى: إلا أن تودوا أقاربي وتحسنوا إليهم.
● تعقيب ابن عباس: يعترض على سعيد بن جبير بلطف قائلاً "عجِلْتَ"، أي أنك أسرعت في تفسيرها بهذا المعنى المحدد دون النظر إلى المعنى الأوسع.
● سبب الاعتراض: يبين ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان له صلة قرابة مع كل بطون قريش، فلم يكن هناك بطن إلا وله فيه نسب.
● التفسير الأصح: يرى ابن عباس أن المعنى هو الأمر العام بصلة الرحم التي بين النبي صلى الله عليه وسلم وقريش، وهي رحم قريش كلها، وليست محصورة في آل بيته فقط. أي: إلا أن تواصلوا وتصلوا الرحم التي بيني وبينكم.


3. الدروس المستفادة:


1- أدب طلب العلم: قول ابن عباس "عجِلْتَ" درس في أدب المناقشة والتثبت في العلم، حيث نبه العالم تلميذه بلطف دون تجريح.
2- اتساع معاني القرآن: القرآن يحتمل أكثر من معنى صحيح، وقد يكون بعضها أعم من الآخر. فهنا تفسير سعيد صحيح، ولكن تفسير ابن عباس أعم وأشمل.
3- فضل صلة الرحم: الحديث يؤكد على فضل صلة الرحم والحث عليها، حتى إن الله جعلها من الأمور العظيمة التي طلبها النبي ﷺ من قومه.
4- مكانة أهل البيت: لا ينفي تفسير ابن عباس فضل آل البيت وحقوقهم، بل يضيف إليها حقاً آخر وهو حق القرابة العامة. فمودة آل البيت واجبة، وصلة رحم قريش مأمور بها أيضاً.
5- فقه الصحابة في التفسير: يظهر حرص الصحابة على فهم القرآن فهمًا دقيقًا وشاملاً، وعدم الوقوف عند المعنى المحدد إذا كان هناك معنى أوسع.


4. معلومات إضافية مفيدة:


● الجمع بين القولين: جمهور العلماء على أن الآية تشمل المعنيين:
● المعنى الخاص: مودة أهل بيت النبي ﷺ وتوقيرهم وإكرامهم، وهذا حق ثابت لهم في الشرع.
● المعنى العام: صلة الرحم مع قريش عامة، وذلك بسبب القرابة الواسعة التي كانت للنبي ﷺ بينهم.
● هل هي أمر أم إخبار؟: الآية على سبيل الإخبار بأن النبي ﷺ لا يطلب أجراً إلا المودة في القربى، وهي تدل على طلب هذه المودة. والمودة تكون بالحب في القلب والإكرام في العمل.
● موقف أهل السنة: يؤمن أهل السنة والجماعة بحقوق آل البيت ومكانتهم، ويوالونهم ويحبونهم وينصرونهم، مع اعتقاد أنهم بشر مثل غيرهم لا يُغالَى فيهم ولا يُهضَم حقهم. وهذا من منهج الاعتدال الذي دعت إليه الشريعة.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في التفسير (٤٨١٨) عن محمد بن بشار، حَدَّثَنَا محمد بن جعفر، حَدَّثَنَا شعبة، عن عبد الملك بن ميسرة، عن طاوس، عن ابن عباس، فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1364 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: صلوا ما بيني وبينكم من القرابة

  • 📜 حديث: صلوا ما بيني وبينكم من القرابة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: صلوا ما بيني وبينكم من القرابة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: صلوا ما بيني وبينكم من القرابة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: صلوا ما بيني وبينكم من القرابة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب