حديث: إذا استوى على بعيره خارجا إلى سفر كبر ثلاثًا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿وَالَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْفُلْكِ وَالْأَنْعَامِ مَا تَرْكَبُونَ (١٢) لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُوا سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ (١٣) وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ (١٤)﴾

عن ابن عمر أن رسول الله ﷺ كان إذا استوى على بعيره خارجا إلى سفر، كبّر ثلاثًا، ثمّ قال: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ (١٣) وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ﴾، اللهم! إنا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى ومن العمل ما ترضى، اللهم! هوّن علينا سفرنا هذا، واطوِ عنّا بُعدَه، اللهم! أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل، اللهم! إني أعوذ بك من وعثاء السفر وكآبة المنظر وسوء المنقلب في المال والأهل».
وإذا رجع قالهن وزاد فيهن: «آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون».

صحيح: رواه مسلم في الحجّ (١٣٤٢) عن هارون بن عبد الله، ثنا حجَّاج بن محمد، قال: قال ابن جريج، أخبرني أبو الزُّبير، أن عليا الأزدي، أخبره أن ابن عمر أخبره، فذكره.

عن ابن عمر أن رسول الله ﷺ كان إذا استوى على بعيره خارجا إلى سفر، كبّر ثلاثًا، ثمّ قال: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ (١٣) وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ﴾، اللهم! إنا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى ومن العمل ما ترضى، اللهم! هوّن علينا سفرنا هذا، واطوِ عنّا بُعدَه، اللهم! أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل، اللهم! إني أعوذ بك من وعثاء السفر وكآبة المنظر وسوء المنقلب في المال والأهل».
وإذا رجع قالهن وزاد فيهن: «آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم من أحاديث الأدعية النبوية التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يحرص عليها في أسفاره، وقد رواه الإمام مسلم في صحيحه وغيره. وإليك الشرح الوافي له:

1. شرح المفردات:


● استوى على بعيره: جلس عليه معتدلاً ومستعداً للسفر.
● كبَّر ثلاثًا: قال: "الله أكبر" ثلاث مرات.
● سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا: تنزيه لله تعالى الذي ذلَّل لنا هذا المركب (البعير أو غيره) وجعله منقاداً لنا.
● وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ: أي ما كنا قادرين على تذليله وتسخيره بقوتنا، بل بتسخير الله تعالى.
● وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ: أي إنا إلى الله راجعون بعد السفر، وفي المعنى الأعم: إنا إليه راجعون بعد الموت.
● البر والتقوى: البر هو الخير الواسع، والتقوى هي طاعة الله بامتثال أوامره واجتناب نواهيه.
● هوّن علينا سفرنا: يسرّه واجعلَه سهلاً خفيفاً.
● اطوِ عنّا بُعدَه: اقضِ مسافته بسرعة وأزِل عنا مشقة طول الطريق.
● الصاحب في السفر: الرفيق الذي لا يفارقنا في الطريق.
● الخليفة في الأهل: الحافظ للعائلة أثناء الغياب.
● وعثاء السفر: مشقته وتعبَه.
● كآبة المنظر: الحزن والضيق الذي يرى فيه المسافر مناظرَ محزنة أو يواجه ظروفاً صعبة.
● سوء المنقلب: رجوعٌ غيرُ حميد إلى المال أو الأهل (كأن يجدهم في حالة سيئة).
● آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون: راجعون إلى بلدنا، تائبون من ذنوبنا، عابدون لربنا، حامدون له على نعمه.


2. شرح الحديث:


كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا ركب دابته للسفر، كبَّر ثلاثاً توجيهاً للقلب toward الله وتعظيماً له، ثم قرأ الآية الكريمة من سورة الزخرف (آية 13-14) ليذكر نعمة الله عليه بتسخير المركوب، ويعبر عن عجزه عن تذليله بقوته وحده، ثم يذكر أنه سيعود إلى ربه. بعد ذلك يدعو بدعاء شامل طالباً من الله:
- البر والتقوى والعمل الصالح.
- تيسير السفر وتقصير مسافته.
- أن يكون الله رفيقه في السفر وحافظاً لأهله في الغياب.
- أن يعيذه من مشقة السفر، ومن الحزن، ومن سوء العودة.
وعند الرجولة يكرر نفس الدعاء ويضيف: "آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون"، تعبيراً عن الشكر لله على العودة سالماً، والتوبة من تقصير في السفر، والعبادة والحمد لله على تمام النعمة.


3. الدروس المستفادة منه:


● التوجه إلى الله عند بدء الأعمال: خاصة في السفر الذي فيه مخاطر.
● التكبير والذكر: لاستحضار عظمة الله والاستعانة به.
● شكر نعم الله: مثل نعمة تسخير المركوبات.
● الدعاء بشمولية: طلب الخير في الدين والدنيا.
● الاستعاذة من شرور السفر: سواء المادية أو المعنوية.
● ختم السفر بالشكر والتوبة: عند العودة.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الدعاء سُنَّة وليس واجباً، لكنه من هدي النبي صلى الله عليه وسلم.
- يُستحب أن يقولها المسافر عند ركوب أي وسيلة مواصلات (سيارة، طائرة، إلخ).
- الدعاء عند العودة يزيد المسافر شعوراً بالامتنان والأمان، ويذكره بأن العودة برحمة الله.
- يجوز الدعاء بهذا الدعاء بلغة أخرى لمن لا يحفظ العربية، لكن الأفضل تعلمه والنطق به بالعربية.
أسأل الله أن يجعل سفرنا وسفر جميع المسلمين براً وتقوى، وأن يهوّنه علينا، وأن يرده إلى بلادنا وأهلنا سالماً غانماً. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الحجّ (١٣٤٢) عن هارون بن عبد الله، ثنا حجَّاج بن محمد، قال: قال ابن جريج، أخبرني أبو الزُّبير، أن عليا الأزدي، أخبره أن ابن عمر أخبره، فذكره.
وقوله: ﴿مُقْرِنِينَ﴾ هو مطيقين أي ما كنا نطيق قهره واستعماله لولا تسخير الله إياه لنا.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1369 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إذا استوى على بعيره خارجا إلى سفر كبر ثلاثًا

  • 📜 حديث: إذا استوى على بعيره خارجا إلى سفر كبر ثلاثًا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إذا استوى على بعيره خارجا إلى سفر كبر ثلاثًا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إذا استوى على بعيره خارجا إلى سفر كبر ثلاثًا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إذا استوى على بعيره خارجا إلى سفر كبر ثلاثًا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب