حديث: لم يكن النبي ﷺ سبابا ولا فحاشا ولا لعانا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ (٣٧)﴾

عن أنس بن مالك قال: لم يكن النَّبِيّ ﷺ سبّابا ولا فحّاشا ولا لعانا، كان يقول لأحدنا عند المعتبة: «ما له ترب جبينه».

صحيح: رواه البخاريّ في الأدب (٦٠٣١، ٦٠٤٦) من طرق عن فليح بن سليمان أبي يحيى، عن هلال بن عليّ بن أسامة، عن أنس بن مالك، قال: فذكره.

عن أنس بن مالك قال: لم يكن النَّبِيّ ﷺ سبّابا ولا فحّاشا ولا لعانا، كان يقول لأحدنا عند المعتبة: «ما له ترب جبينه».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فحديث أنس بن مالك رضي الله عنه الذي رواه البخاري في صحيحه، يصف لنا خُلُق النبي ﷺ العظيم في معاملته للناس، حتى عند الغضب والمعاتبة.

شرح المفردات:


● سبّابا: كثير السب والشتم، والسب هو الذم بالعيب.
● فحّاشا: الفحش هو القبيح من الكلام، والفحّاش هو المتعدي في الكلام بما يقبح ذكره.
● لعانا: كثير اللعن، واللعن هو الطرد والإبعاد من رحمة الله.
● المعتبة: المواقف التي تستدعي العتاب أو التأنيب.
● ترب جبينه: كلمة تعبيرية تعني "تُراب جبينه"، وهي كناية عن التوجع والرحمة، كأن يقول: "ما له؟ تَرِبَ جبينُه" أي أصابه التراب.

شرح الحديث:


يخبرنا أنس بن مالك رضي الله عنه - وهو خادم النبي ﷺ والذي لزمه سنوات طويلة - أن النبي ﷺ لم يكن صاحب شتم أو سب أو لعن، حتى في أحلك المواقف وأكثرها إثارة للغضب. بل كان إذا أراد أن يعاتب أحدًا على خطأ ما، قال عبارة رقيقة مثل: «ما له ترب جبينه»، وهي عبارة تحمل في طياتها العطف والرحمة، وكأنه يتوجع له ويتمنى له الخير، بدلاً من أن يثور عليه أو يشتمه.

الدروس المستفادة:


1- الرفق في المعاملة: النبي ﷺ قدوة في التعامل بلين ورفق حتى عند الغضب والعتاب.
2- اجتناب الفحش والسب: المسلم مأمور باجتناب الكلام البذيء والشتم، حتى لو كان الغضب شديدًا.
3- التأدب مع الناس: ينبغي للمسلم أن يكون مؤدبًا في خطابه، فلا يسب ولا يشتم ولا يلعن.
4- الرحمة والشفقة: حتى في مواقف العتاب، كان النبي ﷺ يظهر الشفقة والرحمة، وهذا من كمال خلقه.
5- القدوة الحسنة: النبي ﷺ لم يكن مجرد مُعلّم يُلقّن الأخلاق، بل كان قدوة عملية يعيش ما يدعو إليه.

معلومات إضافية:


- هذا الحديث من الأحاديث التي تُظهر جانبًا من أخلاق النبي ﷺ التي مدحه الله بها في قوله: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم: 4].
- كان النبي ﷺ يدعو إلى الرفق في كل شيء، ويقول: «إِنَّ الرِّفْقَ لَا يَكُونُ فِي شَيْءٍ إِلَّا زَانَهُ، وَلَا يُنْزَعُ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا شَانَهُ» (رواه مسلم).
- ينبغي للمسلم أن يتأسى بالنبي ﷺ في تعامله مع الآخرين، خاصة في لحظات الغضب، حيث يكون الإنسان أقرب إلى الخطأ في القول والفعل.
أسأل الله أن يجعلنا ممن يتأسون برسول الله ﷺ في حسن خلقه ومعاملته، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الأدب (٦٠٣١، ٦٠٤٦) من طرق عن فليح بن سليمان أبي يحيى، عن هلال بن عليّ بن أسامة، عن أنس بن مالك، قال: فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1368 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لم يكن النبي ﷺ سبابا ولا فحاشا ولا لعانا

  • 📜 حديث: لم يكن النبي ﷺ سبابا ولا فحاشا ولا لعانا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لم يكن النبي ﷺ سبابا ولا فحاشا ولا لعانا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لم يكن النبي ﷺ سبابا ولا فحاشا ولا لعانا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لم يكن النبي ﷺ سبابا ولا فحاشا ولا لعانا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب