حديث: بشروا هذه الأمة بالسناء والرفعة والنصر والتمكين في الأرض

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ (٢٠)﴾

عن أُبَي بن كعب قال: قال رسول الله ﷺ: «بشّر هذه الأمة بالسناء، والرفعة، والنصر، والتمكين في الأرض، فمن عملَ منهم عمل الآخرة للدنيا، لم يكن له في الآخرة نصيب».

حسن: رواه أحمد (٢١٢٢٠)، وصحّحه ابن حبَّان (٤٠٥)، والحاكم (٤/ ٣١١)، والمقدسي في المختارة (١١٥٤) كلّهم من طريق الربيع بن أنس، عن أبي العالية، عن أُبَي بن كعب، قال: فذكره.

عن أُبَي بن كعب قال: قال رسول الله ﷺ: «بشّر هذه الأمة بالسناء، والرفعة، والنصر، والتمكين في الأرض، فمن عملَ منهم عمل الآخرة للدنيا، لم يكن له في الآخرة نصيب».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا حديث عظيم من بشارات النبي ﷺ لأمته، يرويه الصحابي الجليل أُبي بن كعب رضي الله عنه، وهو من كبار الصحابة وحفاظ القرآن. وإليك الشرح المفصل:

أولاً. شرح المفردات:


● بشّر: أخبر بخبر سار يُسَرُّ به.
● السناء: العلو والارتفاع والشرف. يقال: سنَا الشيءُ يسْنُو سُناءً، أي علا وارتفع.
● الرفعة: المكانة العالية والمنزلة الرفيعة بين الناس.
● التمكين في الأرض: الغلبة والقوة والسيطرة، وأن تكون الأمة قائدة لا مقودة، حاكمة لا محكومة.

ثانياً. شرح الحديث:


يُبَشِّر النبي ﷺ أمته الإسلامية ببشارات عظيمة دنيوية، وهي:
1- السناء والرفعة: أي أن الله سيعلي شأن هذه الأمة ويجعلها ذات مكانة مرموقة بين الأمم، فهي خير أمة أخرجت للناس.
2- النصر: أن ينصرها الله على أعدائها ويمكن لها في مواطن الجهاد والقتال.
3- التمكين في الأرض: أن يجعلها الله أمة قائدة مسيطرة، تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، وتُطَبِّق شرع الله في الأرض.
ثم يتبع هذه البشارة بتحذير شديد، فيقول: «فمن عملَ منهم عمل الآخرة للدنيا، لم يكن له في الآخرة نصيب».
وهذا يعني: أن هذه المنازل العالية والهبات الدنيوية (السناء، الرياسة، النصر، التمكين) هي عطاء من الله لهذه الأمة، ولكنها ليست هي الغاية ولا هي الثواب الحقيقي. الغاية الحقيقية هي رضا الله وجنته.
فإذا انقلب الأمر عند أحد أفراد هذه الأمة، فجعل همّه الدنيا وزخرفها، وعمل أعمال الآخرة (كالصلاة، والصيام، والجهاد، والدعوة) لا لوجه الله، بل طلباً للجاه أو المال أو السمعة بين الناس، فإنه بذلك يخسر ثواب الآخرة، وهو الخسران المبين. فعمله حابط لا ثواب له فيه يوم القيامة.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- فضل الأمة الإسلامية: الحديث من أدلة فضل هذه الأمة وعلو مكانتها عند الله تعالى، وهو وعد من النبي ﷺ تحقق كثير منه في عصور الإسلام الأولى وسيتحقق بما وعد الله.
2- الإخلاص شرط القبول: يربط النبي ﷺ بين نيل هذه البشارات وبين الإخلاص لله تعالى في العمل. فالنصر والتمكين نتيجة للإيمان والإخلاص، فإذا فُقِد الإخلاص خسر الإنسان الآخرة حتى لو نال الدنيا.
3- تحذير من الرياء والسمعة: الحديث تحذير صريح من العمل لأجل الدنيا، وهو ما يسمى بالرياء أو السمعة، وهو من أخطر الأمراض على القلوب وأعظمها في إحباط الأعمال.
4- الدنيا وسيلة لا غاية: الدنيا دار عمل واختبار، والآخرة هي دار الجزاء والقرار. فمن جعل الدنيا غايته خسر الآخرة، ومن جعلها وسيلة للفوز بالآخرة فاز بالحسنيين.
5- الحث على تجديد النية: يجب على المسلم أن يجدد نيته ويصحح مقصده في جميع أعماله، ويجعلها خالصة لوجه الله تعالى، حتى لا يحرم من الأجر والثواب.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وحسنه الشيخ الألباني في صحيح الجامع.
- جاءت أحاديث أخرى تؤكد على هذا المعنى العظيم، مثل قوله ﷺ: «إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر. قالوا: وما الشرك الأصغر يا رسول الله؟ قال: الرياء» (رواه أحمد).
- التمكين الذي بشّر به النبي ﷺ له أسباب، أعظمها: الإيمان، والتقوى، والإخلاص، واتباع السنة، والاجتماع على الحق، والجهاد في سبيل الله.
نسأل الله أن يجعلنا من المخلصين له في السر والعلانية، وأن يمكن لدينه وينصر أولياءه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (٢١٢٢٠)، وصحّحه ابن حبَّان (٤٠٥)، والحاكم (٤/ ٣١١)، والمقدسي في المختارة (١١٥٤) كلّهم من طريق الربيع بن أنس، عن أبي العالية، عن أُبَي بن كعب، قال: فذكره.
وإسناده حسن من أجل الربيع بن أنس، فإنه حسن الحديث.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1363 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: بشروا هذه الأمة بالسناء والرفعة والنصر والتمكين في الأرض

  • 📜 حديث: بشروا هذه الأمة بالسناء والرفعة والنصر والتمكين في الأرض

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: بشروا هذه الأمة بالسناء والرفعة والنصر والتمكين في الأرض

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: بشروا هذه الأمة بالسناء والرفعة والنصر والتمكين في الأرض

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: بشروا هذه الأمة بالسناء والرفعة والنصر والتمكين في الأرض

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب