حديث: وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِمَّا تَعْمَلُونَ (٢٢) وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ (٢٣)﴾

عن ابن مسعود قال: اجتمع عند البيت ثلاثة نفر: قرشيان وثقفي أو ثقفيان وقرشي، قليل فقه قلوبهم، كثير شحم بطونهم، فقال أحدهم: أترون الله يسمع ما نقول؟ وقال الآخر: يسمع إن جهرنا ولا يسمع إن أخفينا، وقال الآخر: إن كان يسمع إذا جهرنا فهو يسمع إذا أخفينا، فأنزل الله عز وجل: ﴿وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ﴾.

متفق عليه: رواه البخاريّ في التفسير (٤٨١٧)، ومسلم في صفات المنافقين (٢٧٧٥) كلاهما من طريق سفيان، عن منصور، عن مجاهد، عن أبي معمر، عن ابن مسعود، فذكره.

عن ابن مسعود قال: اجتمع عند البيت ثلاثة نفر: قرشيان وثقفي أو ثقفيان وقرشي، قليل فقه قلوبهم، كثير شحم بطونهم، فقال أحدهم: أترون الله يسمع ما نقول؟ وقال الآخر: يسمع إن جهرنا ولا يسمع إن أخفينا، وقال الآخر: إن كان يسمع إذا جهرنا فهو يسمع إذا أخفينا، فأنزل الله ﷿: ﴿وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ﴾.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله.
أهلاً بك أيها السائل الكريم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث الذي ذكر رواه الإمام البخاري في صحيحه، وهو حديث عظيم يتناول صفة من صفات الله تعالى، وهي صفة السمع، ويبين خطأ أولئك النفر في تصورهم لعلم الله وسمعه.

أولاً. شرح مفردات الحديث:


● اجتمع عند البيت: أي عند الكعبة المشرفة في مكة.
● قُرَشِيَّان: أي رجلان من قبيلة قريش.
● ثَقَفِيّ: من قبيلة ثقيف.
● قليل فقه قلوبهم: أي قليل فهمهم وعلمهم بحقائق الإيمان وعظمة الله.
● كثير شحم بطونهم: كناية عن إقبالهم على الدنيا وشهواتها، وإعراضهم عن العلم والتفكر في آيات الله.

ثانياً. شرح الحديث:


يحكي الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قصة ثلاثة رجال اجتمعوا عند الكعبة، وكانوا ضعيفي الإيمان، قليلي الفقه في الدين، كثيري الانشغال بالدنيا. فبدأوا في حديثٍ显示出了 جهلهم بعلم الله المطلق:
1- قال الأول: "أترون الله يسمع ما نقول؟": هذا سؤال ينم عن شكٍ في سمع الله تعالى، وهو منكر لصفة من صفات الله، فالله تعالى يسمع كل شيء.
2- قال الثاني: "يسمع إن جهرنا ولا يسمع إن أخفينا": هذا اعتراف بنقص في علم الله، حيث ظن أن الله لا يسمع السر والخفاء، وهذا جهل عظيم، فالله سميعٌ للجهر والهمس، للعلانية والسر.
3- قال الثالث: "إن كان يسمع إذا جهرنا فهو يسمع إذا أخفينا": هذا الرجل كان أهدىهم سبيلاً، حيث استدل بما هو معلوم (سمع الله للجهر) على ما هو خفي (سمعه للسر)، فاستنتج نتيجة صحيحة، لكن طريقته في الاستدلال كانت ناقصة، لأنه جعل سمع الله للجهر هو الأصل الذي يُبنى عليه، بينما الأصل هو إيمان المسلم بأن الله سميعٌ لكل شيء بلا استثناء.
فأنزل الله تعالى الآية الكريمة من سورة فصلت رداً عليهم وتوبيخاً لهم: {وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَن يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَٰكِن ظَنَنتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِّمَّا تَعْمَلُونَ} [فصلت: 22].
معنى الآية: أي لم تكونوا تستترون من أعضائكم (السمع، الأبصار، الجلود) أن تشهد عليكم يوم القيامة بما كنتم تعملون، فكيف تستترون من خالقها؟! ولكن استسرتم وعملتم المعاصي في الخفاء لأنكم ظننتم أن الله لا يعلم كثيراً من أعمالكم، وهذا الظن هو سبب ضلالكم.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- إثبات صفة السمع لله تعالى: يجب على المسلم الإيمان بأن الله تعالى يسمع كل شيء، جهراً كان أو سراً، لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء. وهذا إيمانٌ يورث المراقبة لله والخوف منه في السر والعلن.
2- الرد على المشبهة والمعطلة: الحديث والآية ردٌ على كل من أنكر صفات الله أو شكك فيها، أو قَلَّل من شأنها، كالجهمية والمعتزلة ومن سار على دربهم.
3- ذم الجهل وقلة الفقه: الحديث يبين خطر الجهل بالدين وعقيدته الصحيحة، وأنه يؤدي إلى الشك والضلال. مما يحثنا على طلب العلم الشرعي من مصادره الصحيحة.
4- التحذير من الغرور والاستهانة بمعاصي الله: ظن أولئك النفر أنهم يستترون عن الله، وهذا من أعظم الجهل. فيجب على المسلم أن يعلم أن الله مطلع عليه في كل وقت وحين.
5- عاقبة سوء الظن بالله: ظن أولئك أن الله لا يعلم كثيراً من أعمالهم، فكان هذا الظن سبباً في ضلالهم وعقابهم.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الحديث من الأحاديث التي تُعرف بـ "أحاديث الصفات"، ويجب إمرارها كما جاءت دون تحريف أو تعطيل أو تكييف أو تمثيل، فنؤمن بأن الله يسمع ولكن لا نعلم كيفيته، فليس كمثله شيء.
- الآية التي نزلت هي تذكير بيوم القيامة، حيث تنطق الجوارح بشهادة على ما عمل الإنسان، فالسامع سيشهد بما سمع، والبصر بما أبصر، والجلد بما لمس.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح، ويحفظنا من الشك والضلال.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في التفسير (٤٨١٧)، ومسلم في صفات المنافقين (٢٧٧٥) كلاهما من طريق سفيان، عن منصور، عن مجاهد، عن أبي معمر، عن ابن مسعود، فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1355 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ

  • 📜 حديث: وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب