حديث: متى الساعة وما أعددت لها
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب قوله: ﴿يَسْتَعْجِلُ بِهَا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِهَا وَالَّذِينَ آمَنُوا مُشْفِقُونَ مِنْهَا وَيَعْلَمُونَ أَنَّهَا الْحَقُّ أَلَا إِنَّ الَّذِينَ يُمَارُونَ فِي السَّاعَةِ لَفِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ (١٨)﴾
متفق عليه: رواه مسلم في البر والصلة (٢٦٣٩) عن عبد الله بن مسلمة بن قعنب، حَدَّثَنَا مالك، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس بن مالك، فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ﷺ، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب. هذا حديث عظيم من جوامع كلم النبي ﷺ، له معانٍ جليلة ودروس بليغة.
الحديث بلفظه كاملاً:
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَقَالَ: مَتَى السَّاعَةُ؟ قَالَ: «مَا أَعْدَدْتَ لَهَا؟» قَالَ: مَا أَعْدَدْتُ لَهَا كَبِيرَ صِيَامٍ وَلاَ صَلاةٍ وَلاَ صَدَقَةٍ، وَلَكِنِّي أُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ. قَالَ: «أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ».
(رواه البخاري ومسلم)
1. شرح المفردات:
● الأعرابي: هو ساكن البادية، وكان غالباً ما يتميز بالصدق والفطرة السليمة وعدم التكلف.
● متى الساعة؟: سؤال عن وقت قيام الساعة، وهو سؤال كان شائعاً بين الصحابة والوافدين على النبي ﷺ.
● ما أعددت لها؟: أي ما الذي جهزته من الأعمال الصالحة استعداداً لذلك اليوم العظيم.
● حب الله ورسوله: محبة القلب لله تعالى ورسوله ﷺ، وهي أصل الدين وأساس العبادة.
● أنت مع من أحببت: أي في الآخرة تكون في جنة ومنزلة من أحببت، ولو لم تبلغ أعمالك أعماله.
2. شرح الحديث:
يصور لنا هذا الحديث المشهد العظيم، حيث يأتي رجل من البادية إلى النبي ﷺ ليسأله عن أعظم حدث ينتظره البشر، وهو قيام الساعة، متى يكون وقته؟ لكن النبي ﷺ، المعلم الحكيم، حول مسار السؤال من الانشغال بالوقت الذي هو من علم الغيب، إلى الانشغال بالاستعداد لهذا اليوم.
فرد الأعرابي بصدق وفطرة، معترفاً بتقصيره في العبادات البدنية والمالية (كثرة الصوم والصلاة والصدقة)، لكنه أعلن عن أعظم رصيد يملكه: محبة الله ورسوله. فكان الجواب النبوي الكريم الذي يشرح الصدر: «أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ».
وهذا الوعد النبوي يشمل معنيين عظيمين:
● المعنى الأول: المعية في الآخرة والمنزلة: أي أنك ستحشر وتُسكن في الجنة مع من أحببت من الأنبياء والصالحين، وستنال منزلتهم بقدر محبتك لهم واتباعك لهديهم، ولو لم تبلغ أعمالك أعمالهم. وهذا من فضل الله تعالى ومنته على عباده.
● المعنى الثاني: المعية في الدنيا والمذهب: وهو أن محبة الشخص تستلزم متابعته واتباعه في منهجه وعقيدته. فمحبة الصحابة - مثلاً - تستلزم اتباع منهجهم وسنتهم.
3. الدروس المستفادة منه:
1- الحكمة في الدعوة والتعليم: النبي ﷺ لم يزجر الأعرابي عن سؤاله، بل وجهه إلى ما هو أهم وأنفع له، وهو الاستعداد للساعة بالعمل الصالح. وهذا درس للمعلمين والدعاة في التركيز على الجوهر وعدم الانشغال بالتفاصيل التي لا طائل تحتها.
2- محبة الله ورسوله هي أساس الدين وأعظم الأعمال: فهي تنجي صاحبها وترفعه في الدرجات، حتى لو قصر في بعض العبادات الأخرى. وهي روح العبادة، فبدونها تصبح الأعمال جسداً بلا روح.
3- الفضيلة العظمى للصدق والإخلاص: كان رد الأعرابي صادقاً غير متكلف، فقابل الله تعالى صدقه بهذا الفضل العظيم. فالله تعالى يعطي على القليل من العمل الصادق ما لا يعطيه على الكثير المرائي.
4- سعة فضل الله تعالى ورحمته: فالله يكرم عباده ليس فقط بأعمالهم، ولكن بمحبتهم لأهل الخير وصدقهم معه، فيجعلهم في زمرة من أحبوا.
5- الترغيب في محبة الصالحين والأتقياء: فمحبتهم تقود إلى الاقتداء بهم، وتكون سبباً في نيل المرء منزلتهم يوم القيامة.
6- عدم اليأس من رحمة الله: فحتى من قصر في بعض الأعمال، فإن باب المحبة والصدق مع الله مفتوح، وهو باب عظيم يوصل إلى رضوان الله وجنته.
4. معلومات إضافية مفيدة:
- هذا الحديث أصل من أصول عقيدة أهل السنة والجماعة في حقيقة الإيمان، حيث أنهم يجمعون بين القول والعمل والاعتقاد، ويؤمنون أن محبة الله ورسوله من أعظم أعمال القلوب التي هي أساس الإيمان.
- المحبة ليست مجرد دعوى، بل لابد أن تصدقها الطاعة والاتباع، كما قال تعالى: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} [آل عمران: 31]. فمحبة الرسول ﷺ تستلزم اتباع سنته وهديه.
- المحبة التي تنفع صاحبها هي التي تقترن بالإيمان والعمل الصالح، فأما محبة الكفار والفاسقين على كفرهم ومعاصيهم فهي محبة محرمة تناقض محبة الله ورسوله.
- هذا الفضل (أن تكون مع من أحببت) خاص بأهل الإيمان، كما في رواية أخرى للحديث في صحيح مسلم أن هذا الحوار كان بين النبي ﷺ ورجل من أصحابه.
نسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذين يحبون الله ورسوله ويحبون عباد الله الص
تخريج الحديث
ورواه البخاريّ في فضائل أصحاب النَّبِيّ ﷺ (٣٦٨٨) من وجه آخر عن أنس نحوه.
ولم أجده في الموطأ برواية الليثي، ولم يذكره الجوهري في مسند الموطأ.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 1362 من أصل 1947 حديثاً له شرح
- 1337 الله يأخذ السماوات والأرض بيديه ويقول أنا الملك
- 1338 ما بين النفختين أربعون
- 1339 أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبد الله...
- 1340 يدعى من جميع أبواب الجنة
- 1341 يدخل منه الصائمون يوم القيامة باب الريان
- 1342 الدعاء لأخيه بظهر الغيب.
- 1343 له النعمة، وله الفضل، وله الثناء الحسن، لا إله إلا...
- 1344 اللهم إنا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم
- 1345 أشد ما فعله المشركون بالنبي صلى الله عليه وسلم
- 1346 محاولة قتل النبي ﷺ عند الكعبة
- 1347 أبو بكر ينادي: أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله
- 1348 من عبد استرعاه الله رعية فلم يحطها بنصيحة إلا لم...
- 1349 إذا مات أحدكم عرض عليه مقعده بالغداة والعشي
- 1350 ما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه
- 1351 معنى الدعاء هو العبادة
- 1352 من لم يسأل الله يغضب عليه
- 1353 إجابة ابن عباس عن اختلاف آيات القرآن
- 1354 كيف يقدس الله أمة لا يؤخذ لضعيفهم من شديدهم؟
- 1355 وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ
- 1356 آمنت بالله فاستقم
- 1357 المؤمن إذا حضره الموت بشر برضوان الله وكرامته
- 1358 الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتابه ولقائه ورسله
- 1359 كيف يأتيك الوحي؟
- 1360 لولا أني أخرجت منك ما خرجت
- 1361 أعطيت خمسًا لم يعطهن أحد قبلي
- 1362 متى الساعة وما أعددت لها
- 1363 بشروا هذه الأمة بالسناء والرفعة والنصر والتمكين في الأرض
- 1364 صلوا ما بيني وبينكم من القرابة
- 1365 الله أشد فرحا بتوبة عبده من أحدكم براحلته
- 1366 ما خير رسول الله في أمرين إلا أخذ أيسرهما
- 1367 لم يكن رسول الله فاحشا ولا متفحشا ولا صخابا في...
- 1368 لم يكن النبي ﷺ سبابا ولا فحاشا ولا لعانا
- 1369 إذا استوى على بعيره خارجا إلى سفر كبر ثلاثًا
- 1370 إن الله لا يظلم مؤمنا حسنة يعطى بها في الدنيا...
- 1371 أما ترضى أن تكون لهم في الدُّنيا ولنا في الآخرة؟
- 1372 لا تشربوا في إناء الذهب والفضة ولا تلبسوا الديباج والحرير
- 1373 الدنيا أهون على الله من هذه على صاحبها
- 1374 ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل
- 1375 ما يصدون قومك من مثل ابن مريم
- 1376 «أحب العمل إلى الله أدومه وإن قل»
- 1377 منزلك في الجنة ومنزلك في النار
- 1378 النبي يقرأ على المنبر نداء أهل النار لمالك
- 1379 تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان
- 1380 أن قريشا لما استعصت على النبي ﷺ دعا عليهم بسنين...
- 1381 خمس قد مضين: اللزام والروم والبطشة والقمر والدخان.
- 1382 إذا صار أهل الجنة إلى الجنة وصار أهل النار إلى...
- 1383 ينادي مناد: إن لكم أن تصحوا فلا تسقموا أبدا
- 1384 أهل الجنة لا ينامون لأن النوم أخو الموت
- 1385 كان الرجل من العرب يعبد الحجر، فإذا وجد أحسن منه...
- 1386 ابن آدم يسب الدهر وأنا الدهر بيدي الأمر أقلب الليل...
معلومات عن حديث: متى الساعة وما أعددت لها
📜 حديث: متى الساعة وما أعددت لها
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: متى الساعة وما أعددت لها
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: متى الساعة وما أعددت لها
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: متى الساعة وما أعددت لها
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








