حديث: أبا بكر وعمر يستأديان النبي ﷺ فيقول: ائتدما بأكلكما لحم أخيكما

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ (١٢)﴾

عن أنس قال: كانت العرب تخدم بعضها بعضا في الأسفار، وكان مع أبي بكر وعمر رجل يخدمهما فنام، فاستيقظا ولم يهيء طعاما، فقال: إن هذا لنؤوم بينكم، فأيقظاه فقالا: ائت رسول الله ﷺ فقل له: إن أبا بكر وعمر يقرئانك السلام، وهما يستأدمانك، فأتاه فقال ﷺ: «أخبرهما أنهما قد ائتدما» ففزعا، فجاءا إلى النبي ﷺ، فقالا: يا رسول الله! بعثنا نستأدمك، فقلت: ائتدما فبأي شيء ائتدمنا؟ فقال: «بأكلكما لحم أخيكما، إني لأرى لحمه بين ثناياكم» فقالا: يا رسول الله! فاستغفر لنا، قال: «هو فليستغفر لكما».

حسن: رواه الخرائطي في مساوئ الأخلاق (١٨٦) والضياء المقدسي في المختارة (١٦٩٦، ١٦٩٧) كلاهما من طريق أبي بدر عباد بن الوليد، حدثنا حبان بن هلال، حدثنا حماد بن سلمة، أنبأنا ثابت البناني، عن أنس، قال: فذكره.

عن أنس قال: كانت العرب تخدم بعضها بعضا في الأسفار، وكان مع أبي بكر وعمر رجل يخدمهما فنام، فاستيقظا ولم يهيء طعاما، فقال: إن هذا لنؤوم بينكم، فأيقظاه فقالا: ائت رسول الله ﷺ فقل له: إن أبا بكر وعمر يقرئانك السلام، وهما يستأدمانك، فأتاه فقال ﷺ: «أخبرهما أنهما قد ائتدما» ففزعا، فجاءا إلى النبي ﷺ، فقالا: يا رسول الله! بعثنا نستأدمك، فقلت: ائتدما فبأي شيء ائتدمنا؟ فقال: «بأكلكما لحم أخيكما، إني لأرى لحمه بين ثناياكم» فقالا: يا رسول الله! فاستغفر لنا، قال: «هو فليستغفر لكما».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النبوي الشريف الذي رواه أنس بن مالك رضي الله عنه، مع بيان مفرداته ودروسه المستفادة:

1. شرح المفردات:


● تخدم بعضها بعضا: أي يتعاونون ويتناوبون على خدمة بعضهم أثناء السفر.
● يهيء طعاما: يجهز الطعام.
● نؤوم: كثير النوم.
● يستأدمانك: يطلبان منك الإدام (ما يؤكل مع الخبز من لحم أو غيره).
● ائتدما: أي وجدا ما يؤدمون به طعامهم.
● بأكلكما لحم أخيكما: أي باغتيابكما له والحط من قدره.
● بين ثناياكم: بين أسنانكم، كناية عن قوة تأثير الغيبة وكأنها لحم حقيقي معلق بالأسنان.

2. شرح الحديث:


يحكي أنس بن مالك رضي الله عنه قصة حدثت في سفر، حيث كان الصحابة يتعاونون في الخدمة. وكان مع أبي بكر وعمر رجل آخر (وهو الصحابي الذي كان يخدمهما) قد نام ولم يجهز الطعام. فلما استيقظ أبو بكر وعمر وجداه نائماً، فقال أحدهما عن الآخر: "إن هذا لنؤوم بينكم"، أي كثير النوم وكأنه عبء عليكم.
ثم أيقظاه وأرسلاه إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليطلبا منه طعاماً (الإدام) بطريقة أدبية، حيث قالا: "قل له: إن أبا بكر وعمر يقرئانك السلام، وهما يستأدمانك". فلما أخبر الرسل النبي صلى الله عليه وسلم، رد عليه بقوله: "أخبرهما أنهما قد ائتدما"، أي أنهما قد وجدا ما يؤدمان به طعامهما. ففزع أبو بكر وعمر لأن النبي صلى الله عليه وسلم أخبرهما بأنهما قد ائتدما مع أنهما لم يأكلا بعد، فذهبا إليه مستفسرين.
فبيّن النبي صلى الله عليه وسلم أن "الإدام" الذي ائتدماه هو لحم أخيهما الذي اغتاباه بقولهما "نؤوم"، حيث شكيا من كثرة نومه وحمّلاه تبعة تقصيره، وهذا من الغيبة المحرمة. ثم بين النبي صلى الله عليه وسلم بشدة تأثير هذه الغيبة بقوله: "إني لأرى لحمه بين ثناياكم"، كناية عن فداحة هذا الذنب.
فلما طلبا منه الاستغفار لهما، أمرهما أن يطلبا المغفرة من صاحبهما الذي اغتاباه، لأنه صاحب الحق.

3. الدروس المستفادة:


● تحريم الغيبة وشدة خطرها: حيث شبهها النبي صلى الله عليه وسلم بأكل لحم الإنسان ميتاً، كما في قوله تعالى: {وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ} [الحجرات: 12].
● ضرورة التحلي بالأدب حتى في المواقف البسيطة: حيث استأذنا النبي صلى الله عليه وسلم بأدب قائلين: "يقرئانك السلام".
● الحكمة النبوية في التربية والتوجيه: حيث لم يوبخهما مباشرة، بل وجههما بطريقة غير مباشرة حتى يدركا خطأهما.
● أن صاحب الحق هو الذي يغفر أو يستغفر له: فلا يكفي الاستغفار العام، بل لا بد من استحلال الحق من صاحبه.
● التعاون في السفر وعدم التثريب على التقصير: فالنوم طبيعة بشرية، ولا ينبغي عيب الإنسان على ما جبل عليه.

4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث رواه الطبراني في "المعجم الكبير"، وحسنه بعض العلماء، وهو من الأحاديث التي تُستشهد بها في بيان تحريم الغيبة وآداب الصحبة.
- الغيبة من الكبائر، وقد تكون بأي شكل من أشكال الذم والعيب، حتى لو كان بحجة الشكوى أو الملاحظة.
- ينبغي للمسلم أن يتجنب الغيبة، وإذا وقع فيها فليستحل من صاحبها، فإن لم يستطع فليستغفر له ويدعو له.
أسأل الله تعالى أن يجنبنا الغيبة والنميمة، وأن يوفقنا للأخلاق الحسنة والآداب الشرعية. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الخرائطي في مساوئ الأخلاق (١٨٦) والضياء المقدسي في المختارة (١٦٩٦، ١٦٩٧) كلاهما من طريق أبي بدر عباد بن الوليد، حدثنا حبان بن هلال، حدثنا حماد بن سلمة، أنبأنا ثابت البناني، عن أنس، قال: فذكره.
وإسناده حسن من أجل عباد بن الوليد الغبري، فإنه حسن الحديث.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1493 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أبا بكر وعمر يستأديان النبي ﷺ فيقول: ائتدما بأكلكما لحم أخيكما

  • 📜 حديث: أبا بكر وعمر يستأديان النبي ﷺ فيقول: ائتدما بأكلكما لحم أخيكما

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أبا بكر وعمر يستأديان النبي ﷺ فيقول: ائتدما بأكلكما لحم أخيكما

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أبا بكر وعمر يستأديان النبي ﷺ فيقول: ائتدما بأكلكما لحم أخيكما

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أبا بكر وعمر يستأديان النبي ﷺ فيقول: ائتدما بأكلكما لحم أخيكما

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب