حديث: سبب نزول: ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب قوله: ﴿سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (١) هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَاأُولِي الْأَبْصَارِ (٢) وَلَوْلَا أَنْ كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْجَلَاءَ لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابُ النَّارِ (٣) ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشَاقِّ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (٤) مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ (٥) وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلَا رِكَابٍ وَلَكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٦)﴾
متفق عليه: رواه البخاري في التفسير (٤٨٨٤) ومسلم في الجهاد والسبر (١٧٤٦: ٢٩) كلاهما عن قتيبة بن سعيد، حدثنا الليث (هو ابن سعد)، عن نافع، عن ابن عمر، قال: فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث العظيم الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، يتعلق بحادثة تاريخية مهمة من سيرة النبي ﷺ، ويرتبط بتفسير آية كريمة من سورة الحشر.
أولاً. شرح المفردات:
● حرَّق نخل بني النضير وقطع: أي أحرق وقطع أشجار النخيل الخاصة بيهود بني النضير.
● البويرة: اسم للنخل الذي تم حرقه وقطعه، وقيل هي اسم لأرض بني النضير.
● لِينَةٍ: نوع جيد من النخيل، أو هي النخلة عامة.
● قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا: باقية كما هي لم تُقطع.
● فَبِإِذْنِ اللَّهِ: بعلم الله وتقديره وإرادته.
● وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ: ليهلك ويذل اليهود المنافقين الخارجين عن طاعة الله.
ثانياً. شرح الحديث وقصته:
حدثت هذه الواقعة في غزوة بني النضير سنة 4 هـ، حيث نقض يهود بني النضير عهدهم مع رسول الله ﷺ، ودبروا محاولة لقتله، فحاصرهم المسلمون حتى استسلموا، وشرط عليهم الرسول ﷺ الجلاء من المدينة.
وأثناء الحصار، أمر النبي ﷺ بقطع نخيلهم وإحراقه، وذلك كوسيلة ضغط عسكرية لإجبارهم على الاستسلام، حيث كانت النخيل تمثل مصدر قوتهم الاقتصادي ومعقل دفاعهم. وقد أنكر بعض اليهود والمنافقين هذا الفعل قائلين: "أتَأمرون بالبر وتقطعون النخيل؟!" فأنزل الله الآية الكريمة تبريراً لفعل النبي ﷺ.
ثالثاً. الدروس المستفادة:
1- شرعية الوسائل العسكرية المشروعة في الحرب، بما فيها إتلاف ممتلكات العدو إذا كان ذلك يؤدي إلى إضعافه وإسراع هزيمته.
2- أن أفعال النبي ﷺ تكون بوحي من الله، إما وحيٌ مباشر أو بإذن عام، فالله تعالى أقر فعل النبي ﷺ في قطع النخيل وإحراقه.
3- بيان حكمة الله تعالى في تقديره، فكل ما يحدث في المعارك من إتلاف أو حفظ إنما هو بمشيئة الله وإرادته.
4- إخزاء الكافرين والفاسقين هو من أهداف الجهاد في سبيل الله، وإعلاء كلمة الحق.
5- الرد على شبهات المنافقين وأعداء الإسلام الذين يعترضون على وسائل الجهاد المشروعة.
رابعاً. معلومات إضافية:
- هذه الحادثة ذكرها الله تعالى في سورة الحشر التي تناولت أحداث غزوة بني النضير بالتفصيل.
- الفعل الذي قام به النبي ﷺ كان وسيلة حربية مشروعة، وليس إتلافاً للممتلكات بدافع الانتقام، بل لحكمة عسكرية.
- العلماء استدلوا بهذا الحديث على جواز إتلاف ممتلكات العدو في الحرب إذا كان فيه مصلحة للمسلمين.
أسأل الله أن يفقهنا في الدين، ويبصرنا بسنن النبيين، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
تخريج الحديث
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 1642 من أصل 1947 حديثاً له شرح
- 1617 سبقك بها عكاشة
- 1618 من يغرس غرسا فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة...
- 1619 إنها فضلت عليها بتسعة وستين جزءا
- 1620 مطر الناس فقال أصبح من الناس شاكر ومنهم كافر
- 1621 مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب
- 1622 أصبح فريق منهم بها كافرين، يقولون: الكواكب
- 1623 سَمِعْتُ النَّبِيَّ يَقْرَأُ فَرُوْحٌ وَرَيْحَانٌ بِرَفْعِ الرَّاءِ
- 1624 أكراهية الموت؟ فكلنا نكره الموت
- 1625 كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن
- 1626 من قال سبحان الله العظيم وبحمده غرست له نخلة في...
- 1627 اللهم اقض عنا الدين وأغننا من الفقر
- 1628 عتاب الله للمؤمنين بعد أربع سنين من إسلامهم
- 1629 أهل الجنة يتراءون أهل الغرف من فوقهم كما تتراءون الكوكب...
- 1630 جاءت خولة بنت ثعلبة إلى رسول الله ﷺ تشكو زوجها،...
- 1631 قصة خولة بنت ثعلبة
- 1632 عليكم السام واللعنة
- 1633 السام عليك يا أبا القاسم فقال وعليكم
- 1634 قد سمعت، فرددت عليهم، وإنا نجاب عليهم، ولا يجابون علينا
- 1635 سام عليك
- 1636 عن علي بن أبي طالب: فبي خفف الله عن هذه...
- 1637 علام تشتمني أنت وأصحابك
- 1638 ثلاثة في قرية لا يؤذنون ولا تقام فيهم الصلاة
- 1639 سورة التوبة هي الفاضحة ما زالت تنزل ومنهم ومنهم
- 1640 سورة الحشر تسمى سورة النضير
- 1641 كفار قريش يهددون المسلمين ويطلبون قتل النبي أو إخراجه.
- 1642 سبب نزول: ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على...
- 1643 قد قطعنا بعضا وتركنا بعضا
- 1644 أموال بني النضير فيء لم يوجف المسلمون عليه بخيل ولا...
- 1645 المتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله
- 1646 دعوني ما تركتكم، إنما هلك من كان قبلكم بسؤالهم واختلافهم
- 1647 أوصي الخليفة بالمهاجرين الأولين والأنصار
- 1648 النبي ﷺ يقول: "اصبروا حتى تلقوني فإنه سيصيبكم بعدي أثرة"
- 1649 ما دعوتم الله لهم وأثنيتم عليهم
- 1650 اقسم بيننا وبين إخواننا النخيل
- 1651 ألا رجل يضيفه هذه الليلة يرحمه الله
- 1652 الشح أهلك من كان قبلكم، حملهم على أن سفكوا دماءهم،...
- 1653 أُمروا أن يستغفروا لأصحاب النبي فسبوهم
- 1654 ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر...
- 1655 الله تسعة وتسعون اسما من أحصاها دخل الجنة
- 1656 بعث النبي ﷺ عليا والزبير والمقداد لأخذ كتاب من ظعينة
- 1657 من بطأ به عمله لم يسرع به نسبه
- 1658 النبي ﷺ ينادي قريش على الصفا: إني نذير لكم بين...
- 1659 لقاء إبراهيم أباه آزر يوم القيامة
- 1660 إن أبي وأباك في النار
- 1661 آصلها؟ قال: نعم
- 1662 بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ فقال سهيل أما الرحمن فوالله ما...
- 1663 المؤمنات يبايعن النبي ولا تمس يده يد امرأة
- 1664 صلاة العيد قبل الخطبة ثم يخطب بعدها
- 1665 بايعنا النبي ﷺ فقرأ علينا أن لا يشركن بالله شيئا
- 1666 أخذ علينا النبي عند البيعة أن لا ننوح فما وفت...
معلومات عن حديث: سبب نزول: ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها
📜 حديث: سبب نزول: ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: سبب نزول: ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: سبب نزول: ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: سبب نزول: ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








