حديث: وما يدريك أن الله أكرمه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في الخوف والتقوى

عن أمّ العلاء -امرأة من الأنصار بايعتْ النّبيَّ ﷺ أخبرْته أنه اقتُسم المهاجرون قرعةً، فطار لنا عثمان بن مظعون، فأنزلناه في أبياتنا، فوجع وجعه الذي توفي فيه، فلما تُوفي وغُسِّل وكُفِّن في أثوابه دخل رسول اللَّه ﷺ فقلت: رحمة اللَّه عليك أبا السّائب، فشهادتي عليك، لقد أكرمك اللَّه. فقال النّبيُّ ﷺ: «وما يدريك أن اللَّه أكرمه؟». فقلت: بأبي أنت يا رسول اللَّه، فمن يكرمه اللَّه؟ فقال: «أما هو فقد جاءه اليقين، واللَّه إني لأرجو له الخير، واللَّه ما أدري وأنا رسول اللَّه ما يُفعل بي». قالت: فواللَّهِ لا أزكي أحدًا بعده أبدًا.

صحيح: رواه البخاريّ في الجنائز (١٢٤٣) عن يحيى بن بكير، حدثنا الليث، عن عُقيل، عن ابن شهاب، قال: أخبرني خارجة بن زيد بن ثابت أنّ أم العلاء ذكرت الحديث.

عن أمّ العلاء -امرأة من الأنصار بايعتْ النّبيَّ ﷺ أخبرْته أنه اقتُسم المهاجرون قرعةً، فطار لنا عثمان بن مظعون، فأنزلناه في أبياتنا، فوجع وجعه الذي توفي فيه، فلما تُوفي وغُسِّل وكُفِّن في أثوابه دخل رسول اللَّه ﷺ فقلت: رحمة اللَّه عليك أبا السّائب، فشهادتي عليك، لقد أكرمك اللَّه. فقال النّبيُّ ﷺ: «وما يدريك أن اللَّه أكرمه؟». فقلت: بأبي أنت يا رسول اللَّه، فمن يكرمه اللَّه؟ فقال: «أما هو فقد جاءه اليقين، واللَّه إني لأرجو له الخير، واللَّه ما أدري وأنا رسول اللَّه ما يُفعل بي». قالت: فواللَّهِ لا أزكي أحدًا بعده أبدًا.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فهذا حديث عظيم من رواية الصحابية الجليلة أم العلاء الأنصارية رضي الله عنها، وهو موجود في صحيح البخاري، وفيه دروس وعبر مهمة.

شرح المفردات:


● بايعت النبي ﷺ: بايعته على الإسلام والنصرة.
● اقتسم المهاجرون قرعة: تم توزيع المهاجرين على بيوت الأنصار بالقرعة (أي بالمساواة).
● طار لنا عثمان بن مظعون: وقعت القرعة له ليكون عندنا في البيت.
● وجع وجعه الذي توفي فيه: مرض مرض الموت.
● غُسِّل وكُفِّن في أثوابه: تم تغسيله وتكفينه.
● أبا السائب: كنية عثمان بن مظعون.
● جاءه اليقين: حضرته الوفاة.
● لا أزكي أحداً بعده: لا أقطع لأحد بالجنة أو أكرمه الله.

المعنى الإجمالي للحديث:


تخبر أم العلاء رضي الله عنها أن عثمان بن مظعون نزل عندها عندما قسم النبي ﷺ المهاجرين على الأنصار، وعندما مات عثمان ودعت له بقولها: "رحمة الله عليك أبا السائب، فشهادتي عليك لقد أكرمك الله"، فاستدرك عليها النبي ﷺ قائلاً: "وما يدريك أن الله أكرمه؟"، ثم بين لها أن الموت هو لحظة اليقين، وأنه كرسول لا يدري ما يفعل به مع كونه رسول الله، فأثر هذا الموقف فيها فلم تجزم بعدها لأحد بأن الله أكرمه.

الدروس المستفادة:


1- التواضع النبوي: النبي ﷺ وهو سيد الخلق وأكرمهم على الله يقول: "ما أدري وأنا رسول الله ما يفعل بي"، وهذا غاية التواضع والخوف من الله.
2- عدم الجزم لأحد بجنة أو نار: إلا من شهد له النبي ﷺ أو ورد النص فيه، لأن أمر الآخرة غيب.
3- الأمل في رحمة الله: قوله ﷺ: "إني لأرجو له الخير" يعلمنا أن نرجو للمؤمنين الخير وندعو لهم.
4- أهمية التربية بالموقف: النبي ﷺ لم يزجر أم العلاء بل نبهها بلطف فاستفادت درساً عظيماً.
5- عناية الصحابة بجنائز إخوانهم: وكان النبي ﷺ يشاركهم في ذلك.

معلومات إضافية:


- عثمان بن مظعون هو أول من مات من المهاجرين في المدينة.
- كان من السابقين إلى الإسلام ومن الصالحين.
- في هذا الحديث دليل على أن الصحابة كانوا يتعاهدون المرضى ويشيعون الجنائز.
نسأل الله أن يتوفانا على الإيمان ويغفر لنا ويرحمنا، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الجنائز (١٢٤٣) عن يحيى بن بكير، حدثنا الليث، عن عُقيل، عن ابن شهاب، قال: أخبرني خارجة بن زيد بن ثابت أنّ أم العلاء ذكرت الحديث.
هذا الحديث مما انفرد به البخاريّ، وعزاه الحافظ ابن حجر في الإصابة إلى الصحيحين وهو وهم منه ﵀.
وعثمان بن مظعون توفي بعد شهوده بدرًا في السنة الثانية من الهجرة، وهو أول من مات من المهاجرين بالمدينة، وأوّل من دُفن بالبقيع.
وقوله: «واللَّه ما أدري وأنا رسول اللَّه ما يفعل بي». قال الحافظ في الفتح ٣/ ١١٥ - ١١٦): «وإنَّما قال رسول اللَّه ﷺ ذلك موافقة لقوله تعالى في سورة الأحقاف ﴿قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ﴾ [سورة الأحقاف: ٩]، وكان ذلك قبل نزول قوله تعالى: ﴿لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ﴾ [سورة الفتح: ٢] لأنَّ الأحقاف مكية، وسورة الفتح مدنية بلا خلاف فيهما، وقد ثبت أنه ﷺ قال: «أنا أوّل من يدخل الجنة«وغير ذلك من الأخبار الصّريحة في معناه».
قال الأعظمي: ولعله قال ذلك تواضعا منه ﷺ للَّه تعالى، وهناك أقوال أخرى راجع نواسخ القرآن لابن الجوزي وغيره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 128 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: وما يدريك أن الله أكرمه

  • 📜 حديث: وما يدريك أن الله أكرمه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: وما يدريك أن الله أكرمه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: وما يدريك أن الله أكرمه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: وما يدريك أن الله أكرمه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب