حديث: معنى إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قول اللَّه تعالى: ﴿وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا﴾ [سورة الحجرات: ٩] فسماهم المؤمنين

عن الأحنف بن قيس، قال: ذهبتُ لأنصر هذا الرّجل (يعني عليَّ بن أبي طالب) فلقيني أبو بكرة فقال: أين تريدُ؟ قلت: أنصرُ هذا الرّجل. قال: ارجع، فإني سمعتُ رسول اللَّه ﷺ يقول: «إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار». فقلت: يا رسول اللَّه، هذا القاتل، فما بال المقتول؟ ! قال: «إنه كان حريصًا على قتل صاحبه».

متفق عليه: رواه البخاريّ في الإيمان (٣١)، ومسلم في الفتن (٢٨٨٨) كلاهما من حديث حماد بن زيد، عن أيوب ويونس، عن الحسن، عن الأحنف بن قيس، فذكره، ولفظهما سواء.

عن الأحنف بن قيس، قال: ذهبتُ لأنصر هذا الرّجل (يعني عليَّ بن أبي طالب) فلقيني أبو بكرة فقال: أين تريدُ؟ قلت: أنصرُ هذا الرّجل. قال: ارجع، فإني سمعتُ رسول اللَّه ﷺ يقول: «إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار». فقلت: يا رسول اللَّه، هذا القاتل، فما بال المقتول؟ ! قال: «إنه كان حريصًا على قتل صاحبه».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النبوي الشريف شرحًا وافيًا وفق منهج أهل السنة والجماعة:

الحديث:


عن الأحنف بن قيس قال: ذهبتُ لأنصر هذا الرَّجل (يعني عليَّ بن أبي طالب) فلقيني أبو بكرة فقال: أين تريدُ؟ قلت: أنصرُ هذا الرَّجل. قال: ارجع، فإني سمعتُ رسول اللَّه ﷺ يقول: «إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار». فقلت: يا رسول اللَّه، هذا القاتل، فما بال المقتول؟ ! قال: «إنه كان حريصًا على قتل صاحبه».

1. شرح المفردات:


● الأحنف بن قيس: صحابي جليل، معروف بحكمته وورعه.
● لأنصر هذا الرجل: أي لينصر علي بن أبي طالب رضي الله عنه في حرب الجمل.
● أبو بكرة: هو نفيع بن الحارث الثقفي، صحابي جليل.
● بسيفيهما: أي بسيف كل منهما، يعني في حالة قتال بينهما.
● حريصًا: شديد الرغبة والعزم على الفعل.

2. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبر الأحنف بن قيس أنه أراد الخروج لنصرة علي بن أبي طالب رضي الله عنه في الفتنة التي وقعت بين المسلمين (حرب الجمل)، فلقيه الصحابي الجليل أبو بكرة فنصحه بالرجوع وعدم المشاركة في القتال، واستدل بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يحذر من قتال المسلم لأخيه المسلم، ويبين أن كلاً من القاتل والمقتول في المعصية بسبب مشاركتهما في القتال الحرام يعرضان نفسهما لدخول النار، لأن كلاً منهما كان حريصًا على قتل الآخر.

3. الدروس المستفادة منه:


● تحريم قتال المسلم: الحديث يدل على تحريم قتال المسلم لأخيه المسلم، وأن ذلك من الكبائر التي توعَّد عليها بالنار.
● التحذير من الفتنة: فيه تحذير من الخوض في الفتن والاقتتال بين المسلمين، وأن الواجب على المسلم أن يعتزل الفتنة ولا يشارك فيها.
● الإثم على جميع الأطراف: ليس الإثم على القاتل فقط، بل حتى المقتول إذا كان حريصًا على القتال ومبتدئًا به أو مشاركًا فيه.
● وجوب نصيحة المسلمين: كما فعل أبو بكرة عندما نصح الأحنف بالرجوع وعدم الدخول في القتال.
● الحرص على سلامة الدين: يفيد أن المسلم يجب أن يكون حريصًا على عدم التعرض لغضب الله تعالى، ولو كان في ظاهر الأمر يدافع عن حق.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث أخرجه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما، مما يدل على صحته وقوته.
- الحديث عام في كل قتال بين مسلمين على غير حق، كالقتال بسبب فتنة أو طمع دنيا، أما القتال للدفاع عن النفس أو المال أو العرض إذا وقع الاعتداء بدون حق، فله أحكام أخرى.
- أهل السنة والجماعة يتبرؤون من كل فتنة وقعت بين الصحابة، ويعتقدون أن كلًا من الطائفتين المجتهدتين في تلك الحروب مأجورتان على اجتهادهما، والمخطئ له أجر واحد، والمصيب له أجران، ولكنهم لا يقرون الاقتتال بين المسلمين ويحذرون منه.
- يستفاد من الحديث أهمية التثبت وعدم التسرع في الدخول في الأمور التي فيها إزهاق للأرواح بغير حق.
أسأل الله تعالى أن يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يحفظ بلاد المسلمين من كل سوء، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الإيمان (٣١)، ومسلم في الفتن (٢٨٨٨) كلاهما من حديث حماد بن زيد، عن أيوب ويونس، عن الحسن، عن الأحنف بن قيس، فذكره، ولفظهما سواء.
تنبيه: هذا الحديث سقط من رواية أبي ذر الهرويّ، ولذا لم يشرحه الحافظ ابن حجر في فتح الباري في كتاب الإيمان، وإنما جاء ذكره في كتاب الديات (٦٨٧٥) وشرحه هناك.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 134 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: معنى إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار

  • 📜 حديث: معنى إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: معنى إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: معنى إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: معنى إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب