حديث: هل تضارون في القمر ليلة البدر
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب قوله: ﴿إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (٢٣)﴾
متفق عليه: رواه البخاريّ في الأذان (٨٠٦)، وفي الرّقاق (٦٥٧٣)، ومسلم في الإيمان (١٨٢) كلاهما من حديث أبي اليمان، قال: أخبرنا شعيب، عن الزّهريّ، قال: أخبرني سعيد بن المسيب وعطاء بن يزيد اللّيثيّ، أنّ أبا هريرة أخبرهما، فذكر الحديث بطوله.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث العظيم رواه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما، وهو من الأحاديث التي تُثبت رؤية المؤمنين لربهم عز وجل يوم القيامة، وهي من مسائل العقيدة المهمة التي أجمع عليها أهل السنة والجماعة.
أولاً. شرح المفردات:
● هل تضارُّون: أي هل تشكون أو تترددون أو تجدون صعوبة في رؤيته ومعرفته؟ من الضرر، أي المشقة والشك.
● ليلة البدر: الليلة التي يكون فيها القمر مكتملاً بدراً، فيكون نوره ساطعاً واضحاً.
● ليس دونها سحاب: أي لا يحجبها غيم أو حاجز يمنع رؤيتها.
ثانياً. شرح الحديث:
يخبرنا الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه أن الناس سألوا النبي صلى الله عليه وسلم سؤالاً عظيماً يتعلق بأمر الغيب، وهو: هل نرى ربنا يوم القيامة؟
فأجابهم النبي صلى الله عليه وسلم بردٍّ حكيمٍ وعظيم، لم يُجبهم بنعم أو لا مباشرة، بل قادهم عبر مثالين محسوسين ومشاهدين في حياتهم ليصلوا إلى الجواب بأنفسهم.
1- المثال الأول: القمر ليلة البدر
* قال: «هل تضارُّون في القمر ليلة البدر؟» أي: عندما يكون القمر بدراً كاملاً في ليلة صافية، هل تشكون في أنه القمر؟ هل تحتاجون إلى دليل أو برهان لتتيقنوا أنه هو؟
* فأجابوا: «لا يا رسول الله»، لأن رؤيته واضحة جلية لا لبس فيها ولا شك.
2- المثال الثاني: الشمس في يوم صافٍ
* قال: «فهل تضارّون في الشّمس ليس دونها سحاب؟» أي: في الظهيرة حين تكون الشمس ساطعة في كبد السماء ولا يحجبها غيم، هل تشكون في أنها الشمس؟
* فأجابوا again: «لا يا رسول الله»، لأن رؤيتها أقوى وأوضح من رؤية القمر.
ثم جاءت الخلاصة والجواب الحاسم من رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«فإنّكم ترونه كذلك»، أي أن رؤيتكم لربكم عز وجل يوم القيامة ستكون في وضوحها ويقينها وعدم الشك فيها، كوضوح رؤيتكم للشمس في الظهيرة الصافية، أو للقمر في ليلة البدر، بل ستكون أعظم وأكمل.
ثالثاً. الدروس المستفادة والعقائد المستفادة:
1- إثبات رؤية المؤمنين لربهم: هذا الحديث صريح في إثبات رؤية المؤمنين لربهم عز وجل في الآخرة، وهو حقٌ يجب الإيمان به، وهو من أعظم الكرامات التي ينعم الله بها على أهل الجنة. قال تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} [القيامة: 22-23].
2- حكمة النبي صلى الله عليه وسلم في التعليم: استعمل النبي صلى الله عليه وسلم أسلوب التمثيل والتقريب بالأمور المحسوسة ليفهم الناس الأمور الغيبية المعنوية، وهذا من كمال بلاغته وحكمته في الدعوة والتعليم.
3- الرؤية لا تعني الإحاطة: رؤية المؤمنين لله تعالى في الجنة لا تعني أنهم يحيطون به علماً أو إدراكاً، فالله تعالى أعظم من أن يُدرك أو يُحد، بل هي رؤية حقيقية بلا كيف، لا يعلم كيفيتها إلا الله تعالى، كما قال الإمام مالك رحمه الله: "الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة".
4- الفرق بين الرؤيا في الدنيا والآخرة: الرؤية في الدنيا مستحيلة، كما قال الله تعالى لموسى عليه السلام: {لَن تَرَانِي} [الأعراف: 143]، أما في الآخرة فهي ثابتة للمؤمنين بنص القرآن والسنة.
5- الرد على أهل البدع: هذا الحديث وحده كافٍ للرد على من أنكر رؤية الله تعالى من المعتزلة والجهمية وغيرهم، فهو نص صريح لا يحتمل التأويل.
رابعاً. معلومات إضافية:
* هذه الرؤية هي لأهل الجنة خاصة، بعد دخولهم الجنة، وليست لأهل المحشر يوم القيامة.
* هي أعظم نعيم لأهل الجنة، كما في الحديث: "إن أعظم نعيم أهل الجنة رؤية الله تعالى".
* ليست الرؤية مقصورة على نبي أو رسول، بل هي للمؤمنين جميعاً، لكن درجاتهم تتفاوت في هذه الرؤية بحسب أعمالهم وإيمانهم.
نسأل الله تعالى أن يجعلنا من أهل الفردوس الأعلى، الذين ينظرون إلى وجهه الكريم، ويسقيهم من حوض نبيه شراباً لا يظمؤون بعده أبداً.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
وفي هذه المعنى أحاديث أخرى كثيرة، وهي مذكورة في كتاب الإيمان.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 1773 من أصل 1947 حديثاً له شرح
- 1748 شهادة ابن مسعود في ليلة الجن مع رسول الله ﷺ
- 1749 شجرة آذنت النبي ﷺ بالجن ليلة استمعوا القرآن
- 1750 ابن عباس عن النبي ﷺ قال: قال الله: كذَّبني ابن...
- 1751 واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم...
- 1752 يا معشر قريش لا أغني عنكم من الله شيئا
- 1753 إذا تطاول رعاة الإبل البهم في البنيان
- 1754 إن خلق نبي الله كان القرآن
- 1755 قيام نحوا من قيامهم في شهر رمضان
- 1756 قراءة المفصل في ركعة كهذ الشعر
- 1757 يقال لصاحب القرآن اقرأ وارق ورتل كما كنت ترتل في...
- 1758 كيف يأتيك الوحي يا رسول الله؟
- 1759 عن عائشة: والله يعلم أني بريئة وأن الله مبرئي ببراءتي
- 1760 إن لأهلك عليك حقا، ولنفسك عليك حقا
- 1761 جاء ثلاثة رهط إلى بيوت أزواج النبي ﷺ يسألون عن...
- 1762 عن سمرة أن النبي ﷺ نهى عن التبتل.
- 1763 ماله ما قدَّم، ومال وارثه ما أخَّر
- 1764 الملك الذي جاءني بحراء قاعد على كرسي بين السماء والأرض
- 1765 عنوان الحديث: جاورت بحراء فلما قضيت جواري هبطت فنوديت
- 1766 صاحب الصور قد التقم القرن ينتظر متى يؤمر أن ينفخ
- 1767 صاحب الصور مستعد للنفخ منذ وكل به
- 1768 سحر يؤثر يأثره عن غيره
- 1769 معنى يؤتى بجهنم يومئذ لها سبعون ألف زمام
- 1770 كان رسول الله إذا نزل جبريل بالوحي يحرك لسانه وشفتيه
- 1771 كان النبي يعالج من التنزيل شدة وكان يحرك شفتيه
- 1772 كان النبي ﷺ إذا نزل القرآن عليه يعجل بقراءته ليحفظه
- 1773 هل تضارون في القمر ليلة البدر
- 1774 ابن آدم أنى تعجزني وقد خلقتك من مثل هذه
- 1775 سألت ابن عباس عن قول الله أولى لك فأولى
- 1776 يقرأ في الفجر يوم الجمعة: ﴿الم تَنْزِيلُ﴾ و﴿هَلْ أَتَى عَلَى...
- 1777 يقرأ في صلاة الفجر يوم الجمعة السجدة والإنسان
- 1778 إذا رأت المرأة في المنام ما يرى الرجل فلتغتسل
- 1779 المرأة إذا احتلمت وأبصرت الماء تغتسل
- 1780 ينحر لهم ثور الجنة الذي كان يأكل من أطرافها
- 1781 القرآن حجة لك أو عليك
- 1782 إنه لا يدخل الجنة لحم نبت من سحت، النار أولى...
- 1783 من نذر أن يعصي الله فلا يعصه
- 1784 لقد عجب الله أو ضحك من فلان وفلانة
- 1785 أن تصدق وأنت صحيح شحيح تخشى الفقر وتأمل الغنى
- 1786 يا رسول الله، إني إذا رأيتك طابت نفسي، وقرت عيني
- 1787 اقتلوا الحية ووقيتم شرها كما وقيت شركم
- 1788 آخر ما سمعت من رسول الله يقرأ بها في المغرب
- 1789 ﴿تَرْمِي بِشَرَرٍ كَأَنَّهُ جِمَالَتٌ صُفْرٌ﴾
- 1790 بين النفختين أربعون ثم ينزل الله من السماء ماء
- 1791 ياليتني كنت ترابا
- 1792 الموت بما فيه
- 1793 النبي ﷺ يسأل عن الساعة حتى نزلت: فيم أنت من...
- 1794 النبي ﷺ كان لا يزال يذكر من شأن الساعة
- 1795 بعثت والساعة كهاتين
- 1796 بعثت أنا والساعة كهاتين، وقرن بين إصبعيه: المسبحة والوسطى
- 1797 شرح بعثت أنا والساعة كهاتين
معلومات عن حديث: هل تضارون في القمر ليلة البدر
📜 حديث: هل تضارون في القمر ليلة البدر
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: هل تضارون في القمر ليلة البدر
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: هل تضارون في القمر ليلة البدر
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: هل تضارون في القمر ليلة البدر
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








