حديث: كان النبي ﷺ إذا نزل القرآن عليه يعجل بقراءته ليحفظه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (١٦) إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ (١٧) فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ (١٨) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ (١٩)﴾

عن ابن عباس قال: كان النبي ﷺ إذا نزل القرآن عليه يعجل بقراءته ليحفظه، فأنزل الله عز وجل: ﴿لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ﴾ إلى قوله: ﴿وَقُرْآنَهُ﴾.

صحيح: رواه النسائي في الكبرى (١١٥٧٢) وابن جرير في تفسيره (٢٣/ ٤٩٧، ٤٩٦) كلاهما من طرق عن سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: فذكره.

عن ابن عباس قال: كان النبي ﷺ إذا نزل القرآن عليه يعجل بقراءته ليحفظه، فأنزل الله ﷿: ﴿لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ﴾ إلى قوله: ﴿وَقُرْآنَهُ﴾.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النافع الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما:
النص الكامل للحديث:
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا نزل عليه الوحي يعجل بتحريك شفتيه ليحفظه، فأنزل الله تعالى: ﴿لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ * إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ * فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ﴾ [القيامة: 16-19].


1. شرح المفردات:


● يعجل بتحريك شفتيه (أو لسانه): أي كان يسرع بتحريك فمه ولسانه لتكرار الآيات فور نزولها خوفًا من نسيانها.
● لِتَعْجَلَ بِهِ: أي لأجل أن تستعجل بحفظه.
● إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ: أي جمع القرآن في صدرك وضبطه.
● وَقُرْآنَهُ: أي تلاوته على لسانك.
● فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ: فاستمع لقراءة جبريل واستعد لتلقيها.
● ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ: ثم علينا توضيح معانيه وأحكامه.


2. شرح الحديث:


يخبرنا ابن عباس رضي الله عنهما عن حالة النبي صلى الله عليه وسلم عند نزول الوحي عليه، حيث كان يحرك لسانه وشفتيه بسرعة ليردد الآيات فور نزولها حرصًا شديدًا على حفظها وعدم نسيان أي حرف منها. وهذا يدل على شدة اهتمامه صلى الله عليه وسلم بالوحي وحرصه على تبليغه exactly كما أنزل.
فنزلت عليه هذه الآيات الكريمة من سورة القيامة تطمئنه وتؤكد له أن الله تعالى قد تكفل بحفظ القرآن وجمعه في صدره، وضبط تلاوته على لسانه، فلا داعي للعجلة أو القلق. فمهمته هي الاستماع والانتباه عند القراءة (أي عند قراءة جبريل عليه السلام)، ثم إن الله سييسر له فهمه وبيان معانيه.


3. الدروس المستفادة والعبر:


1- حرص النبي صلى الله عليه وسلم على تبليغ الرسالة: يظهر الحديث مدى حرصه واهتمامه البالغ بأداء الأمانة وتبليغ القرآن كاملًا دون نقصان.
2- التطمين الإلهي للرسول: الله تعالى يطمئن نبيه ويخفف عنه عبء الحفظ، مؤكدًا له أن الضمان على الله في جمع القرآن وحفظه وبيانه.
3- التسليم والتفويض لله: تعليم للمؤمنين أن يتوكلوا على الله في أمورهم، ويطمئنوا إلى وعده، فلا داعي للعجلة والقلق المفرط.
4- عناية الله بحفظ القرآن: من أعظم الدلائل على حفظ القرآن أن الله تكفل بجمعه في صدر نبيه أولاً، ثم في صدور الأمة وألواحها إلى يوم القيامة.
5- أدب المتلقي مع الوحي: الاستماع والإنصات ثم الاتباع، هو الأدب الذي ينبغي أن يكون عليه المسلم عند تلقي علم الوحي.


4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث من أعلام نبوة محمد صلى الله عليه وسلم، حيث أخبر عن حالة خاصة في نفسه، ثم نزل القرآن مصدقًا ومبينًا لها.
- الآيات نزلت في مكة، مما يدل على عناية الله برسوله منذ بداية الدعوة.
- جمع القرآن على نوعين: جمع في الصدر (حفظًا) وجمع في السطور (كتابة)، وقد تكفل الله بهما معًا.
أسأل الله أن ينفعنا بالقرآن العظيم، ويجعلنا من أهله وخاصته.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه النسائي في الكبرى (١١٥٧٢) وابن جرير في تفسيره (٢٣/ ٤٩٧، ٤٩٦) كلاهما من طرق عن سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: فذكره.
وزاد ابن جرير: وقال ابن عباس: هكذا، وحرَّك شفتيه.
هذه الآية تدل على أن النبي ﷺ لم يكن في حاجة إلى تكرار آيات القرآن للحفظ كما هو معهود، بل الله تعالى تولى تحفيظه، وهي من إحدى المعجزات الكبرى للنبي ﷺ.
وقوله: ﴿إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ﴾ أي: إن الله تعالى جمع القرآن في صدر النبي ﷺ أولا، ثم جمع الصحابة في الصحائف والجلود بأمر النبي ﷺ، وبذلك تحقق قول الله عز وجل: ﴿إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ﴾ انظر تفصيل ذلك في أول التفسير.
وقوله: ﴿ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ﴾ أي: إن الله هو الذي تولى بيان معاني القرآن، وألهمه إلى النبي ﷺ، فالسنة هي إحدى نوعي الوحي إلا أنها غير متلو.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1772 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: كان النبي ﷺ إذا نزل القرآن عليه يعجل بقراءته ليحفظه

  • 📜 حديث: كان النبي ﷺ إذا نزل القرآن عليه يعجل بقراءته ليحفظه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: كان النبي ﷺ إذا نزل القرآن عليه يعجل بقراءته ليحفظه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: كان النبي ﷺ إذا نزل القرآن عليه يعجل بقراءته ليحفظه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: كان النبي ﷺ إذا نزل القرآن عليه يعجل بقراءته ليحفظه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب