حديث: كان النبي يعالج من التنزيل شدة وكان يحرك شفتيه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (١٦) إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ (١٧) فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ (١٨) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ (١٩)﴾

عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس في قوله تعالى: ﴿لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ﴾ قال: كان النبي ﷺ يعالج من التنزيل شدّة، وكان يحرّك شفتيه، فقال لي ابن عباس: فأنا أحرّكهما لك كما كان رسولُ الله ﷺ يحرّكهما. فقال سعيد: أنا أحركهما كما كان ابن عباس يحركهما، فأنزل الله عز وجل: ﴿لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (١٦) إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ (١٧) قال: جمعه في صدرك ثم تقرؤه، ﴿فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ (١٨) قال: فاستمع له وأنصت، ثم إن علينا أن تقرأه. فكان رسول الله ﷺ إذا أتاه جبريل عليه السلام
استَمَعَ، فإذا انطلق جبريل قرأه النبيّ ﷺ كما أقرأه.

متفق عليه: رواه البخاريّ في التوحيد (٧٥٢٤)، ومسلم في الصّلاة (٤٤٨: ١٤٨) كلاهما عن قتيبة بن سعيد، حدثنا أبو عوانة، عن موسى بن أبي عائشة، عن سعيد بن جبير، فذكره، ولفظهما سواء.

عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس في قوله تعالى: ﴿لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ﴾ قال: كان النبي ﷺ يعالج من التنزيل شدّة، وكان يحرّك شفتيه، فقال لي ابن عباس: فأنا أحرّكهما لك كما كان رسولُ الله ﷺ يحرّكهما. فقال سعيد: أنا أحركهما كما كان ابن عباس يحركهما، فأنزل الله ﷿: ﴿لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (١٦) إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ (١٧)﴾ قال: جمعه في صدرك ثم تقرؤه، ﴿فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ (١٨)﴾ قال: فاستمع له وأنصت، ثم إن علينا أن تقرأه. فكان رسول الله ﷺ إذا أتاه جبريل ﵇
استَمَعَ، فإذا انطلق جبريل قرأه النبيّ ﷺ كما أقرأه.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لهذا الحديث النبوي الشريف الذي يرويه الإمام البخاري في صحيحه، معتمدًا على كبار شروح الحديث المعتمدة لدى أهل السنة والجماعة.

أولاً. شرح المفردات:


● يعالج من التنزيل شدة: يبذل جهدًا كبيرًا في تلقي الوحي.
● يحرك شفتيه: يردد القرآن مع جبريل أثناء نزول الوحي خوفًا من نسيانه.
● لتعجل به: لتسرع في حفظه قبل اكتمال نزوله.
● جمعه: حفظه في صدرك.
● وقرآنه: تلاوته وتجويده.
● فاتبع قرآنه: فاستمع لقراءة جبريل بتدبر وإنصات.

ثانيًا. شرح الحديث:


هذا الحديث العظيم يرويه الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، ويبيّن سبب نزول قوله تعالى: {لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ} [القيامة: 16].
وخلاصة القصة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان عند نزول الوحي عليه يحرك شفتيه بسرعة ليحفظ القرآن حال نزوله، خوفًا من أن ينسى شيئًا منه قبل أن يتم الوحي. فأمره الله تعالى بعدم الاستعجال في الحفظ، وضمن له أن يجمعه في صدره وييسر له تلاوته.
فكان بعد ذلك إذا جاءه جبريل بالوحي ينصت له بكل جوارحه، وبعد انتهاء جبريل من التلاوة، يقرأه النبي صلى الله عليه وسلم كما أقرأه إياه دون زيادة أو نقصان.

ثالثًا. الدروس المستفادة والعبر:


1- حرص النبي صلى الله عليه وسلم على حفظ القرآن: وهذا يدل على عظم همته صلى الله عليه وسلم وحرصه على تبليغ الرسالة.
2- ضمان الله لحفظ القرآن: فقد تكفل الله تعالى بحفظ هذا الكتاب {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر: 9].
3- أدب النبي صلى الله عليه وسلم مع الوحي: حيث كان ينصت لجبريل عليه السلام بعد الأمر الإلهي، وهذا من كمال أدبه مع ربه.
4- التأني في تلقي العلم: فالعجلة في الحفظ قد تضيع الفهم والتدبر، والأولى التأني والاستعداد النفسي والعقلي.
5- بيان كيفية تلقي النبي للوحي: وهذا يرد على منكري النبوة ويبين صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم في تبليغ ما أوحي إليه.

رابعًا. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث رواه الإمام البخاري في صحيحه، وهو من أصح الكتب بعد كتاب الله تعالى.
- الآيات المشار إليها في الحديث هي من سورة القيامة، وهي من أوائل ما نزل من القرآن بمكة.
- قوله: {ثم إن علينا أن تقرأه} أي أن نيسره للحفظ والتلاوة بعد الاستماع والإنصات.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في التوحيد (٧٥٢٤)، ومسلم في الصّلاة (٤٤٨: ١٤٨) كلاهما عن قتيبة بن سعيد، حدثنا أبو عوانة، عن موسى بن أبي عائشة، عن سعيد بن جبير، فذكره، ولفظهما سواء.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1771 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: كان النبي يعالج من التنزيل شدة وكان يحرك شفتيه

  • 📜 حديث: كان النبي يعالج من التنزيل شدة وكان يحرك شفتيه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: كان النبي يعالج من التنزيل شدة وكان يحرك شفتيه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: كان النبي يعالج من التنزيل شدة وكان يحرك شفتيه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: كان النبي يعالج من التنزيل شدة وكان يحرك شفتيه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب