حديث: ينحر لهم ثور الجنة الذي كان يأكل من أطرافها

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا (٢)﴾

عن ثوبان مولى رسول الله ﷺ قال: كنت قائما عند رسول الله ﷺ فجاء حبر من أحبار اليهود، فقال: السلام عليك يا محمد. فدفعته دفعة كاد يصرع منها، فقال: لِمَ تدفعني؟ فقلت: ألا تقول يا رسول الله. فقال اليهودي: إنما ندعوه باسمه الذي سماه به أهله. فقال رسول الله ﷺ: «إن اسمي محمد الذي سماني به أهلي». فقال اليهودي: جئت أسألك. فقال له رسول الله ﷺ: «أينفعك شيء إن حدثتك؟». قال: أسمع بأذنَيَّ، فنكت رسول الله ﷺ بعود معه. فقال: «سل». فقال اليهودي: أين يكون الناس يوم تبدل الأرض غير الأرض والسموات؟ فقال رسول الله ﷺ: «هم في الظلمة دون الجسر». قال: فمن أول الناس إجازة؟ قال: «فقراء المهاجرين». قال اليهودي: فما تحفتهم حين يدخلون الجنة؟ قال: «زيادة كبد النون» قال: فما غذاؤهم على إثرها؟ قال: «ينحر لهم ثور الجنة الذي كان يأكل من أطرافها». قال: فما شرابهم عليه؟ قال: «من عين فيها تسمى سلسبيلا». قال: صدقت. قال: وجئت أسألك عن شيء لا يعلمه أحد من أهلِ الأرض إلا نبي أو رجل أو رجلان. قال: «ينفعك إن حدثتك؟». قال: أسمع بأذنيَّ. قال: جئت أسألك عن الولد؟ قال: «ماء الرجل أبيض، وماء المرأة أصفر، فإذا اجتمعا فعلا منى الرجل مني المرأة أذكرا بإذن الله، وإذا علا مني المرأة مني الرجل آنثا بإذن الله». قال اليهودي: لقد صدقت، وإنك لنبي، ثم انصرف فذهب. فقال رسول الله ﷺ: «لقد سألني هذا عن الذي سألني عنه وما لي علم بشيء منه حتى أتاني الله به».

صحيح: رواه مسلم في الحيض (٣١٥) عن الحسن بن علي الحلواني، حدثنا أبو توبة - وهو الربيع بن نافع -، حدثنا معاوية - يعني ابن سلام -، عن زيد - يعني أخاه -، أنه سمع أبا سلام، قال: حدثني أبو أسماء الرحبى، أن ثوبان مولى رسول الله ﷺ، حدَّثَه، قال: فذكره.

عن ثوبان مولى رسول الله ﷺ قال: كنت قائما عند رسول الله ﷺ فجاء حبر من أحبار اليهود، فقال: السلام عليك يا محمد. فدفعته دفعة كاد يصرع منها، فقال: لِمَ تدفعني؟ فقلت: ألا تقول يا رسول الله. فقال اليهودي: إنما ندعوه باسمه الذي سماه به أهله. فقال رسول الله ﷺ: «إن اسمي محمد الذي سماني به أهلي». فقال اليهودي: جئت أسألك. فقال له رسول الله ﷺ: «أينفعك شيء إن حدثتك؟». قال: أسمع بأذنَيَّ، فنكت رسول الله ﷺ بعود معه. فقال: «سل». فقال اليهودي: أين يكون الناس يوم تبدل الأرض غير الأرض والسموات؟ فقال رسول الله ﷺ: «هم في الظلمة دون الجسر». قال: فمن أول الناس إجازة؟ قال: «فقراء المهاجرين». قال اليهودي: فما تحفتهم حين يدخلون الجنة؟ قال: «زيادة كبد النون» قال: فما غذاؤهم على إثرها؟ قال: «ينحر لهم ثور الجنة الذي كان يأكل من أطرافها». قال: فما شرابهم عليه؟ قال: «من عين فيها تسمى سلسبيلا». قال: صدقت. قال: وجئت أسألك عن شيء لا يعلمه أحد من أهلِ الأرض إلا نبي أو رجل أو رجلان. قال: «ينفعك إن حدثتك؟». قال: أسمع بأذنيَّ. قال: جئت أسألك عن الولد؟ قال: «ماء الرجل أبيض، وماء المرأة أصفر، فإذا اجتمعا فعلا منى الرجل مني المرأة أذكرا بإذن الله، وإذا علا مني المرأة مني الرجل آنثا بإذن الله». قال اليهودي: لقد صدقت، وإنك لنبي، ثم انصرف فذهب. فقال رسول الله ﷺ: «لقد سألني هذا عن الذي سألني عنه وما لي علم بشيء منه حتى أتاني الله به».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإن حديث ثوبان رضي الله عنه هذا حديث عظيم، رواه الإمام مسلم في صحيحه، وفيه فوائد جليلة وعبر عديدة. وسأشرحه لكم جزءًا جزءًا بإذن الله تعالى.

أولاً. شرح المفردات:


● حبر: عالم من علماء اليهود.
● دفعته دفعة: دفعه دفعة قوية.
● كاد يصرع منها: كاد يسقط على الأرض من شدة الدفع.
● فنكت رسول الله ﷺ بعود معه: يعني أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتحرك بعصا أو عود في يده، إما للتفكير أو للتأمل.
● يوم تبدل الأرض غير الأرض والسموات: يوم القيامة عندما تُبدل الأرض والسموات بأرض وسموات أخرى.
● الظلمة دون الجسر: الظلمة التي قبل الصراط.
● إجازة: عبور الصراط.
● تحفتهم: هديتهم أو ما يُقدم لهم.
● كبد النون: يعني كبد الحوت، وهو ما ابتلعه النبي يونس عليه السلام.
● ثور الجنة: ثور عظيم في الجنة.
● سلسبيلا: اسم عين في الجنة.
● ماء الرجل وماء المرأة: المني الخاص بالرجل والمرأة.


ثانيًا. شرح الحديث:


يبدأ الحديث بأن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم كان واقفًا عنده، فجاء حبر يهودي وسلم على النبي صلى الله عليه وسلم قائلاً: "السلام عليك يا محمد"، دون أن يذكر لقب النبوة أو الرسالة. فدفعه ثوبان دفعة قوية لأن اليهودي لم يوقره بذكر صفته النبوية، فقال اليهودي: "لمَ تدفعني؟"، فرد ثوبان: "ألا تقول يا رسول الله؟". فقال اليهودي: "إنما ندعوه باسمه الذي سماه به أهله"، فرد النبي صلى الله عليه وسلم: "إن اسمي محمد الذي سماني به أهلي"، مقرًا بأن اسمه محمد كما سماه به أهله، لكن هذا لا يمنع من احترامه بلقب النبوة.
ثم شرع اليهودي في سؤال النبي صلى الله عليه وسلم عن أمور غيبية، فبدأ النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: "أينفعك شيء إن حدثتك؟"، يعني: هل ستفيدك هذه المعرفة؟ فأجاب اليهودي بأنه يريد أن يسمع بأذنيه، فأذن له النبي صلى الله عليه وسلم بالسؤال.
فسأل اليهودي عن مكان الناس يوم القيامة عندما تُبدل الأرض والسموات، فأجاب النبي صلى الله عليه وسلم: "هم في الظلمة دون الجسر"، أي في ظلمة قبل الصراط.
ثم سأل عن أول الناس عبورًا للصراط، فأجاب: "فقراء المهاجرين"، وهم الذين هاجروا مع النبي صلى الله عليه وسلم وتركوا ديارهم في سبيل الله.
ثم سأل عن هديتهم عندما يدخلون الجنة، فأجاب: "زيادة كبد النون"، وهي قطعة من كبد الحوت الذي ابتلعه النبي يونس عليه السلام، وهو طعام من الجنة.
ثم سأل عن غذائهم بعد ذلك، فأجاب: "ينحر لهم ثور الجنة الذي كان يأكل من أطرافها"، وهو ثور عظيم في الجنة.
ثم سأل عن شرابهم، فأجاب: "من عين فيها تسمى سلسبيلا"، وهي عين في الجنة ماؤها لذيذ.
فصدق اليهودي بهذه الإجابات.
ثم سأل عن شيء لا يعلمه إلا نبي أو رجل أو رجلان، وهو عن كيفية خلق الولد وجنسه، فأجاب النبي صلى الله عليه وسلم: "ماء الرجل أبيض، وماء المرأة أصفر، فإذا اجتمعا فعلا مني الرجل مني المرأة أذكرا بإذن الله، وإذا علا مني المرأة مني الرجل آنثا بإذن الله". وهذا وصف دقيق لعملية التخصيب وتحديد الجنس، وهو ما أثبته العلم الحديث.
فصدق اليهودي مرة أخرى وقال: "لقد صدقت، وإنك لنبي"، ثم انصرف.
ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لقد سألني هذا عن الذي سألني عنه وما لي علم بشيء منه حتى أتاني الله به"، مؤكدًا أن هذه العلوم غيبية، وأنه لا يعلمها إلا بوحي من الله تعالى.


ثالثًا. الدروس المستفادة من الحديث:


1- وجوب احترام النبي صلى الله عليه وسلم وتوقيره: كما فعل ثوبان رضي الله عنه عندما دفع اليهودي لأنه لم يقل "يا رسول الله".
2- تواضع النبي صلى الله عليه وسلم: حيث قبل أن يُنادى باسمه المجرد، لكن الصحابة كانوا يحرصون على توقيره.
3- إثبات علم الغيب لله تعالى وأن النبي صلى الله عليه وسلم لا يعلم الغيب إلا بما أوحي إليه: كما في قوله: "وما لي علم بشيء منه حتى أتاني الله به".
4- الإعجاز العلمي في الحديث: حيث وصف النبي صلى الله عليه وسلم عملية تحديد جنس الجنين بدقة، وهو ما توصل إليه العلم الحديث بعد قرون.
5- فضل فقراء المهاجرين: وأنهم أول الناس عبورًا على الصراط.
6- أهمية الصدق في الحديث: حيث صدق النبي صلى الله عليه وسلم في كل ما أخبر به، حتى اعترف اليهودي بنبوته.
7- أن أسئلة اليهود وغيرهم يمكن أن تكون وسيلة لإظهار الحق: كما حصل في هذا الموقف.


رابعًا. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث من الأحاديث التي تُظهر إعجاز النبي صلى الله عليه وسلم العلمي، خاصة في وصفه لعملية تحديد جنس الجنين.
- الحديث يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان صادقًا في كل ما يخبر به، حتى في الأمور الغيبية.
- فيه بيان لبعض نعيم الجنة، مثل عين سلسبيل وثور الجنة وكبد النون.
- الحديث يدل على أن اليهود كانوا يعرفون صفات النبي صلى الله
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الحيض (٣١٥) عن الحسن بن علي الحلواني، حدثنا أبو توبة - وهو الربيع بن نافع -، حدثنا معاوية - يعني ابن سلام -، عن زيد - يعني أخاه -، أنه سمع أبا سلام، قال: حدثني أبو أسماء الرحبى، أن ثوبان مولى رسول الله ﷺ، حدَّثَه، قال: فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1780 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ينحر لهم ثور الجنة الذي كان يأكل من أطرافها

  • 📜 حديث: ينحر لهم ثور الجنة الذي كان يأكل من أطرافها

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ينحر لهم ثور الجنة الذي كان يأكل من أطرافها

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ينحر لهم ثور الجنة الذي كان يأكل من أطرافها

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ينحر لهم ثور الجنة الذي كان يأكل من أطرافها

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب