حديث: بين النفختين أربعون ثم ينزل الله من السماء ماء

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا (١٨)﴾

عن أبي هريرة عن النبي ﷺ قال: «بين النفختين أربعون» قالوا: يا أبا هريرة! أربعون يومًا؟ قال: أبيتُ، قالوا: أربعون شهرا؟ قال: أبيت. قالوا: أربعون سنة؟ قال: أبيت. «ثم ينزل الله من السماء ماء فينبتون كما ينبت البقل» قال: «وليس من الإنسان شيء إلا يبلى، إلا عظما واحدا، وهو عجْبُ الذَنَب، ومنه يُرَكَّبُ الخلق يوم القيامة».

متفق عليه: رواه البخاري في التفسير (٤٩٣٥)، ومسلم في الزهد والرقائق (٢٩٥٥) كلاهما من طريق أبي معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: فذكره، واللفظ لمسلم ولفظ البخاري نحوه.

عن أبي هريرة عن النبي ﷺ قال: «بين النفختين أربعون» قالوا: يا أبا هريرة! أربعون يومًا؟ قال: أبيتُ، قالوا: أربعون شهرا؟ قال: أبيت. قالوا: أربعون سنة؟ قال: أبيت. «ثم ينزل الله من السماء ماء فينبتون كما ينبت البقل» قال: «وليس من الإنسان شيء إلا يبلى، إلا عظما واحدا، وهو عجْبُ الذَنَب، ومنه يُرَكَّبُ الخلق يوم القيامة».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب. هذا الحديث العظيم الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه، والمتفق على صحته (رواه البخاري ومسلم)، يتناول جانبًا من أهوال يوم القيامة وعظيم قدرة الله تعالى في إحياء الخلق بعد الموت.

أولاً. شرح مفردات الحديث:


● بين النفختين: النفخة الأولى هي نفخة الصعق التي يموت بها كل من في السماوات والأرض إلا من شاء الله، والثانية هي نفخة البعث.
● أبيت: كلمة تعني "أمتنع عن الجزم والتصريح" أو "أتردد"، أي أن أبا هريرة رضي الله عنه توقف عن تحديد المدة بنوع معين (أيام أو شهور أو سنين) لأنه لم يرد عنه صلى الله عليه وسلم التحديد.
● ينبتون كما ينبت البقل: البقل هو النبات الرطب الذي ينبت سريعاً، كالخضروات والنجيل.
● يبلى: يتحلل ويتفتت.
● عجب الذنب: هو آخر عظم في أسفل العمود الفقري (عصعص).
● يُرَكَّب الخلق: أي يعاد خلق الإنسان وجسده منه يوم القيامة.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن المدة بين النفخة الأولى (نفخة الصعق والموت) والنفخة الثانية (نفخة البعث والنشور) هي أربعون. ولم يحدد صلى الله عليه وسلم هذه الأربعين، أهي أربعون يومًا؟ أم شهرًا؟ أم سنة؟ لذلك عندما سُئل أبو هريرة رضي الله عنه عن تفسيرها، امتنع (أبيت) عن التحديد؛ تأدباً مع الحديث وحرصاً على عدم القول على رسول الله صلى الله عليه وسلم بما لم يقل. وهذا من فقه الصحابة رضي الله عنهم ودقتهم في نقل العلم.
ثم يبين صلى الله عليه وسلم كيف يتم البعث، فيقول أن الله تعالى ينزل مطراً من السماء، فيبتل به تراب القبور، فينبت الأجساد من قبورها كما ينبت النبات الأخضر (البقل) بسرعةٍ وخضرةٍ ونضارة. وهذا بيان لعظمة قدرة الله الذي يحيي الموتى.
ثم يؤكد الحديث على حقيقة علمية عظيمة، وهي أن جسد الإنسان كله يبلى ويتحلل في القبر إلا عظمة واحدة صغيرة في أسفل الظهر تسمى "عجب الذنب". هذه العظمة لا تأكلها الأرض ولا تتحلل، وهي بمثابة البذرة التي منها يعاد خلق الإنسان وتركيب جسده كاملاً يوم القيامة، بقدرة الله وعلمه.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- الإيمان بالبعث والنشور: الحديث دليل قاطع على حقيقة البعث بعد الموت، وأن الله قادر على إعادة الخلق كما بدأهم.
2- عظمة قدرة الله تعالى: إحياء الموتى بعد صيرورتهم تراباً هو من أدلة كمال قدرة الله التي لا يعجزها شيء.
3- الحكمة من خلق "عجب الذنب": هذه العظمة هي شاهد على علم الله المحيط وقدرته التي لا تتعاظمها إعادة الخلق، وهي آية للعبرة.
4- أدب الصحابة في تلقي العلم: امتناع أبي هريرة عن التفسير بغير علم يعلمنا ضرورة التوقف عند النص وعدم القول في الدين بالرأي أو الظن.
5- الإيمان باليوم الآخر: الحديث يذكر بيوم القيامة وأهواله ليكون باعثاً للاستعداد بالعمل الصالح.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث من أحاديث الإيمانيات التي تزيد المؤمن يقيناً.
- ذكر العلماء أن "الأربعين" محمولة على أربعون سنة كما رجحه بعضهم، ولكن الأصل التوقف كما فعل أبو هريرة.
- الحديث من معجزات النبي صلى الله عليه وسلم العلمية، حيث أخبر عن حقيقة "عجب الذنب" التي أثبت العلم الحديث اليوم أنها آخر ما يتحلل من الجسد وأنها تحتوي على الخلايا الجذعية الأولية التي يمكن أن يتخلق منها الجنين.
نسأل الله تعالى أن يثبتنا على الإيمان، ويجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في التفسير (٤٩٣٥)، ومسلم في الزهد والرقائق (٢٩٥٥) كلاهما من طريق أبي معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: فذكره، واللفظ لمسلم ولفظ البخاري نحوه.
تنبيه: رواه البخاري عن شيخه محمد، ولم ينسبه، وهو محمد بن سلام بن الفرج السلمي مولاهم البيكندي، وأما مسلم فرواه عن أبي كريب محمد بن العلاء بن كريب.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1790 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: بين النفختين أربعون ثم ينزل الله من السماء ماء

  • 📜 حديث: بين النفختين أربعون ثم ينزل الله من السماء ماء

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: بين النفختين أربعون ثم ينزل الله من السماء ماء

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: بين النفختين أربعون ثم ينزل الله من السماء ماء

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: بين النفختين أربعون ثم ينزل الله من السماء ماء

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب