حديث: لكم كل عظم ذكر اسم الله عليه يقع في أيديكم أوفر ما يكون لحما

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب لا يُستنجى بِرَوْثٍ ولا عظمٍ

عن علقمة قال: سألت ابن مسعود فقلت: هل شهد أحدٌ منكم مع رسول الله ﷺ ليلة الجنِّ؟ قال: لا. ولكنّا كُنَّا مع رسول الله ﷺ ذات ليلةٍ، ففقدناه، فالتمسناه في الأودية والشعاب، فقلنا: استطير، أو اغتيل! قال: فبتنا بِشر ليلة بات بها قومٌ. فلما أصبحنا إذا هو جاءٍ من قِبَل حراء. قال: فقلنا: يا رسول الله! فقدناك فطلبناك فلم نجدك فبتنا بِشر ليلة بات بها قومٌ. فقال: «أتاني داعي الجنِّ، فذهبت معه،
فقرأت عليهم القرآن». قال: فانطلَقَ بنا فأرانا آثارهم وآثار نيرانهم. وسألوه الزاد. فقال: «لَكم كلُّ عظمٍ ذُكر اسم الله عليه يقع في أيديكم أوفر ما يكون لحمًا. وكلُّ بعرة علفٌ لدوابكم». فقال رسول الله ﷺ: «فلا تستنجوا بهما؛ فإنَّهما طعام إخوانكم».

صحيح: رواه مسلم في الصلاة (٤٥٠)، عن محمد بن المثنى، حدَّثنا عبد الأعلى، عن داود، عن عامر، قال: سألت علقمة: هل كان ابن مسعود شهد مع رسول الله ﷺ ليلة الجنِّ؟ قال: فقال علقمة .

عن علقمة قال: سألت ابن مسعود فقلت: هل شهد أحدٌ منكم مع رسول الله ﷺ ليلة الجنِّ؟ قال: لا. ولكنّا كُنَّا مع رسول الله ﷺ ذات ليلةٍ، ففقدناه، فالتمسناه في الأودية والشعاب، فقلنا: استطير، أو اغتيل! قال: فبتنا بِشر ليلة بات بها قومٌ. فلما أصبحنا إذا هو جاءٍ من قِبَل حراء. قال: فقلنا: يا رسول الله! فقدناك فطلبناك فلم نجدك فبتنا بِشر ليلة بات بها قومٌ. فقال: «أتاني داعي الجنِّ، فذهبت معه،
فقرأت عليهم القرآن». قال: فانطلَقَ بنا فأرانا آثارهم وآثار نيرانهم. وسألوه الزاد. فقال: «لَكم كلُّ عظمٍ ذُكر اسم الله عليه يقع في أيديكم أوفر ما يكون لحمًا. وكلُّ بعرة علفٌ لدوابكم». فقال رسول الله ﷺ: «فلا تستنجوا بهما؛ فإنَّهما طعام إخوانكم».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح الحديث الشريف شرحًا وافيًا مستندًا إلى كلام أهل العلم المعتمدين لدى أهل السنة والجماعة:

نص الحديث:


عن علقمة قال: سألت ابن مسعود فقلت: هل شهد أحدٌ منكم مع رسول الله ﷺ ليلة الجنِّ؟ قال: لا. ولكنّا كُنَّا مع رسول الله ﷺ ذات ليلةٍ، ففقدناه، فالتمسناه في الأودية والشعاب، فقلنا: استطير، أو اغتيل! قال: فبتنا بِشر ليلة بات بها قومٌ. فلما أصبحنا إذا هو جاءٍ من قِبَل حراء. قال: فقلنا: يا رسول الله! فقدناك فطلبناك فلم نجدك فبتنا بِشر ليلة بات بها قومٌ. فقال: «أتاني داعي الجنِّ، فذهبت معه، فقرأت عليهم القرآن». قال: فانطلَقَ بنا فأرانا آثارهم وآثار نيرانهم. وسألوه الزاد. فقال: «لَكم كلُّ عظمٍ ذُكر اسم الله عليه يقع في أيديكم أوفر ما يكون لحمًا. وكلُّ بعرة علفٌ لدوابكم». فقال رسول الله ﷺ: «فلا تستنجوا بهما؛ فإنَّهما طعام إخوانكم».


1. شرح المفردات:


● فقدناه: لم نجد رسول الله ﷺ بعد أن كنا معه.
● الأودية والشعاب: الأماكن المنخفضة بين الجبال، والطرق في الجبال.
● استطير: اختُطف وطير به، أي أُخذ بطريقة خارقة.
● اغتيل: قُتل غدرًا.
● بتنا بِشر ليلة: قضينا ليلة شديدة القلق والخوف.
● حراء: الجبل المعروف الذي كان النبي ﷺ يتعبد فيه قبل البعثة.
● داعي الجن: مبعوث من الجنّ يدعو النبي للقائهم.
● آثار نيرانهم: علامات نيرانهم التي أوقدوها.
● الزاد: الطعام.
● عظم ذكر اسم الله عليه: العظم الذي ذُكر اسم الله عند ذبح الحيوان.
● أوفر ما يكون لحمًا: يصبح مليئًا باللحم، مع أن العظم لا لحم فيه في العادة، لكن الله تعالى يخلق فيه اللحم للجن.
● بعرة: روث الحيوانات.
● علف لدوابكم: طعام لحيواناتهم.
● فلا تستنجوا بهما: لا تستعملوا العظم أو الروث في الاستنجاء (التنظيف بعد قضاء الحاجة).


2. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبر الصحابي الجليل عبدالله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي ﷺ فُقد ذات ليلة، فبحث عنه أصحابه وخافوا عليه، وقضوا ليلة مليئة بالهم والقلق. فلما أصبحوا، وجدوه قادمًا من جهة جبل حراء، فأخبرهم أنه ذهب إلى الجنّ بعد أن دعاه مبعوث منهم، فقرأ عليهم القرآن. ثم أراهم النبي ﷺ آثار الجنّ ونيرانهم. وسأل الجنُّ النبيَّ عن الزاد (الطعام)، فأخبرهم أن كل عظم ذُكر اسم الله عليه يصبح طعامًا لهم مليئًا باللحم، وكل روث حيوان يصبح علفًا لدوابهم. ثم نهى النبي ﷺ عن استخدام العظم والروث في الاستنجاء؛ لأنهما طعام لإخوانهم من الجن.


3. الدروس المستفادة من الحديث:


1- مكانة النبي ﷺ واهتمام الصحابة به: حرص الصحابة على النبي ﷺ وخوفهم عليه يدل على محبتهم له وتقديرهم لشخصه.
2- إثبات وجود الجنّ وحقيقتهم: الجنّ مخلوقات حقيقية، لهم طعام وشراب وحياة، ويمكن أن يلتقوا بالإنسان.
3- دعوة الجن إلى الإسلام: النبي ﷺ بلغ الرسالة إلى الجنّ كما بلغها إلى الإنس، مما يدل على عالمية الدعوة الإسلامية.
4- بركة ذكر الله تعالى: العظم الذي ذُكر اسم الله عليه يصبح طعامًا مباركًا للجنّ، مما يدل على أهمية التسمية عند الذبح.
5- النهي عن الاستنجاء بالعظم والروث: النهي هنا تحريمي؛ لأنهما طعام للجنّ، فلا يجوز إهانتهما باستعمالهما في قضاء الحاجة.
6- رحمة الإسلام بالجنّ: الشرع الإسلامي راعى حتى مشاعر الجنّ، فحرّم استخدام طعامهم في الاستنجاء.
7- قدرة الله تعالى على خرق العادات: إيجاد اللحم في العظم الذي لا لحم فيه دليل على قدرة الله المطلقة.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث رواه الإمام مسلم في صحيحه، وهو من الأحاديث الصحيحة المتعلقة بقصة إسلام الجنّ.
- الجنّ صنف من المخلوقات، خلقهم الله من نار، وهم مكلفون مثل البشر، منهم المسلم والكافر.
- النهي عن الاستنجاء بالعظم والروث يدخل تحت تحريم إهانة ما فيه منفعة للمخلوقات، وفيه أدب مع خلق الله.
- يستفاد من الحديث أهمية التسمية على الذبيحة، وأنها شرط لحلّها، وفيه بركة.

أسأل الله تعالى أن ينفعنا بما علمنا، وأن يرزقنا الفهم في الدين، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الصلاة (٤٥٠)، عن محمد بن المثنى، حدَّثنا عبد الأعلى، عن داود، عن عامر، قال: سألت علقمة: هل كان ابن مسعود شهد مع رسول الله ﷺ ليلة الجنِّ؟ قال: فقال علقمة .. فذكر مثله.
ورواه من رواية إسماعيل بن إبراهيم ابن علية عن داود بن أبي هند بهذا الإسناد إلى قوله: «وآثار نيرانهم».
قال الشعبي: «وسألوه الزاد، وكانوا من جن الجزيرة، إلى آخر الحديث، من قول الشعبي مفصلًا من حديث عبد الله».
وساقه من وجه آخر (١٥١) عن داود بن أبي هند، عن الشعبي، عن علقمة، عن عبد الله، عن النبي ﷺ إلى قوله: «وآثار نيرانهم» ولم يذكر ما بعده.
قال الدارقطني: «يرويه داود بن أبي هند، عن الشعبي، عن علقمة، عن عبد الله، رواه عنه جماعة من الكوفيين والبصريين، فأما البصريون: فجعلوا قوله: «وسألوه الزاد«إلى آخر الحديث من قول الشعبي مرسلًا، وأما يحيى بن أبي زائدة وغيره من الكوفيين فأدرجوه في حديث ابن مسعود عن النبي ﷺ، والصحيح: قول من فصله، فإنه من كلام الشعبي مرسلًا».
والحديث رواه الترمذي (١٨) عن هناد، حدثنا حفص بن غياث، عن داود بن أبي هند، عن الشعبي، عن علقمة، عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله ﷺ: «لا تستنجوا بالروث ولا بالعظام، فإنه زاد إخوانكم من الجن».
قال: «وقد روي هذا الحديث إسماعيل بن إبراهيم وغيره، عن داود بن أبي هند، عن الشعبي، عن علقمة، عن عبد الله أنه كان مع النبي ﷺ ليلة الجن»، الحديث بطوله، فقال الشعبي: إن النبي ﷺ قال: «لا تستنجوا بالروث ولا بالعظام، فإنه زاد إخوانكم من الجن».
وقال: «وكأن رواية إسماعيل أصح من رواية حفص بن غياث».
قال الأعظمي: وقد رجح مسلم رواية عبد الأعلى، عن داود، على رواية إسماعيل ابن علية وغيره لأنه صدر الحديث برواية عبد الأعلى، ثم قول الدارقطني، والصحيح من قول الشعبي، فإن الشعبي لا يقول مثل هذا من عند نفسه، فإنه لا بد قد وقف على المرفوع إلا أنه اختصر المسند، فيكون قوله في حكم المرفوع، فرجع الأمر إلى ترجيح ما رواه مسلم مرفوعًا.
ولحديث ابن مسعود طرق أخرى مرفوعة تقوي ما ذهب إليه مسلم، وسيأتي ذكر بعضها في
كتاب بدء الخلق.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 72 من أصل 119 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لكم كل عظم ذكر اسم الله عليه يقع في أيديكم أوفر ما يكون لحما

  • 📜 حديث: لكم كل عظم ذكر اسم الله عليه يقع في أيديكم أوفر ما يكون لحما

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لكم كل عظم ذكر اسم الله عليه يقع في أيديكم أوفر ما يكون لحما

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لكم كل عظم ذكر اسم الله عليه يقع في أيديكم أوفر ما يكون لحما

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لكم كل عظم ذكر اسم الله عليه يقع في أيديكم أوفر ما يكون لحما

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب