حديث: لا تأتني بعظم ولا روث
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب لا يُستنجى بِرَوْثٍ ولا عظمٍ
صحيح: رواه البخاري في كتاب الطهارة مختصرًا (١٥٥)، ورواه في كتاب المناقب، باب ذكر الجن (٣٨٦٠)، من طريق عمرو بن يحيى بن سعيد، قال: أخبرني جدِّي، (أي سعيد بن عمرو بن سعيد بن أبي العاص) عن أبي هريرة.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المتقين.أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النافع الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه عن الصحابي الجليل أبي هريرة رضي الله عنه:
نص الحديث:
عن أبي هريرة قال: اتبعتُ النبي ﷺ وخرج لحاجته، فكان لا يلتفتُ، فدنوتُ منه، فقال: «ابغني أحجارا أستنفضُ بها - أو نحوه - ولا تأْتِني بعظم ولا روث». فأتيته بأحجار بطرف ثيابي فوضعتُها إلى جنْبه وأعرضتُ عنه، فلما قضى أتْبعَه بهِنَّ.
1. شرح المفردات:
● اتبعتُ النبي ﷺ: أي سِرْتُ خلفه متبعًا إياه.
● لحاجته: أي لقضاء حاجته من البول أو الغائط.
● لا يلتفتُ: لا ينظر خلفه أو يلتفت إلى من خلفه؛ حفظًا للحياء وسترًا للنفس.
● ابغني: اطلب لي أو ائتني.
● أستنفضُ بها: أستنجي بها، أي أتطهر بها من النجاسة بعد قضاء الحاجة.
● عظم: ما بقي من الحيوان بعد ذبحه أو موته.
● روث: فضلات الحيوانات التي تأكل الأعشاب.
● بطرف ثيابي: أي جمعت الأحجار بطرف ثوبي أو ردائي لحملها.
● أعرضتُ عنه: التفتُ عنه وصرفت وجهي؛ تأدبًا معه ﷺ وسترًا له.
● قضى: فرغ من حاجته.
● أتْبعَه بهِنَّ: سار خلفه وأعطاه الأحجار التي استعملها؛ ليتخلص منها أو يدفنها.
2. المعنى الإجمالي للحديث:
يخبر أبو هريرة رضي الله عنه أنه تبع النبي ﷺ عندما خرج لقضاء حاجته، وكان النبي ﷺ لا يلتفت خلفه حفظًا للحياء وسترًا لعورته. فلما اقترب منه أبو هريرة، طلب منه النبي ﷺ أن يجلب له أحجارًا يستنجي بها (أي يتطهر بها من النجاسة)، ونهاه أن يأتيه بعظم أو روث. فجمع أبو هريرة الأحجار بطرف ثوبه ووضعها بجانب النبي ﷺ ثم أعرض عنه تأدبًا. وبعد أن فرغ النبي ﷺ من قضاء حاجته، سار أبو هريرة خلفه وأعطاه الأحجار التي استعملها؛ ليتصرف فيها.
3. الدروس المستفادة والفَوائد:
1- الاستنجاء بالأحجار مشروع: وهو من سنن الفطرة، ويجوز الاستنجاء بالأحجار الطاهرة التي تنقي المحل، بشرط أن تكون ثلاث حجارة فأكثر، أو ما يقوم مقامها كالمناديل الورقية الطاهرة.
2- تحريم الاستنجاء بالعظم والروث: وذلك لنهي النبي ﷺ عن ذلك، والعظم محرم لأنه طعام الجن، كما ورد في حديث آخر: "كل عظم ذكر اسم الله عليه فهو طعام إخوانكم من الجن". والروث نجس ولا يطهر المحل بل يلوثه.
3- الحياء خلق إسلامي رفيع: ظهر في فعل النبي ﷺ بعدم الالتفات أثناء قضاء الحاجة؛ سترًا لنفسه وحفظًا لعورته.
4- الأدب مع النبي ﷺ: تجلى في فعل أبي هريرة عندما أعرض عنه أثناء قضاء الحاجته، وكذلك في حمله الأحجار بطرف ثوبه تأدبًا واحترامًا.
5- التنظف بعد قضاء الحاجة: من هدي النبي ﷺ التطهر الكامل بعد الخلاء، سواء بالاستنجاء بالماء أو بالأحجار وما في حكمها.
6- التخلص من آثار القاذورات: بإبعادها ودفنها أو التخلص منها بطريقة لا تؤذي الآخرين ولا تسبب الرائحة الكريهة.
4. معلومات إضافية:
- الحديث أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما، مما يدل على صحته وقوته.
- الاستنجاء يكون إما بالماء (وهو الأفضل) أو بالأحجار والمناديل الطاهرة، ويجب أن يكون بثلاث مسحات على الأقل حتى يتحقق التنظيف.
- نهي النبي ﷺ عن الاستنجاء بالعظم والروث يدل على تحريمه، لأنه إما أن يكون لحرمة العظم (كونه طعامًا للجن) أو لنجاسة الروث وعدم طهارته.
- هذا الحديث من أدلة حرص الصحابة على ملازمة النبي ﷺ وتعلم أدق تفاصيل سنته حتى في أمور الخلاء.
أسأل الله تعالى أن ينفعنا بهذا الحديث وأن يجعلنا ممن يتبعون سنة النبي ﷺ في كل صغيرة وكبيرة. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
وزاد الدارقطني (١/ ٥٦) بإسناد آخر عن أبي حازم، عن أبي هريرة: أنَّ النبيَّ ﷺ نهى أن يستنجى بعظم أو روثٍ، وقال: «إنَّهما لا يُطهِّران». وقال عقبه الدارقطني: «إسناده صحيح».
لكن تكلّم ابن عدي في أحد رواته، وهو سلمة بن رجاء الذي يروي عن الحسن بن فرات، عن أبيه، عن أبي حازم به. قال ابن عدي: «لا أعلم رواه عن فرات غير ابنه الحسن، وعن الحسن سلمة بن رجاء، ولسلمة بن رجاء غير ما ذكرت من الحديث، وأحاديثه أفراد وغرائب، ويحدِّث عن قومٍ بأحاديث لا يُتابع عليها». انتهى
وقوله «أستنفض بها» من الاستنفاض، وهو إزالة الأذى والاستنجاء، وأصل النفض: الحركة والإزالة، (نفضتُ الثوب) إذا أزَلتَ غباره عنه.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 73 من أصل 119 حديثاً له شرح
- 48 كان إذا دخل بيته بدأ بالسواك
- 49 السواك في فيه كأنه يتهوع
- 50 أكثرت عليكم في السواك
- 51 أتسوك بسواك فجاءني رجلان فناولت الأصغر فقيل لي كبر
- 52 أعط السواك أكبرهما
- 53 النبي ﷺ ينظر إلى السماء ويتلو آيات آل عمران
- 54 كان يوضع له وضوءه وسواكه فإذا قام من الليل تخلّى...
- 55 السواك عند كل صلاة
- 56 السواك مطهرة للفم مرضاة للرب
- 57 السواك مع كل صلاة
- 58 السواك مع كل وضوء
- 59 أمر بالوضوء لكل صلاة طاهرًا وغير طاهر
- 60 والذي نفسي بيده لهما أثقل في الميزان من أحد
- 61 عبد الله بن مسعود رقي في شجرة يجتني منها سواكًا
- 62 أمر النبي ابن مسعود فصعد على شجرة
- 63 عائشة تمضغ السواك لرسول الله ﷺ
- 64 من استجمر فليوتر
- 65 إذا استجمر أحدكم فليوتر
- 66 إذا استجمر أحدكم فليستجمر بتو
- 67 إذا توضأت فانثر، وإذا استجمرت فأوتر.
- 68 نهى عن استقبال القبلة بغائط أو بول
- 69 إذا شرب أحدكم فلا يتنفس في الإناء
- 70 يجعل يمينه لطعامه وشرابه وثيابه
- 71 أتى النبي الغائط فأمرني أن آتيه بثلاثة أحجار
- 72 لكم كل عظم ذكر اسم الله عليه يقع في أيديكم...
- 73 لا تأتني بعظم ولا روث
- 74 نهى رسول الله ﷺ أن يتمسح بعظم أو ببعر
- 75 من عقد لحيته أو تقلد وترًا أو استنجي برجيع دابة
- 76 إذا خرج لحاجته أجيء أنا وغلام معنا إداوة من ماء
- 77 استحباب الاستطابة بالماء من السنة النبوية
- 78 احجُبْ نساءَك
- 79 أذن النبي ﷺ للنساء بالخروج لقضاء الحاجة
- 80 إذا ذهب المذهب أبعد
- 81 إذا أراد الحاجة أبعد
- 82 كان النبي يذهب لحاجته إلى المغمس
- 83 إذا أراد البراز انطلق حتى لا يراه أحد
- 84 مسح النبي ﷺ على الخفين بعد الوضوء.
- 85 لا تستقبل القبلة ولا تولها ظهرك في قضاء الحاجة
- 86 لا تستقبل القبلة ولا تستدبرها عند قضاء الحاجة
- 87 لا يبولن أحدكم مستقبل القبلة
- 88 رسول الله ﷺ مستقبلا بيت المقدس لحاجته
- 89 نهى رسول الله عن استقبال القبلة ببول.
- 90 لا بأس بالبول إلى القبلة إذا كان بينك وبينها ساتر
- 91 من لم يستقبل القبلة ولم يستدبرها في الغائط كتب له...
- 92 إذا أراد الحاجة تنحى ولا يرفع ثيابه حتى يدنو من...
- 93 دعا النبي بالطست ليبول فيها فانخنثت نفسه
- 94 لا تبل في الجحر فإنها مساكن الجن
- 95 لا تَبُولَنَّ في الماء الدائم ثم تغتسل منه
- 96 لا يغتسل أحدكم في الماء الدائم وهو جنب
- 97 اتقوا اللَّعّانين: الذي يتخلى في طريق الناس أو في ظلهم
معلومات عن حديث: لا تأتني بعظم ولا روث
📜 حديث: لا تأتني بعظم ولا روث
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: لا تأتني بعظم ولا روث
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: لا تأتني بعظم ولا روث
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: لا تأتني بعظم ولا روث
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








