كان النبي يذهب لحاجته إلى المغمس

حديث: كان النبي يذهب لحاجته إلى المغمس

عن ابن عمر، قال: كان النبيُّ ﷺ يذهب لحاجته إلى المُغَمِّس. قال نافعٌ:
نحوًا من ميلين من مكَّةَ.

صحيح: رواه أبو يعلى (٥٦٠٠)، والطبراني في «المعجم الكبير» (١٢/ ٤٥١).

عن ابن عمر، قال: كان النبيُّ ﷺ يذهب لحاجته إلى المُغَمِّس. قال نافعٌ:
نحوًا من ميلين من مكَّةَ.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث الشريف:

الحديث:

عن ابن عمر، قال: كان النبيُّ ﷺ يذهب لحاجته إلى المُغَمِّس. قال نافعٌ: نحوًا من ميلين من مكَّةَ.

1. شرح المفردات:

* يذهب لحاجته: يقصد به قضاء الحاجة، أي التبرز أو التبول.
* المُغَمِّس: اسم مكان، وهو موضع قريب من مكة المكرمة، وكان أرضًا خالية بعيدة عن العمران.
* نحوًا من ميلين: مسافة تقدر بحوالي ميلين. والميل يساوي حوالي 1848 مترًا تقريبًا، فالمسافة كانت حوالي 3.7 كيلومترات.

2. المعنى الإجمالي للحديث:

يخبرنا الصحابي الجليل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد قضاء حاجته (التغوط أو التبول)، يبتعد عن مساكن الناس ومجتمعهم، ويذهب إلى مكان بعيد خالٍ يسمى "المغمس"، والذي يبعد عن مكة مسافة ميلين تقريبًا.

3. الدروس المستفادة منه:

1- الاستتار عند قضاء الحاجة: الحديث أصل عظيم في وجوب الاستتار واجتناب أعين الناس عند قضاء الحاجة، وهو من كمال الحياء الذي هو من الإيمان.
2- البعد عن أعين الناس: يستحب للإنسان أن يبتعد عن الأماكن المأهولة والطرق العامة وأماكن الظل التي يجلس فيها الناس عند إرادة قضاء الحاجة، حتى لا يؤذيهم برائحته أو منظره.
3- النظافة والطهارة: في هذا الفعل النبوي تأكيد على أهمية النظافة الشخصية والمحافظة على نظافة البيئة المحيطة وعدم تلويثها، مما يحفظ الصحة العامة.
4- التواضع النبوي: النبي صلى الله عليه وسلم وهو سيد الخلق، لم يستخدم مكانًا خاصًا أو مميزًا، بل كان يذهب إلى الصحراء كأي إنسان عادي، مما يعلمنا التواضع وعدم التكلف.
5- اتباع السنة: في هذا الفعل سنة نبوية في آداب قضاء الحاجة، وهي من السنن التي ينبغي للمسلم أن يحرص عليها ويتأسى فيها بنبيه صلى الله عليه وسلم.

4. معلومات إضافية مفيدة:

* المغمس: هو موضع معروف قرب مكة، وكان في ذلك الوقت أرضًا فضاء بعيدة. وقد ورد ذكر المغمس في بعض كتب السيرة.
* هذا الفعل كان قبل الهجرة: حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم في مكة، ولم تكن هناك مراحيض أو دورات مياه كما هو الحال اليوم، فكان الذهاب إلى البادية هو الحل الأمثل.
* الفرق بين الواجب والمستحب: الوجوب هو في ستر العورة وعدم إيذاء الناس. أما البعد إلى هذا الحد (ميلين) فهو من كمال الأدب والاستحباب وليس فرضًا، فالمقصود هو تحقيق الغاية من الستر وعدم الرؤية.
* التيسير على الأمة: الشريعة الإسلامية سمحة، فإذا وجد الإنسان مكانًا منيعًا (كالحمامات في البيوت اليوم) يحقق فيه الستر الكامل ويأمن فيه من نظر الآخرين، فإن ذلك يغني عن البعد إلى مثل هذه المسافات.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو يعلى (٥٦٠٠)، والطبراني في «المعجم الكبير» (١٢/ ٤٥١). و«الأوسط» (٥/ ٤٦٩) من طرق، عن سعيد بن أبي مريم، قال أخبرنا نافع بن عمر الجمحي، عن عمرو بن دينار، عن ابن عمر، فذكر مثله. ومن هذا الوجه أخرجه السراج في مسنده (١٧) وإسناده صحيح.
قال الطبراني في «الأوسط»: «لم يرو هذا الحديث عن عمرو بن دينار إلَّا نافع بن عمر، تفرَّد به ابن أبي مريم».
قال الأعظمي: نافع بن عمر هو: الجمحي المكي ثقة ثبت.
وابن أبي مريم هو: سعيد بن الحكم بن محمد بن سالم بن أبي مريم الجُمحي بالولاء أبو محمد المصري، ثقة ثبت أيضًا. وكلاهما من رجال الجماعة.
قال الهيثمي في «المجمع» (١/ ٢٠٣): «رواه أبو يعلى والطبراني في الكبير والأوسط، ورجاله ثقات من أهل الصحيح».

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 82 من أصل 119 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: كان النبي يذهب لحاجته إلى المغمس

📜 حديث: كان النبي يذهب لحاجته إلى المغمس

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: كان النبي يذهب لحاجته إلى المغمس

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: كان النبي يذهب لحاجته إلى المغمس

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: كان النبي يذهب لحاجته إلى المغمس

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية