حديث: إذا خرج لحاجته أجيء أنا وغلام معنا إداوة من ماء

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الاستنجاء بالماء

عن أنس بن مالك يقول: كان النبي ﷺ إذا خرج لحاجته أجيء أنا وغلام معنا
إداوة من ماء. يعني يستنجي به.

متفق عليه: رواه البخاري في الوضوء (١٥٠) واللفظ له، ومسلم في الطهارة (٢٧١) كلاهما من طريق شعبة عن أبي معاذ - وهو عطاء بن أبي ميمونة - أنه سمع أنس بن مالك يقول، فذكر الحديث.

عن أنس بن مالك يقول: كان النبي ﷺ إذا خرج لحاجته أجيء أنا وغلام معنا
إداوة من ماء. يعني يستنجي به.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم أيها السائل الكريم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث رواه الإمام البخاري في صحيحه، وهو حديث صحيح ثابت عن أنس بن مالك رضي الله عنه، خدم رسول الله ﷺ. وإليك الشرح المفصل له:

1. شرح المفردات:


● خَرَجَ لِحاجَتِهِ: أي ذهب إلى مكان قضاء الحاجة (الخلاء) للتبول أو التغوط.
● أَجِيءَ: يُؤْتَى بنا أو نُحضَر، أي كان يُطلب منا الحضور.
● غُلام: فتى صغير، وهو هنا يشير إلى فتى آخر كان مع أنس.
● إدَاوَة: إناء صغير يُحفظ فيه الماء، عادة ما يكون من جلد.
● يَسْتَنْجِي بِهِ: أي يتطهر بالماء بعد قضاء الحاجة، وهي عملية الطهارة وإزالة النجاسة.

2. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبرنا أنس بن مالك رضي الله عنه، الذي كان يخدم النبي ﷺ، عن هديه في أمور الطهارة. فكان كلما أراد النبي ﷺ أن يذهب إلى مكان قضاء الحاجة، يُطلب من أنس وصبي آخر أن يأتيا ويحضرا معهما إناءً (إداوة) صغيراً مملوءاً بالماء. والغرض من هذا الماء هو أن يتطهر به النبي ﷺ بعد فراغه من حاجته، وذلك باستعمال الماء للاستنجاء، أي غسل وتنظيف مكان خروج النجاسة.

3. الدروس المستفادة والعبر:


● استحباب الاستنجاء بالماء: يوضح الحديث سنة الاستنجاء بالماء (الاستجمار) الذي هو أكمل أنواع الطهارة وأفضلها، حيث يجمع بين إزالة النجاسة وتطهير المحل. وقد مدح الله تعالى المتطهرين في قوله: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} [البقرة: 222].
● التواضع النبوي العظيم: النبي ﷺ هو سيد الخلق، ومع ذلك لم يستنكف أن يخبر أصحابه بحاجته أو يطلب منهم إحضار الماء له، مما يدل على تواضعه الجم وعدم تكبره.
● التيسير وعدم التعسير: إعداد الأدوات البسيطة (كالإداوة) للطهارة يدل على يسر الإسلام وسماحته، وأن الطهارة لا تحتاج إلى تكلف أو مشقة.
● العناية بالطهارة والنظافة: حرص النبي ﷺ على إحضار الماء معه حتى في خروجه لقضاء الحاجة يدل على أهمية الطهارة في الإسلام، وهي شرط لصحة الصلاة وغيرها من العبادات.
● تكريم الصحابة وخدمتهم للنبي ﷺ: أنس رضي الله عنه كان يفتخر بخدمة النبي ﷺ وينقل أدق تفاصيل حياته، مما يدل على محبة الصحابة له وحرصهم على تقفي آثاره.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- الاستنجاء يكون إما بالماء فقط (وهو الأفضل)، أو بالأحجار والمناديل (الاستجمار)، أو بهما معاً (الجمع بين الماء والأحجار) وهو أكمل الصور.
- كان ﷺ يستتر عن أعين الناس لقضاء حاجته، ويختار الأماكن البعيدة المناسبة، ويقول الدعاء عند الدخول والخروج.
- هذا الحديث أصل من أصول الفقه في باب الطهارة، ويستدل به العلماء على مشروعية الاستنجاء بالماء.
أسأل الله تعالى أن يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح، وأن نقتدي برسول الله ﷺ في كل صغيرة وكبيرة.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الوضوء (١٥٠) واللفظ له، ومسلم في الطهارة (٢٧١) كلاهما من طريق شعبة عن أبي معاذ - وهو عطاء بن أبي ميمونة - أنه سمع أنس بن مالك يقول، فذكر الحديث. ولفظ مسلم: كان رسول الله ﷺ يدخل الخلاءَ، فأحمل أنا وغلام نحوي إداوةً من ماءٍ وعَنَزةً، فيستنجي بالماء.
وفي حديث غير شعبة عند مسلم: أن رسول الله ﷺ دخل حائطا، وتبعه غلام معه ميضأةً، هو أصغرنا، فوضعها عند سِدْرةٍ، فقضى رسول الله ﷺ حاجته، فخرج علينا وقد استنجى بالماء. وفي رواية عنده: كان رسول الله ﷺ يتبرز لحاجته، فآتيه بالماء فيتغسَّلُ به.
شرح المفردات:
«عنَزة» يعني عصا طويلة في أسفلها زجّ، ويقال رمح صغير.
«ميضأة» هو الإناء الذي يتوضأ به كالركوة والإبريق وشبههما.
«سِدرة» شجرة النبق.
«يتبرز» معناه يأتي البراز، وهو المكان الواسع الطاهر من الأرض؛ ليخلو لحاجته ويبعد عن أعين الناظرين.
«فيتغسَّلُ به» معناه يستنجي به، ويغسل محل الاستنجاء.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 76 من أصل 119 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إذا خرج لحاجته أجيء أنا وغلام معنا إداوة من ماء

  • 📜 حديث: إذا خرج لحاجته أجيء أنا وغلام معنا إداوة من ماء

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إذا خرج لحاجته أجيء أنا وغلام معنا إداوة من ماء

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إذا خرج لحاجته أجيء أنا وغلام معنا إداوة من ماء

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إذا خرج لحاجته أجيء أنا وغلام معنا إداوة من ماء

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب