حديث: ارجعوا إلى أهليكم فأقيموا فيهم وعلموهم ومروهم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في الرحمة

عن مالك بن الحويرث، قال: أتينا رسول الله ﷺ ونحن شببة متقاربون، فأقمنا عنده عشرين ليلة، وكان رسول الله ﷺ رحيما رقيقا، فظن أنا قد اشتقنا أهلنا، فسألنا عن من تركنا من أهلنا، فأخبرناه، فقال: «ارجعوا إلى أهليكم، فأقيموا فيهم وعلموهم، ومروهم فإذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم أحدكم، ثم ليؤمكم أكبركم».

متفق عليه: رواه البخاري في الأدب (٦٠٠٨)، ومسلم في المساجد (٦٧٤) كلاهما من طريق إسماعيل بن إبراهيم، حدثنا أيوب، عن أبي قلابة، عن مالك بن الحويرث، قال: فذكره.

عن مالك بن الحويرث، قال: أتينا رسول الله ﷺ ونحن شببة متقاربون، فأقمنا عنده عشرين ليلة، وكان رسول الله ﷺ رحيما رقيقا، فظن أنا قد اشتقنا أهلنا، فسألنا عن من تركنا من أهلنا، فأخبرناه، فقال: «ارجعوا إلى أهليكم، فأقيموا فيهم وعلموهم، ومروهم فإذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم أحدكم، ثم ليؤمكم أكبركم».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لحديث مالك بن الحويرث رضي الله عنه، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.

نص الحديث:


عن مالك بن الحويرث رضي الله عنه قال: أتينا رسول الله ﷺ ونحن شببة متقاربون، فأقمنا عنده عشرين ليلة، وكان رسول الله ﷺ رحيماً رقيقاً، فظن أنا قد اشتقنا أهلنا، فسألنا عمن تركنا من أهلنا، فأخبرناه، فقال: «ارْجِعُوا إِلَى أَهْلِيكُمْ، فَأَقِيمُوا فِيهِمْ وَعَلِّمُوهُمْ، وَمُرُوهُمْ، فَإِذَا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ فَلْيُؤَذِّنْ لَكُمْ أَحَدُكُمْ، ثُمَّ لِيَؤُمَّكُمْ أَكْبَرُكُمْ».
(رواه البخاري ومسلم)


أولاً. شرح المفردات:


● شَبَبَةٌ: جمع شاب، أي في سن الشباب وقوته.
● مُتَقَارِبُون: أي متقاربون في السن والعلم والحال.
● رَحِيمًا رَفِيقًا: شديد الرحمة، لطيفًا بعباده، رقيق القلب.
● اشْتَقْنَا: اشتقنا واشتقنا بمعنى واحد، أي اشتقنا إلى رؤيتهم والشوق إليهم.
● أَقِيمُوا فِيهِمْ: اسكنوا بينهم واعملوا على هدايتهم.
● عَلِّمُوهُمْ: علموهم شرائع الإسلام وأحكامه.
● مُرُوهُمْ: أمرهم بالمعروف وانهوهم عن المنكر.
● فَلْيُؤَذِّنْ: فليقم بالأذان للصلاة.
● لِيَؤُمَّكُمْ: فليصل بكم إمامًا.


ثانيًا. شرح الحديث:


يحدثنا مالك بن الحويرث رضي الله عنه عن قصة جميلة تدل على رحمة النبي ﷺ وحنكته. فقد قدم هو ورفاقه -وهم مجموعة من الشباب المتقاربين في السن- إلى المدينة ليتعلموا من النبي ﷺ وليقيموا عنده. فأقاموا في صحبته عشرين ليلة يتعلمون منه الشرع والأخلاق.
وكان النبي ﷺ شديد الرقة والرحمة، فلاحظ عليهم علامات الشوق والحنين إلى أهليهم وذويهم في ديارهم، فسألهم عن أحوال من تركوا وراءهم من الأهل والأقارب. وعندما أخبروه، لم يطلب منهم البقاء، بل فهم حالهم وأمرهم بالعودة إلى ديارهم. ولكن هذه العودة لم تكن لمجرد الاستقرار، بل كانت بمهمة عظيمة.
فأمرهم النبي ﷺ بأن:
1- يقيموا بين أهلهم: أي يبقوا معهم ليكونوا قدوة ونورًا لهم.
2- يعلموهم: ينقلوا إليهم ما تعلموه من القرآن والسنة وأحكام الإسلام.
3- يأمروهم بالمعروف وينهوهم عن المنكر: ليقودوا مجتمعهم نحو الخير.
ثم بين لهم النظام الذي يسيرون عليه في صلاتهم الجماعة، فأمرهم بأن:
● يؤذن أحدهم للصلاة ليعلن عن دخول وقتها.
● يؤمهم أكبرهم سناً، تقديرًا للكبر وفضله، وجمعًا للقلوب وتنظيمًا للشأن.


ثالثًا. الدروس المستفادة والعبر:


1- رحمة النبي ﷺ ورفقه بأمته: فقد كان ﷺ شديد المراقبة لأحوال أصحابه، يدرك ما في نفوسهم قبل أن يتكلموا، ويتعامل معهم برحمة وحكمة.
2- فضل طلب العلم والسفر له: حيث سافر هؤلاء الشباب من ديارهم ليتعلموا من المصدر الأول، النبي ﷺ.
3- مسؤولية العالم والداعية: فالعلم لا يُكتَسب للذات فقط، بل هو أمانة يجب أداؤها ونشرها بين الناس، كما أمرهم النبي ﷺ بالعودة لتعليم أهلهم.
4- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: وهي من أعظم الواجبات التي تقع على عاتق كل مسلم، خاصة من لديه علم.
5- تنظيم شؤون الجماعة: الحديث يضع أساسًا تنظيميًا بسيطًا للمجتمع الصغير، فالأذان إعلان، والإمامة للأكبر سنًا، مما يضمن الاحترام ويقلل النزاع.
6- تقدير كبير السن: جعل الإمامة للأكبر، وهذا من التكريم والحفاوة بالكبار وأهل الخبرة، وهو من قيم الإسلام الاجتماعية الرفيعة.
7- الحنكة التربوية للنبي ﷺ: لم يشأ أن يرهقهم بالبقاء طويلاً فَيَمَلّوا أو يَضِيعُوا أهلهم، بل جمع لهم بين بركة العلم ونشره، وبين بركة صلة الرحم والإحسان إلى الأهل.


رابعًا. معلومات إضافية مفيدة:


● مالك بن الحويرث: هو صحابي جليل، قدِم مع جماعة من قومه إلى النبي ﷺ، وتعلم منه، ونقل هذا الحديث الذي اشتمل على العديد من الأحكام المهمة.
- هذا الحديث أصل في كون الإمامة للأكبر سنًا إذا تساوى الجميع في العلم والقدرة على إمامة الصلاة، وهو مذهب جمهور العلماء.
- الحديث يدل على مشروعية الأذان حتى في غير المساجد الكبيرة، كالقرى والجماعات الصغيرة.
- فيه دليل على أن السفر لطلب العلم من الأمور المشروعة والمحمودة.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الأدب (٦٠٠٨)، ومسلم في المساجد (٦٧٤) كلاهما من طريق إسماعيل بن إبراهيم، حدثنا أيوب، عن أبي قلابة، عن مالك بن الحويرث، قال: فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 78 من أصل 1112 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ارجعوا إلى أهليكم فأقيموا فيهم وعلموهم ومروهم

  • 📜 حديث: ارجعوا إلى أهليكم فأقيموا فيهم وعلموهم ومروهم

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ارجعوا إلى أهليكم فأقيموا فيهم وعلموهم ومروهم

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ارجعوا إلى أهليكم فأقيموا فيهم وعلموهم ومروهم

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ارجعوا إلى أهليكم فأقيموا فيهم وعلموهم ومروهم

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب