حديث: تقبلون الصبيان؟ فما نقبلهم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في الرحمة

عن عائشة، قالت: جاء أعرابي إلى النبي ﷺ فقال: تقبلون الصبيان؟ فما نقبلهم، فقال النبي ﷺ: «أوأملك لك أن نزع الله من قلبك الرحمة».

متفق عليه: رواه البخاري في الأدب (٥٩٩٨)، ومسلم في الفضائل (٢٣١٧) كلاهما من حديث هشام قال: أخبرني أبي، عن عائشة، فذكرته.

عن عائشة، قالت: جاء أعرابي إلى النبي ﷺ فقال: تقبلون الصبيان؟ فما نقبلهم، فقال النبي ﷺ: «أوأملك لك أن نزع الله من قلبك الرحمة».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا حديث عظيم من جوامع كلم النبي صلى الله عليه وسلم، الذي أوتي الحكمة وفصل الخطاب، وسأقوم بشرحه لك على النحو التالي:
### أولاً. تخريج الحديث ومصدره
هذا الحديث رواه الإمام البخاري في صحيحه في كتاب الأدب، باب رحمة الولد وتقبيله، كما رواه الإمام مسلم في صحيحه. وهو من الأحاديث الصحيحة.

ثانياً. شرح المفردات:


● أعرابي: هو ساكن البادية من العرب، وكانوا يُشتهرون بالغلظة والجفاء أحياناً لقلة اختلاطهم بالحضارة.
● تقبلون الصبيان؟: أي هل تفعلون فعل التقبيل للأطفال تعبيراً عن المحبة والشفقة؟
● فما نقبلهم: أي نحن (نحن الأعراب) لا نفعل ذلك، لا نقبل الأطفال. قالها تعجباً واستنكاراً لفعل التقبيل.
● أو أملك لك: الهمزة للاستفهام الإنكاري، أي هل أملك أن أفعل لك شيئاً حيال ذلك؟
● أن نزع الله من قلبك الرحمة: أي أن الله قد انتزع وأزال من قلبك صفة الرحمة والعطف.

ثالثاً. شرح الحديث:


يصور لنا هذا الموقف النبوي الشريف حال ذلك الأعرابي الذي جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم متعجباً من تقبيل المسلمين لأطفالهم، معتزاً بأن قومه لا يفعلون ذلك، ظاناً أن عدم التقبيل قوة وشهامة.
فرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم رداً حكيماً بليغاً، موبخاً له على قسوة قلبه، ومبيناً أن هذه الرحمة التي في قلوب المؤمنين هي منحة ومنة من الله تعالى، فمن حرمها فهو المحروم، وليس ذلك مما يفتخر به.
فكأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول له: "هل عندي قدرة على أن أرد لك الرحمة إلى قلبك بعد أن نزعها الله منه؟! إنما ذلك بيد الله تعالى، فأنت المحروم المسكين الذي فقد نعمة عظيمة".

رابعاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- الرحمة من أعظم صفات المؤمن: فقد جبل الله قلوب المؤمنين على الرحمة والعطف، خاصة على الصغار والضعفاء.
2- القسوة من صفات أهل الجفاء: فالجفاء والغلظة من صفات البعد عن هدى النبوة والفطرة السليمة.
3- بيان أهمية الرحمة بالصبيان: والتقبيل هو تعبير مادي عن هذه الرحمة، وهو مما يوطد العلاقة ويغرس الثقة في نفس الطفل.
4- الرد الحكيم على المنكر: حيث رد النبي صلى الله عليه وسلم برد بليغ خاطب به根源 المشكلة، وهي قسوة القلب، لا مجرد الفعل الظاهري.
5- أن الرحمة من الله: فهي نعمة يمن بها الله على من يشاء من عباده، فيجب شكرها والحفاظ عليها.

خامساً:

فوائد إضافية:
- هذا الحديث أصل في الحث على الرحمة بالصبيان والعطف عليهم، وهو من مكارم الأخلاق.
- فيه دليل على أن تقبيل الأطفال والصبيان من السنة والفطرة، ولا ينبغي تركه بحجة التدين أو الشدة.
- فيه بيان لعظمة النبي صلى الله عليه وسلم وحكمته في الإرشاد والتعليم، حيث لم يستهجن سؤال الأعرابي بل بين له الحكمة من وراء الفعل.
أسأل الله أن يرزقنا قلوباً رحيمة، ويبعد عنا القسوة والجفاء، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الأدب (٥٩٩٨)، ومسلم في الفضائل (٢٣١٧) كلاهما من حديث هشام قال: أخبرني أبي، عن عائشة، فذكرته.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 82 من أصل 1112 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: تقبلون الصبيان؟ فما نقبلهم

  • 📜 حديث: تقبلون الصبيان؟ فما نقبلهم

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: تقبلون الصبيان؟ فما نقبلهم

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: تقبلون الصبيان؟ فما نقبلهم

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: تقبلون الصبيان؟ فما نقبلهم

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, December 18, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب