حديث: خبأت هذا لك

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب المداراة مع الناس

عن المسور بن مخرمة قال: قدمت على النبي ﷺ أقبية، فقال لي أبي مخرمة: انطلق بنا إليه، عسى أن يعطينا منها شيئا، فقام أبي على الباب، فتكلم، فعرف النبي ﷺ صوته، فخرج النبي ﷺ ومعه قباء وهو يريه محاسنه، وهو يقول: «خبأت هذا لك، خبأت هذا لك».
وفي لفظ: أن النبي ﷺ أهديت له أقبية من ديباج، مزررة بالذهب، فقسمها في ناس من أصحابه، وعزل منها واحدا لمخرمة، فلما جاء قال: «قد خبأت هذا لك».
قال أيوب: «بثوبه وأنه يريه إياه، وكان في خلقه شيء».

متفق عليه: رواه البخاري في الشهادات (٢٦٥٧)، ومسلم في الزكاة (١٠٥٨: ١٣٠) كلاهما من حديث حاتم بن وردان، حدثنا أيوب، عن عبد الله بن أبي مليكة، عن المسور بن مخرمة، فذكره.

عن المسور بن مخرمة قال: قدمت على النبي ﷺ أقبية، فقال لي أبي مخرمة: انطلق بنا إليه، عسى أن يعطينا منها شيئا، فقام أبي على الباب، فتكلم، فعرف النبي ﷺ صوته، فخرج النبي ﷺ ومعه قباء وهو يريه محاسنه، وهو يقول: «خبأت هذا لك، خبأت هذا لك».
وفي لفظ: أن النبي ﷺ أهديت له أقبية من ديباج، مزررة بالذهب، فقسمها في ناس من أصحابه، وعزل منها واحدا لمخرمة، فلما جاء قال: «قد خبأت هذا لك».
قال أيوب: «بثوبه وأنه يريه إياه، وكان في خلقه شيء».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم النبيين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لهذا الحديث النبوي الشريف، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة، مثل الإمام النووي في "شرح صحيح مسلم"، وابن حجر العسقلاني في "فتح الباري"، وغيرهم من أئمة العلم.

الحديث ومصدره:


هذا الحديث رواه الإمام البخاري في صحيحه (باختلاف في المواضع) والإمام مسلم في صحيحه، وهو من رواية المسور بن مخرمة رضي الله عنهما، يرويه عن قصة حدثت مع أبيه مخرمة بن نوفل رضي الله عنه.


1. شرح المفردات:


● أقبية: جمع قَباء، وهو ثوب فاخر يُلبس فوق الثياب، يشبه العباءة أو المشلح ولكنّه غالبًا ما يكون مزررًا ومزينًا.
● ديباج: نوع من الحرير الفاخر السميك.
● مزررة بالذهب: أي مزينة بزرارات من الذهب أو مطرزة بخيوط الذهب.
● خبأت هذا لك: أي احتفظت به واخترته خصيصًا لك.
● يُريه محاسنه: يظهر له جماله وحسنه.
● بثوبه: أي أمسك القباء بيده أو لفه في ثوبه.
● وكان في خلقه شيء: أي كان فيه بعض الحدة أو السرعة في الغضب أو العصبية (وهذا وصف لمخرمة رضي الله عنه، وليس للنبي صلى الله عليه وسلم).


2. شرح الحديث:


يحكي المسور بن مخرمة رضي الله عنهما أن أقبية فاخرة أُهديت إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقام صلى الله عليه وسلم بتوزيعها على بعض أصحابه، ولكنه احتفظ بواحد منها لمخرمة بن نوفل رضي الله عنه (والد المسور).
ولما علم مخرمة بذلك، جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فخرج إليه النبي وهو يحمل القباء ويظهر له جماله قائلًا: "خبأت هذا لك"، أي احتفظت به خصيصًا لك.
وفي رواية أخرى أن مخرمة جاء هو وابنه المسور إلى باب النبي صلى الله عليه وسلم، فعرف النبي صوت مخرمة، فخرج إليه ومعه القباء وهو يريه إياه ويبشره بأنه قد خصّه به.


3. الدروس المستفادة والعبر:


1- كرم النبي صلى الله عليه وسلم وحسن تعامله: فقد كان صلى الله عليه وسلم يعطي العطاء بخشوع وفرح، ويرغب في إدخال السرور على قلب المسلم.
2- الاهتمام بالودّ والعلاقات الاجتماعية: النبي صلى الله عليه وسلم لم يعطِ مخرمة القباء فقط، بل خرج إليه وهو فرحٌ به، ليزيد من شعوره بالتقدير.
3- مراعاة أحوال الناس: كان في خلْق مخرمة شيء من الحدة أو العصبية، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يتلطف معه ويخصه بالعطاء؛ تليينًا لقلبه وتأليفًا له.
4- جواز قبول الهدايا وتوزيعها: وهذا من حسن إدارة الموارد والعطاء بحكمة.
5- استعمال الكلمة الطيبة: قوله "خبأت هذا لك" تدل على الاهتمام والاحتفاء بالشخص، وهي من الكلمات التي تزيد المودة.
6- جواز لبس الحرير والذهب للرجال في حالات الضرورة أو الهدية أو الجائزة: وإن كان الأصل تحريمهما على الرجال، إلا أن العلماء ذكروا أن هذا كان قبل التحريم، أو أنه من باب الهدية والاكتفاء بالعرض دون اللبس.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- مخرمة بن نوفل رضي الله عنه من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم، وكان معروفًا بشجاعته، لكنّ فيه بعض الحدة في الطباع.
- هذا الحديث يدخل في باب "الهدية" و"التأليف" و"التلطف في المعاملة".
- يستدل به العلماء على جواز تخصيص الشخص بالعطاء إذا كان هناك مصلحة شرعية، كتأليف القلب أو دفع حاجة.
- القصة أيضًا تُظهر تواضع النبي صلى الله عليه وسلم حيث خرج بنفسه إلى مخرمة وهو يحمل الهدية.

أسأل الله تعالى أن ينفعنا بما علمنا، وأن يرزقنا حسن التأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم في خلقه ومعاملته.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الشهادات (٢٦٥٧)، ومسلم في الزكاة (١٠٥٨: ١٣٠) كلاهما من حديث حاتم بن وردان، حدثنا أيوب، عن عبد الله بن أبي مليكة، عن المسور بن مخرمة، فذكره.
ورواه البخاري في الأدب (٦١٣٢) من طريق ابن علية، عن أيوب، عن عبد الله بن أبي مليكة أن النبي ﷺ ... فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 74 من أصل 1112 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: خبأت هذا لك

  • 📜 حديث: خبأت هذا لك

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: خبأت هذا لك

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: خبأت هذا لك

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: خبأت هذا لك

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, December 18, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب