حديث: خيركم من يرجى خيره ويؤمن شره
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب خير الناس من يُرجى خيره، ويُؤمن شره
حسن: رواه الترمذي (٢٢٦٣)، وأحمد (٨٨١٢، ٨٩٢٠)، وصحّحه ابن حبان (٥٢٧، ٥٢٨) كلهم من طريق العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة، فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب. هذا حديث عظيم من جوامع كلم النبي صلى الله عليه وسلم، يحمل معانيَ عميقة في تقويم الأشخاص ومعرفة طبائعهم. وإليك الشرح المفصل له:
أولاً. شرح مفردات الحديث:
● وَقَفَ عَلَى نَاسٍ جُلُوسٍ: أي جاء النبي صلى الله عليه وسلم إلى مجموعة من الناس جالسين، فوقف عليهم ليخاطبهم.
● أَلا أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِكُمْ مِنْ شَرِّكُمْ؟: استفهام تحفيزي؛ ليجذب انتباههم ويشوقهم لمعرفة الجواب.
● فَسَكَتُوا: صمتوا ولم يجيبوا في أول الأمر، ربما بسبب الهيبة أو الانتظار.
● بلى: حرف جواب للإثبات، بمعنى: نعم، أخبرنا.
● مَنْ يُرْجَى خَيْرُهُ: الشخص الذي يعلق الناس الآمال على فعله للخير ومساعدتهم.
● يُؤْمَنُ شَرُّهُ: يُطمأن إلى جانب أنه لا يصدر منه أذى أو ضرر.
● مَنْ لا يُرْجَى خَيْرُهُ: الذي لا ينتظر منه أحد خيراً ولا يعتمد عليه في شيء نافع.
● ولا يُؤْمَنُ شَرُّهُ: الذي يخاف منه الناس ويتوقعون منه الشر والأذى.
ثانياً. شرح الحديث:
يبدأ النبي صلى الله عليه وسلم بسؤال استنكاري تحفيزي، ليختبر انتباه الصحابة ويشد انتباههم إلى أهمية الصفة التي سيذكرها، والتي تمثل معياراً حقيقياً للخيرية والشرية في الأشخاص.
وبعد أن سكتوا أولاً، كرر السؤال ثلاثاً للتأكيد على أهمية الموضوع، حتى أجابه أحد الحاضرين طالباً البيان.
فبيَّن صلى الله عليه وسلم أن خير الناس هو:
- الذي يُرجى خيره: أي يكون معروفاً بالخير، سخياً، ناصحاً، متعاوناً، فيعلق الناس الآمال عليه في الخير، ويطمعون في بره ومعونته.
- ويُؤمن شره: أي يكون آميناً، لا يخاف منه غدر ولا أذى، فلا يؤذي أحداً لا بلسانه ولا بيده ولا بقلبه.
وأن شر الناس هو:
- الذي لا يُرجى خيره: فهو بخيل، أناني، لا يعين أحداً، لا ينفع الناس بشيء.
● ولا يُؤمن شره: فهو مؤذٍ، مخادع، غادر، يتوقع منه الشر دائماً، فلا يأمنه الناس على أنفسهم ولا أموالهم ولا أعراضهم.
ثالثاً. الدروس المستفادة والفَوائد:
1- معيار حقيقي للخير والشر: ليس المال أو الجاه أو المنصب، بل ما يقدمه الإنسان من نفع وخير، وما يصدر عنه من أذى وشر.
2- الحث على أن يكون المسلم نافعاً آميناً: كمال الإيمان أن يكون المرء محسناً للناس، متجنباً لأذاهم.
3- ذم الأنانية والإيذاء: أسوأ الناس من جمع بين عدم النفع وكثرة الأذى.
4- أهمية الأمانة والبراءة من الغدر: من صفات المؤمن أن يكون موثوقاً به، مُطمئناً إلى جانبه.
5- التنبيه إلى اختيار الصحبة: ينبغي للمرء أن يصاحب من يُرجى خيره ويُؤمن شره، ويبتعد عن الضار العديم النفع.
رابعاً. معلومات إضافية:
● الحديث رواه الإمام أحمد في المسند، والترمذي في جامعه، وقال: حديث حسن.
- هذا الحديث يجمع أصول التعامل مع الناس: النفع وعدم الضرر، وهو من القواعد الذهبية في الإسلام.
- ينبغي للمسلم أن يسعى لأن يكون من الذين يُرجى خيرهم ويؤمن شرهم، وذلك بالبذل والسخاء وحسن الخلق، وكف الأذى بجميع أنواعه.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذين يُرجى خيرهم ويؤمن شرهم، وأن يعيذنا من صفات الأشرار.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
وقال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح».
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 68 من أصل 1112 حديثاً له شرح
- 43 تبسمك في وجه أخيك لك صدقة
- 44 من منح منيحة لبن كان له مثل عتق رقبة
- 45 منيحة العنز تدخل الجنة
- 46 لا تحقرن من المعروف شيئا، ولو أن تلقى أخاك بوجه...
- 47 لقاء الأخ بوجه طلق من المعروف
- 48 ما رأيت النبي مستجمعا قط ضاحكا
- 49 امرأة تطلب العودة لزوجها الأول بعد الطلاق والزواج الثاني
- 50 تبادرن الحجاب لما سمعن صوت عمر
- 51 أعتق رقبة أو صم شهرين أو أطعم ستين مسكينا
- 52 ما حجبني النبي ﷺ منذ أسلمت ولا رآني إلا تبسم...
- 53 استسقى النبي ﷺ فمطروا حتى سالت مثاعب المدينة
- 54 ما سئل النبي عن شيء قط فقال لا
- 55 النبي ﷺ يعطي البردة التي أهديت له لرجل من الصحابة
- 56 ارضخي ما استطعت ولا توعي فيوعي الله عليك
- 57 لا تحصي فيحصي الله عليك
- 58 معنى من لا يشكر الناس لا يشكر الله
- 59 التحدث بنعمة الله شكر، وتركها كفر
- 60 من لم يشكر الناس لم يشكر الله
- 61 من لا يشكر الناس لا يشكر الله
- 62 من أعطي عطاء فوجد فليجز به
- 63 من أبلي بلاء فذكره فقد شكره
- 64 إن فيك خصلتين يحبهما الله: الحلم والأناة
- 65 إن فيك لخصلتين يحبهما الله الحلم والأناة
- 66 السمت الحسن والتؤدة والاقتصاد جزء من النبوة
- 67 الهدي الصالح والسمت الصالح والاقتصاد جزء من النبوة
- 68 خيركم من يرجى خيره ويؤمن شره
- 69 ذهب النبي ﷺ إلى بني عمرو بن عوف ليصلح بينهم
- 70 اذهبوا بنا نصلح بينهم
- 71 إصلاح ذات البين أفضل من الصيام والصلاة والصدقة
- 72 أفضل الأعمال الصلاة وصلاح ذات البين وخلق حسن
- 73 ائذنوا له فبئس ابن العشيرة
- 74 خبأت هذا لك
- 75 تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد
- 76 تواضعوا ولا يبغي بعضكم على بعض
- 77 من تواضع لله رفعه الله
- 78 ارجعوا إلى أهليكم فأقيموا فيهم وعلموهم ومروهم
- 79 اللهم ارحمني ومحمدا ولا ترحم معنا أحدا
- 80 معنى من لا يرحم الناس لا يرحمه الله
- 81 شرح من لا يرحم الناس لا يرحمه الله
- 82 تقبلون الصبيان؟ فما نقبلهم
- 83 لا تنزع الرحمة إلا من شقي
- 84 الراحمون يرحمهم الرحمن
- 85 ويل للمصرين الذين يصرون على ما فعلوا وهم يعلمون
- 86 لا يضع الله رحمته إلا على رحيم
- 87 فنزل البئر، فملأ خفه ثم أمسكه بفيه حتى رقي فسقى...
- 88 عذبت امرأة في هرة سجنتها حتى ماتت
- 89 إن رحمت الشاة رحمك الله
- 90 من رحم ولو ذبيحة رحمه الله يوم القيامة
- 91 معنى من لم يرحم صغيرنا ويعرف حق كبيرنا فليس منا
- 92 ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا
معلومات عن حديث: خيركم من يرجى خيره ويؤمن شره
📜 حديث: خيركم من يرجى خيره ويؤمن شره
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: خيركم من يرجى خيره ويؤمن شره
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: خيركم من يرجى خيره ويؤمن شره
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: خيركم من يرجى خيره ويؤمن شره
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Thursday, November 20, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








