حديث: اذهبوا بنا نصلح بينهم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في إصلاح ذات البين

عن سهل بن سعد: أن أهل قباء اقتتلوا حتى تراموا بالحجارة، فأخبر رسول الله ﷺ بذلك، فقال: «اذهبوا بنا نصلح بينهم».

صحيح: رواه البخاري في الصلح (٢٦٩٣) عن محمد بن عبد الله، حدثنا عبد العزيز بن عبد الله الأويسي، وإسحاق بن محمد الفروي، قالا: حدثنا محمد بن جعفر، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد، قال: فذكره.

عن سهل بن سعد: أن أهل قباء اقتتلوا حتى تراموا بالحجارة، فأخبر رسول الله ﷺ بذلك، فقال: «اذهبوا بنا نصلح بينهم».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليكم شرح الحديث الشريف:

الحديث:


عن سهل بن سعد رضي الله عنه: أن أهل قباء اقتتلوا حتى تراموا بالحجارة، فأخبر رسول الله ﷺ بذلك، فقال: «اذهبوا بنا نصلح بينهم».
(رواه البخاري في صحيحه)


1. شرح المفردات:


● أهل قباء: هم سكان منطقة قباء بالقرب من المدينة المنورة، حيث أول مسجد بني في الإسلام.
● اقتتلوا: تخاصموا وتعاركوا.
● تراموا بالحجارة: رموا بعضهم البعض بالحجارة، مما يدل على شدة الخصام والعداوة.
● نصلح بينهم: نهدئ الخلاف ونُعيد الوفاق والمحبة بينهم.


2. شرح الحديث:


يخبر سهل بن سعد رضي الله عنه أن نزاعًا شديدًا وقع بين بعض أهل قباء، بلغ بهم الحال إلى حد القتال ورمي الحجارة، مما يشير إلى خطورة الموقف وتصاعد العداوة.
فلما بلغ النبي ﷺ خبر هذا النزاع، لم يتأخر أو يهمل الأمر، بل بادر فورًا قائلًا: «اذهبوا بنا نصلح بينهم»، مما يدل على عظم اهتمامه بإصلاح ذات البين ووحدة الصف المسلم.


3. الدروس المستفادة منه:


● وجوب الإصلاح بين الناس: يُظهر الحديث حرص النبي ﷺ الشخصي على فض النزاعات، مما يؤكد على فضل الإصلاح بين المتخاصمين وأهميته في الإسلام.
● المبادرة إلى حل المشكلات: النبي ﷺ لم ينتظر حتى يأتيه المتخاصمون، بل ذهب بنفسه إلى مكان الحدث، مما يعلمنا المسارعة في إزالة الشرور وعلاج الخلافات قبل تفاقمها.
● خطورة الخصام والفرقة: الوصول إلى مرحلة الرمي بالحجارة يدل على شدة الغضب والعداوة، مما يحذر من عواقب الخلافات التي قد تؤدي إلى تمزق المجتمع.
● قدوة القائد في الإصلاح: النبي ﷺ كقائد للأمة لم يكتفِ بإصدار الأوامر، بل شارك بنفسه في عملية الصلح، مما يجعل الإصلاح مسؤولية جماعية وخاصةً لذوي المكانة والاحترام.
● الحكمة والرفق في التعامل: ذهابه ﷺ بنفسه يدل على حكمته ورفقه، حيث أن حضوره يهدئ النفوس ويشجع على قبول الصلح.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- الإصلاح بين الناس من الأعمال العظيمة التي حث عليها الإسلام، قال تعالى:
{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ} [الحجرات: 10].
- هذا الحديث يدل على أن الإصلاح بين الناس فرض كفاية، إذا قام به البعض سقط عن الآخرين، وإذا تركوه جميعًا أثموا.
- منطقة قباء كانت معروفة بإيمان أهلها وسبقهم في الإسلام، مما يدل أن الخلاف قد يقع حتى بين الصالحين، ويجب معالجته بحكمة.
- يستفاد من الحديث أيضًا أن النبي ﷺ كان حريصًا على وحدة المجتمع المسلم وتماسكه، حتى في أبعد المناطق عن مركز إقامته في المدينة.

أسأل الله أن يجعلنا من المصلحين في الأرض، وأن يُعيننا على تطبيق سنة نبيه ﷺ في كل أمورنا.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الصلح (٢٦٩٣) عن محمد بن عبد الله، حدثنا عبد العزيز بن عبد الله الأويسي، وإسحاق بن محمد الفروي، قالا: حدثنا محمد بن جعفر، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد، قال: فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 70 من أصل 1112 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: اذهبوا بنا نصلح بينهم

  • 📜 حديث: اذهبوا بنا نصلح بينهم

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: اذهبوا بنا نصلح بينهم

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: اذهبوا بنا نصلح بينهم

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: اذهبوا بنا نصلح بينهم

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب