حديث: من قال لصاحبه: تعال أقامرك، فليتصدق

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب من قال: «تعال أقامرك، فليتصدّقْ»

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: «من حلف منكم، فقال في حلفه: باللات والعزى، فليقل: لا إله إلا الله، ومن قال لصاحبه: تعال أقامرك، فليتصدق».

متفق عليه: رواه البخاري في الاستئذان (٦٣٠١)، ومسلم في الأيمان والنذور (١٦٤٧: ٥) كلاهما من طريق الزهري، عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبي هريرة، فذكره.

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: «من حلف منكم، فقال في حلفه: باللات والعزى، فليقل: لا إله إلا الله، ومن قال لصاحبه: تعال أقامرك، فليتصدق».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النبوي الشريف الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه عن الصحابي الجليل أبي هريرة رضي الله عنه:

الحديث:


عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: «مَنْ حَلَفَ مِنْكُمْ، فَقَالَ فِي حَلِفِهِ: بِاللَّاتِ وَالعُزَّى، فَلْيَقُلْ: لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَمَنْ قَالَ لِصَاحِبِهِ: تَعَالَ أُقَامِرْكَ، فَلْيَتَصَدَّقْ».


1. شرح المفردات:


● حلف: أقسم.
● باللات والعزى: هما صنمان كانا يعبدهما المشركون في الجاهلية.
● أقامرك: من المقامرة، وهي اللعب بقصد الربح والخسارة المالية، وهي من القمار المحرم.


2. شرح الحديث:


ينقسم هذا الحديث إلى قسمين:
القسم الأول:
«مَنْ حَلَفَ مِنْكُمْ، فَقَالَ فِي حَلِفِهِ: بِاللَّاتِ وَالعُزَّى، فَلْيَقُلْ: لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ»
- هذا يتعلق بمن يحلف بغير الله، كأن يحلف باللات والعزى (وهما من أصنام الجاهلية). الحلف بغير الله شرك أصغر، لأنه تعظيم لغير الله كتعظيمه سبحانه.
- الأمر «فليقل: لا إله إلا الله» هو للتبرؤ من هذا الحلف الباطل، وتجديد التوحيد، والاستغفار من ذنب الحلف بغير الله.
- المقصود: أن من وقع في هذا الخطأ فعليه أن يصلحه بالإتيان بكلمة التوحيد ليطهر قلبه ويعود إلى التوحيد الخالص.
القسم الثاني:
«وَمَنْ قَالَ لِصَاحِبِهِ: تَعَالَ أُقَامِرْكَ، فَلْيَتَصَدَّقْ»
- هذا يتعلق بمن دعا غيره إلى القمار، وهو محرم بإجماع العلماء لأنه أكل للمال بالباطل.
- الأمر «فليتصدق» هو كفارة لهذه الدعوة المحرمة، ليتوب إلى الله ويُصلح ما أفسده بالصدقة التي تمحو السيئة.
- المقصود: التوبة من هذا الذنب بالصدقة، ليكون ذلك تكفيرًا عن الإقدام على محرم.


3. الدروس المستفادة:


1- تحريم الحلف بغير الله: الحلف بغير الله شرك أصغر، لأنه يناقض كمال التوحيد، والتعظيم لله وحده.
2- وجوب التوبة من الذنوب: من وقع في ذنب فعليه أن يبادر بالتوبة والرجوع إلى الله.
3- التصديق يكفر السيئات: الصدقة من أسباب مغفرة الذنوب، كما قال النبي ﷺ: «والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار».
4- تحريم القمار والمقامرة: وهي من الكبائر لأنها تؤدي إلى العداوة والبغضاء، وإضاعة المال.
5- الحث على تجديد التوحيد: قول "لا إله إلا الله" يمحو ما قد يقع في القلب من آثار الشرك.


4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث يدل على حرص الشريعة على تنقية العقيدة من أي شوائب، وحماية المسلم من الوقوع في الشرك.
- الكفارة هنا (الصدقة) هي من أنواع التكفير عن الذنوب غير المقدرة بكفارة محددة، فيتوسع في التوبة والصدقة.
- ينبغي للمسلم أن يحذر من الألفاظ التي تدل على تعظيم غير الله، أو الدعوة إلى المحرمات.
أسأل الله أن يجعلنا من الموحدين له، المتجنبين لشركه ومحرماته، وأن يوفقنا لطاعته ورضاه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الاستئذان (٦٣٠١)، ومسلم في الأيمان والنذور (١٦٤٧: ٥) كلاهما من طريق الزهري، عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبي هريرة، فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 709 من أصل 1112 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من قال لصاحبه: تعال أقامرك، فليتصدق

  • 📜 حديث: من قال لصاحبه: تعال أقامرك، فليتصدق

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من قال لصاحبه: تعال أقامرك، فليتصدق

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من قال لصاحبه: تعال أقامرك، فليتصدق

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من قال لصاحبه: تعال أقامرك، فليتصدق

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب