حديث: تعمل ما تعرف وتدع ما تنكر

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: «كيف أنت يا عبد الله! إذا بقيت في حثالة من الناس»؟ قال: وذاك ما هم يا رسول الله؟ قال: «ذاك إذا مرجت أماناتهم وعهودهم، وصاروا هكذا» وشبك بين أصابعه قال: فكيف بي يا رسول الله؟ قال: «تعمل ما تعرف، ودع ما تنكر، وتعمل بخاصة نفسك، وتدع عوام الناس».

حسن: رواه ابن حبان (٥٩٥٠، ٥٩٥١)، والطحاوي في شرح المشكل (١١٨٢، ١١٨٣)، والطبراني في الأوسط (٢٧٩٧) كلهم من طريق العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة، فذكره.

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: «كيف أنت يا عبد الله! إذا بقيت في حثالة من الناس»؟ قال: وذاك ما هم يا رسول الله؟ قال: «ذاك إذا مرجت أماناتهم وعهودهم، وصاروا هكذا» وشبك بين أصابعه قال: فكيف بي يا رسول الله؟ قال: «تعمل ما تعرف، ودع ما تنكر، وتعمل بخاصة نفسك، وتدع عوام الناس».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن ينفعنا وإياك بما ندرس من سنة نبينا الكريم.
الحديث الذي طلبت شرحه حديث عظيم، يصف حالاً من أحوال آخر الزمان، ويبين للمسلم كيف يعيش فيه، وهو حديث صحيح رواه الإمام أحمد في مسنده، وغيره.
وفيما يلي الشرح المفصل له على النحو المطلوب:


1. شرح المفردات:


● حَثَالَةٌ مِنَ النَّاسِ: الحثالة هي الرديء من كل شيء، كالرديء من التمر أو الحب. والمقصود هنا: بقية رديئة من الناس، وهم أسافلهم وضعفاء إيمانهم، بعد أن يذهب الأخيار والعلماء والصالحون.
● مَرَجَتْ: من المرج، وهو الخلط وعدم التمييز، أي فسدت واختلط الحق فيها بالباطل، فلم يُؤدَّ الأمانة، ولم يُوفَ بالعهد.
● شَبَكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ: أي أدخل أصابعه بعضها في بعض للتشبيك، وهو كناية عن الاختلاط الشديد والفساد وعدم الوضوح، كاختلاط الأصابع المتشابكة.
● بِخَاصَّةِ نَفْسِكَ: أي اهتم بشأنك الخاص، وأصلح نفسك وقلبك وعملك.
● عَوَامِّ النَّاسِ: العامة من الناس الذين يتبعون الأهواء والفتن، وليسوا من الخاصة من أهل العلم والصلاح.


2. شرح الحديث:


يصور لنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث مشهداً من مشاهد الفتن التي تعتري الأمة في آخر الزمان، حيث يقل الخير ويكثر الشر، فيسأل الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه (وفي رواية أخرى أن السائل هو حذيفة بن اليمان) سؤالاً تحذيرياً وتنبيهياً: «كيف أنت يا عبد الله! إذا بقيت في حثالة من الناس»؟
أي: كيف يكون حالك، وماذا ستفعل، عندما تصير الوحدة الاجتماعية والدينية للمسلمين مفككة، ويبقى فيها الرديء من الناس، بعد أن يموت أو يذهب أهل الخير والصلاح والعلم؟ فيستفهم الصحابي مستغرباً: «وذاك ما هم يا رسول الله؟» أي: ومتى يكون هؤلاء الناس على هذه الصفة؟ وما حالهم؟
فيجيب النبي صلى الله عليه وسلم بوصف واضح لهذه الحال، فيقول: «ذاك إذا مرجت أماناتهم وعهودهم» أي: عندما تفسد الأمانات وتضيع، فلا يؤتمن الإنسان على مال أو سر أو علم، وينقض العهود والمواثيق بين الناس، حتى يصير الوضع شديد الاختلاط والفساد، فيشبك صلى الله عليه وسلم بين أصابعه الشريفة «وصاروا هكذا» تمثيلاً لشدة هذا الاختلاط وعدم التمييز بين الحق والباطل، والأمين والخائن.
عندها يسأل الصحابي سؤال الخائف على دينه: «فكيف بي يا رسول الله؟» أي: ما الواجب عليَّ أن أفعله لأنجو بنفسي وديني في ذلك الوقت الصعب؟
فيأتي الجواب النبوي الحكيم، وهو خلاصة الحديث وهدفه، فيأمره النبي صلى الله عليه وسلم بخطة عملية للنجاة:
1- «تَعْمَلُ مَا تَعْرِفُ»: أي الزم العمل الصالح الذي تعرفه من دينك وهو الحق الذي لا شك فيه، من الفرائض والسنن والآداب.
2- «وَتَدَعُ مَا تُنْكِرُ»: أي اترك وابتعد عن كل ما تراه منكراً ومعصيةً وبدعةً، حتى لو فعله الناس كلهم.
3- «وَتَعْمَلُ بِخَاصَّةِ نَفْسِكَ»: أي اجعل همك منصباً على إصلاح نفسك وإصلاح خاصة أهلك ومن تطيق نصحهم وإصلاحهم، دون أن تتعب نفسك في إصلاح كل أحد.
4- «وَتَدَعُ عَوَامَّ النَّاسِ»: أي لا تشتغل بإصلاح عامة الناس الذين فسدت بواطنهم وتبعوا أهواءهم، ولا تدخل معهم في مهاترات وجدال عقيم، بل اعتزل شرهم واهجر باطلهم.


3. الدروس المستفادة منه:


● بشارة وتهيئة: الحديث يبشر بأن الفتن ستأتي، ويعد المسلم لها حتى لا يفاجأ بها، فيحافظ على دينه.
● وصف واقعي لآخر الزمان: وصف دقيق لعلامة من علامات الساعة الصغرى، وهي تضييع الأمانة ونقض العهود، وهو ما نراه في زماننا بكثرة.
● خريطة طريق للنجاة: يقدم النبي صلى الله عليه وسلم للمسلم منهجاً عملياً للتعامل مع زمن الفتن، يرتكز على:
- التمسك بالمعروف وإن قل أهله.
- إنكار المنكر ولو كثر فاعلوه.
- التركيز على إصلاح الذات والقريبين (خاصة النفس) كمرحلة أولى.
- عدم إضاعة الوقت والجهد في مخالطة وعظ عامة الناس الفاسدين الذين لا يريدون الإصلاح (عوام الناس).
● فقه الأولويات: يعلمنا الحديث فقه الأولويات في الإصلاح، حيث يبدأ المرء بنفسه وأهله قبل أن يتطلع إلى إصلاح المجتمع كله، خاصة إذا كان المجتمع في حالة فساد كبير.
● الحفاظ على الهوية الإسلامية: الأمر بالتمسك بالمعروف وترك المنكر هو حفاظ على الهوية والإيمان في زمن المحن.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث من جوامع كلم النبي صلى الله عليه وسلم، فهو قليل اللفظ كثير المعاني.
- ينبغي للمسلم أن يفقه
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن حبان (٥٩٥٠، ٥٩٥١)، والطحاوي في شرح المشكل (١١٨٢، ١١٨٣)، والطبراني في الأوسط (٢٧٩٧) كلهم من طريق العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة، فذكره.
وإسناده حسن من أجل العلاء بن عبد الرحمن فإنه حسن الحديث.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 782 من أصل 1112 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: تعمل ما تعرف وتدع ما تنكر

  • 📜 حديث: تعمل ما تعرف وتدع ما تنكر

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: تعمل ما تعرف وتدع ما تنكر

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: تعمل ما تعرف وتدع ما تنكر

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: تعمل ما تعرف وتدع ما تنكر

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب