حديث: تعمل ما تعرف وتدع ما تنكر
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
حسن: رواه ابن حبان (٥٩٥٠، ٥٩٥١)، والطحاوي في شرح المشكل (١١٨٢، ١١٨٣)، والطبراني في الأوسط (٢٧٩٧) كلهم من طريق العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة، فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن ينفعنا وإياك بما ندرس من سنة نبينا الكريم.
الحديث الذي طلبت شرحه حديث عظيم، يصف حالاً من أحوال آخر الزمان، ويبين للمسلم كيف يعيش فيه، وهو حديث صحيح رواه الإمام أحمد في مسنده، وغيره.
وفيما يلي الشرح المفصل له على النحو المطلوب:
1. شرح المفردات:
● حَثَالَةٌ مِنَ النَّاسِ: الحثالة هي الرديء من كل شيء، كالرديء من التمر أو الحب. والمقصود هنا: بقية رديئة من الناس، وهم أسافلهم وضعفاء إيمانهم، بعد أن يذهب الأخيار والعلماء والصالحون.
● مَرَجَتْ: من المرج، وهو الخلط وعدم التمييز، أي فسدت واختلط الحق فيها بالباطل، فلم يُؤدَّ الأمانة، ولم يُوفَ بالعهد.
● شَبَكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ: أي أدخل أصابعه بعضها في بعض للتشبيك، وهو كناية عن الاختلاط الشديد والفساد وعدم الوضوح، كاختلاط الأصابع المتشابكة.
● بِخَاصَّةِ نَفْسِكَ: أي اهتم بشأنك الخاص، وأصلح نفسك وقلبك وعملك.
● عَوَامِّ النَّاسِ: العامة من الناس الذين يتبعون الأهواء والفتن، وليسوا من الخاصة من أهل العلم والصلاح.
2. شرح الحديث:
يصور لنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث مشهداً من مشاهد الفتن التي تعتري الأمة في آخر الزمان، حيث يقل الخير ويكثر الشر، فيسأل الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه (وفي رواية أخرى أن السائل هو حذيفة بن اليمان) سؤالاً تحذيرياً وتنبيهياً: «كيف أنت يا عبد الله! إذا بقيت في حثالة من الناس»؟
أي: كيف يكون حالك، وماذا ستفعل، عندما تصير الوحدة الاجتماعية والدينية للمسلمين مفككة، ويبقى فيها الرديء من الناس، بعد أن يموت أو يذهب أهل الخير والصلاح والعلم؟ فيستفهم الصحابي مستغرباً: «وذاك ما هم يا رسول الله؟» أي: ومتى يكون هؤلاء الناس على هذه الصفة؟ وما حالهم؟
فيجيب النبي صلى الله عليه وسلم بوصف واضح لهذه الحال، فيقول: «ذاك إذا مرجت أماناتهم وعهودهم» أي: عندما تفسد الأمانات وتضيع، فلا يؤتمن الإنسان على مال أو سر أو علم، وينقض العهود والمواثيق بين الناس، حتى يصير الوضع شديد الاختلاط والفساد، فيشبك صلى الله عليه وسلم بين أصابعه الشريفة «وصاروا هكذا» تمثيلاً لشدة هذا الاختلاط وعدم التمييز بين الحق والباطل، والأمين والخائن.
عندها يسأل الصحابي سؤال الخائف على دينه: «فكيف بي يا رسول الله؟» أي: ما الواجب عليَّ أن أفعله لأنجو بنفسي وديني في ذلك الوقت الصعب؟
فيأتي الجواب النبوي الحكيم، وهو خلاصة الحديث وهدفه، فيأمره النبي صلى الله عليه وسلم بخطة عملية للنجاة:
1- «تَعْمَلُ مَا تَعْرِفُ»: أي الزم العمل الصالح الذي تعرفه من دينك وهو الحق الذي لا شك فيه، من الفرائض والسنن والآداب.
2- «وَتَدَعُ مَا تُنْكِرُ»: أي اترك وابتعد عن كل ما تراه منكراً ومعصيةً وبدعةً، حتى لو فعله الناس كلهم.
3- «وَتَعْمَلُ بِخَاصَّةِ نَفْسِكَ»: أي اجعل همك منصباً على إصلاح نفسك وإصلاح خاصة أهلك ومن تطيق نصحهم وإصلاحهم، دون أن تتعب نفسك في إصلاح كل أحد.
4- «وَتَدَعُ عَوَامَّ النَّاسِ»: أي لا تشتغل بإصلاح عامة الناس الذين فسدت بواطنهم وتبعوا أهواءهم، ولا تدخل معهم في مهاترات وجدال عقيم، بل اعتزل شرهم واهجر باطلهم.
3. الدروس المستفادة منه:
● بشارة وتهيئة: الحديث يبشر بأن الفتن ستأتي، ويعد المسلم لها حتى لا يفاجأ بها، فيحافظ على دينه.
● وصف واقعي لآخر الزمان: وصف دقيق لعلامة من علامات الساعة الصغرى، وهي تضييع الأمانة ونقض العهود، وهو ما نراه في زماننا بكثرة.
● خريطة طريق للنجاة: يقدم النبي صلى الله عليه وسلم للمسلم منهجاً عملياً للتعامل مع زمن الفتن، يرتكز على:
- التمسك بالمعروف وإن قل أهله.
- إنكار المنكر ولو كثر فاعلوه.
- التركيز على إصلاح الذات والقريبين (خاصة النفس) كمرحلة أولى.
- عدم إضاعة الوقت والجهد في مخالطة وعظ عامة الناس الفاسدين الذين لا يريدون الإصلاح (عوام الناس).
● فقه الأولويات: يعلمنا الحديث فقه الأولويات في الإصلاح، حيث يبدأ المرء بنفسه وأهله قبل أن يتطلع إلى إصلاح المجتمع كله، خاصة إذا كان المجتمع في حالة فساد كبير.
● الحفاظ على الهوية الإسلامية: الأمر بالتمسك بالمعروف وترك المنكر هو حفاظ على الهوية والإيمان في زمن المحن.
4. معلومات إضافية مفيدة:
- هذا الحديث من جوامع كلم النبي صلى الله عليه وسلم، فهو قليل اللفظ كثير المعاني.
- ينبغي للمسلم أن يفقه
تخريج الحديث
وإسناده حسن من أجل العلاء بن عبد الرحمن فإنه حسن الحديث.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 782 من أصل 1112 حديثاً له شرح
- 757 لا تدعوا على أولادكم، ولا تدعوا على أموالكم
- 758 بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ من محمد عبد الله ورسوله إلى...
- 759 أخرجت الكتاب من عقاصها
- 760 إن مثلي ومثل الأنبياء من قبلي، كمثل رجل بنى بيتا...
- 761 مثلي ومثل الأنبياء كرجل بنى دارًا فأكملها إلا موضع لبنة
- 762 مثل النبي في الانبياء كبنيان اكتمل ببعثته
- 763 مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كالأترجة طعمها طيب وريحها طيب
- 764 لو أن نهرًا بباب أحدكم يغتسل فيه كل يوم خمسًا
- 765 مثل الصلوات الخمس كمثل نهر جار غمر على باب أحدكم.
- 766 مثل المؤمن كمثل الزرع لا تزال الريح تميله
- 767 مثل المؤمن كالخامة من الزرع تفيئها الريح
- 768 هي النخلة مثلها مثل المسلم
- 769 أكثر عملا وأقل عطاء. قال: هل ظلمتكم من حقكم شيئا؟
- 770 آخذ بحجزكم عن النار وأنتم تقحمون فيها
- 771 الناس كالإبل المائة لا تكاد تجد فيها راحلة
- 772 مثل أمتي مثل المطر لا يدرى أوله خير أو آخره
- 773 مثل أمتي مثل المطر لا يدرى أوله خير أم آخره
- 774 مثل القائم على حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا...
- 775 من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده
- 776 من جاهدهم بيده أو لسانه أو قلبه فهو مؤمن
- 777 إن الناس إذا رأوا المنكر لا يغيرونه أوشك أن يعمهم...
- 778 من شهد الخطيئة فكرهها كان كمن غاب عنها
- 779 لن يهلك الناس حتى يعذروا من أنفسهم
- 780 تأخذون بما تعرفون وتدعون ما تنكرون
- 781 الزم بيتك واملك عليك لسانك وخذ بما تعرف ودع ما...
- 782 تعمل ما تعرف وتدع ما تنكر
- 783 مروا بالمعروف وانهوا عن المنكر قبل أن تدعوني فلا أجيبكم
- 784 لا يمنعن أحدكم مخافة الناس أن يتكلم بحق إذا علمه
- 785 ما منعك إذ رأيت المنكر أن تنكره؟
- 786 من يأمر بالمعروف ولا يأتيه وينهى عن المنكر ويأتيه
- 787 العالم الذي يعلم الناس الخير وينسى نفسه كمثل السراج
- 788 تيسير الامور وعدم التعسير في الدعوة
- 789 يسرا ولا تعسرا وبشرا ولا تنفرا
- 790 ما خير بين أمرين إلا أخذ أيسرهما ما لم يكن...
- 791 ترك صلاته من أجل فرس
- 792 من كان يتبع دابته في الصلاة أحب إليه من أن...
- 793 دعوه وأهريقوا على بوله ذنوبا من ماء
- 794 لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا
- 795 الدين يسر ولن يشاده احد الا غلبه
- 796 من أسلم على أن لا يصلي إلا صلاتين فقبل منه
- 797 ما بال أقوام يرغبون عما رخص لي فيه
- 798 النجوم أمنة للسماء فإذا ذهبت النجوم أتى السماء ما توعد
- 799 كان رسول الله ﷺ إذا جلس يتحدث يكثر أن يرفع...
- 800 ألا أيها الناس إنما أنا بشر
- 801 بئس الخطيب أنت! قل: ومن يعص الله ورسوله
- 802 لا تتركوا النار في بيوتكم حين تنامون
- 803 إذا نمتم فأطفئوا النار عنكم
- 804 خمروا الآنية وأجيفوا الأبواب وأطفئوا المصابيح
- 805 أغلقوا الباب وأوكوا السقاء وأطفئوا المصباح
- 806 ذا كان جنح الليل، أو أمسيتم، فكفوا صبيانكم، فإن الشياطين...
معلومات عن حديث: تعمل ما تعرف وتدع ما تنكر
📜 حديث: تعمل ما تعرف وتدع ما تنكر
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: تعمل ما تعرف وتدع ما تنكر
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: تعمل ما تعرف وتدع ما تنكر
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: تعمل ما تعرف وتدع ما تنكر
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








