حديث: الزم بيتك واملك عليك لسانك وخذ بما تعرف ودع ما تنكر

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

عن عبد الله بن عمرو بن العاص، قال: بينما نحن حول رسول الله ﷺ إذ ذكر الفتنة، فقال: «إذا رأيتم الناس قد مرجت عهودهم، وخفت أماناتهم، وكانوا هكذا» وشبك بين أصابعه، قال: فقمت إليه، فقلت: كيف أفعل عند ذلك، جعلني الله فداك؟ قال: «الزم بيتك، واملك عليك لسانك، وخذ بما تعرف، ودع ما تنكر، وعليك بأمر خاصة نفسك، ودع عنك أمر العامة».

حسن: رواه أبو داود (٤٣٤٣)، وأحمد (٦٩٨٧)، والحاكم (٤/ ٢٨٢) كلهم من طريق يونس بن أبي إسحاق، عن هلال بن خباب أبي العلاء، قال: حدثني عكرمة، حدثني عبد الله بن عمرو بن العاص، قال: فذكره.

عن عبد الله بن عمرو بن العاص، قال: بينما نحن حول رسول الله ﷺ إذ ذكر الفتنة، فقال: «إذا رأيتم الناس قد مرجت عهودهم، وخفت أماناتهم، وكانوا هكذا» وشبك بين أصابعه، قال: فقمت إليه، فقلت: كيف أفعل عند ذلك، جعلني الله فداك؟ قال: «الزم بيتك، واملك عليك لسانك، وخذ بما تعرف، ودع ما تنكر، وعليك بأمر خاصة نفسك، ودع عنك أمر العامة».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لحديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.

نص الحديث:


عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: بينما نحن حول رسول الله ﷺ إذ ذكر الفتنة، فقال: «إذا رأيتم الناس قد مرجت عهودهم، وخفت أماناتهم، وكانوا هكذا» وشبك بين أصابعه، قال: فقمت إليه، فقلت: كيف أفعل عند ذلك، جعلني الله فداك؟ قال: «الزم بيتك، واملك عليك لسانك، وخذ بما تعرف، ودع ما تنكر، وعليك بأمر خاصة نفسك، ودع عنك أمر العامة».

1. شرح المفردات:


● مرجت عهودهم: المرج: الاختلاط وعدم الوضوح، أي اضطربت عهودهم واختلت، فلم يعد للعهود والمواثيق قيمة عندهم.
● خفت أماناتهم: قلت وضَعُفت، فأصبحوا لا يؤدون الأمانات، ويخونون فيها.
● شبك بين أصابعه: أدار أصابعه بعضها في بعض، وهذا إشارة إلى شدة الاختلاط والاضطراب.
● الزم بيتك: أي اقعد في بيتك ولا تخرج إليه لتشارك فيها.
● املك عليك لسانك: احفظ لسانك ولا تتكلم بما يضرك أو يضر غيرك.
● خذ بما تعرف: اعمل بما تعرفه من الحق والخير.
● دع ما تنكر: اترك ما تراه منكرًا ولا تشترك فيه.
● أمر خاصة نفسك: اهتم بشؤونك الشخصية وما يخصك.
● أمر العامة: الشؤون العامة التي تثير الفتن وتضر بالمجتمع.

2. شرح الحديث:


يصف النبي ﷺ في هذا الحديث حالة مجتمعية خطيرة تسبق الفتن أو تصاحبها، حيث تضعف القيم الأخلاقية والدينية، فيضطرب الوفاء بالعهود، وتضعف الأمانة، ويصبح الناس في فوضى واختلاط شديد. وشبك الأصابع إشارة بلاغية إلى شدة التداخل والاضطراب في الأمور.
ولما سأل عبد الله بن عمرو عن الموقف الصحيح في مثل هذه الظروف، أرشده النبي ﷺ إلى جملة من التوجيهات الحكيمة التي تحفظ المسلم من شرور الفتنة، وتعينه على الثبات على دينه.

3. الدروس المستفادة منه:


● وجوب الحذر من الفتن: الفتنة من أخطر الأمور على دين المسلم، وقد حذر منها النبي ﷺ في كثير من الأحاديث.
● علامات الفتنة: من علاماتها اختلال المواثيق وضياع الأمانات، وهذه إشارة إلى انهيار القيم في المجتمع.
● الاعتزال الوقائي: ليس المقصود الهروب من المسؤولية، ولكن حفظ الدين والنفس عند اشتعال الفتنة وعدم وضوح الرؤية.
● ضبط اللسان: في زمن الفتنة يكون الكلام خطرًا عظيمًا، فرب كلمة تورث ندما طويلا.
● التمسك بالمعروف والإنكار بالقلب: عندما يعم المنكر ويقل المعروف، يتحتم على المسلم أن يتمسك بما يعرفه من حق، وينكر بقلبه ما يراه من باطل إذا لم يستطع تغييره بيده أو لسانه.
● ترك التدخل في الشؤون العامة المضطربة: عندما تكون الأمور العامة مضطربة وغير واضحة، يكون الأولى بالمسلم أن يهتم بشؤونه الخاصة ويحافظ على دينه ونفسه.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث أخرجه الإمام أحمد في مسنده، وأبو داود في سننه، والحاكم في مستدركه، وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم، ووافقه الذهبي.
- الفتنة المقصودة هنا هي الفتن العامة التي تشمل المجتمع كله، وتخاصم فيها الناس على الدنيا أو السلطة، وتضيع فيها المعايير الشرعية.
- نهي النبي ﷺ عن الخروج في الفتنة لا يعني السكوت على المنكرات دائمًا، ولكن عندما تكون الفتنة عامة ويصعب تمييز الحق من الباطل، يكون الاعتزال والحذر هو الأصلح.
- من الحكم في هذه التوجيهات النبوية: حفظ دماء المسلمين، ومنع انتشار الشر، وحماية الدين من الانخراط في ما لا طاقة للمسلم به.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٤٣٤٣)، وأحمد (٦٩٨٧)، والحاكم (٤/ ٢٨٢) كلهم من طريق يونس بن أبي إسحاق، عن هلال بن خباب أبي العلاء، قال: حدثني عكرمة، حدثني عبد الله بن عمرو بن العاص، قال: فذكره.
وإسناده حسن من أجل يونس بن أبي إسحاق وهلال بن خباب فإنهما حسنا الحديث.
وقال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 781 من أصل 1112 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: الزم بيتك واملك عليك لسانك وخذ بما تعرف ودع ما تنكر

  • 📜 حديث: الزم بيتك واملك عليك لسانك وخذ بما تعرف ودع ما تنكر

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: الزم بيتك واملك عليك لسانك وخذ بما تعرف ودع ما تنكر

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: الزم بيتك واملك عليك لسانك وخذ بما تعرف ودع ما تنكر

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: الزم بيتك واملك عليك لسانك وخذ بما تعرف ودع ما تنكر

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب