السعيد لمن جنب الفتن ولمن ابتلي فصبر

حديث: السعيد لمن جنب الفتن ولمن ابتلي فصبر

عن المقداد بن الأسود، قال: ايم اللَّه، لقد سمعت رسول اللَّه ﷺ يقول: «إن
السعيد لمن جنب الفتن، إن السعيد لمن جُنِّبَ الفتن، إن السعيد لمن جنب الفتن، ولمن ابتلي فصبر، فواهًا».

صحيح: رواه أبو داود (٤٢٦٣) عن إبراهيم بن الحسن المصيصي، حدّثنا حجاج يعني ابن محمد، حدّثنا الليث بن سعد، قال: حدثني معاوية بن صالح، أن عبد الرحمن بن جبير، حدثه عن أبيه، عن المقداد بن الأسود، فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النبوي الشريف شرحًا وافيًا وفق منهج أهل السنة والجماعة:

الحديث:

عن المقداد بن الأسود رضي الله عنه قال: "أيم الله، لقد سمعت رسول الله ﷺ يقول: «إن السعيد لمن جُنِّبَ الفتن، إن السعيد لمن جُنِّبَ الفتن، إن السعيد لمن جُنِّبَ الفتن، ولمن ابتُلي فصبر، فَوَاهًا»".

1. شرح المفردات:

● السعيد: هو الإنسان المُوفَّق لحسن العاقبة في الدنيا والآخرة، الفائز برضا الله وجنته.
● جُنِّبَ الفتن: أي بُعد عنها ونجا من الوقوع فيها، وسلِم من شرها.
● ابتُلي: اختُبر وامتُحن بالمصائب والشدائد.
● فصبر: ثبت ولم يجزع، واحتسب الأجر عند الله.
● فَوَاهًا: كلمة تعبير عن التعجب والاستعظام لأمر الفتن وشدتها، وهي تدل على عظم خطر الفتن وكثرة شرورها.

2. شرح الحديث:

يُبين النبي ﷺ في هذا الحديث أن السعادة الحقيقية والنجاة تكون بطريقتين:
أولاً: السلامة من الفتن بالبعد عنها:
- فالسعيد هو من حفظه الله من الفتن، فلم يقع فيها، ولم يتأثر بشرها، وهذا من أعظم النعم. وقد كرر النبي ﷺ العبارة ثلاثًا للتأكيد على عظم هذه النعمة وخطورة الفتن.
ثانيًا: الصبر عند الابتلاء:
- فإن وقع الإنسان في الفتنة أو الابتلاء، فسعادته ونجاته تكون بالصبر والثبات على الدين، وعدم التسخط أو الانحراف.
ثم يعقب النبي ﷺ بقوله "فَوَاهًا": وهي كلمة تقال تعجبًا من شدة الأمر، وكأنه ﷺ يتعجب من عظم الفتن وخطورتها، ويحذر الأمة منها.

3. الدروس المستفادة:

1- خطر الفتن وعظم شأنها: فالفتن من أعظم المحن التي تمر بها الأمة، وقد حذر منها النبي ﷺ في كثير من الأحاديث.
2- السعادة في السلامة والصبر: السعيد ليس بالضرورة من كثر ماله أو جاهه، بل من سلم من الفتن، أو صبر عند الابتلاء.
3- التأكيد على أهمية البعد عن مواطن الفتن: فالوقاية خير من العلاج، والأولى بالإنسان أن يبتعد عن كل ما يوقعه في الفتن.
4- الصبر عند البلاء من أسباب الفوز: فمن ابتلي في دينه أو دنياه، فليصبر وليحتسب، فإن العاقبة للمتقين.
5- بيان رحمة النبي ﷺ بأمته: حيث يحذرهم من الفتن، ويبين لهم طريق النجاة.

4. معلومات إضافية:

● الفتن أنواع: منها فتن الشبهات (التي تصيب العقيدة والفكر) وفتن الشهوات (التي تصيب القلب والسلوك)، وفتن المحن والشدائد.
● من أعظم الفتن: فتنة الدجال، وفتن آخر الزمان، والفتن التي تعصف بالمجتمعات الإسلامية.
● النجاة من الفتن: تكون بالتمسك بالسنة، ولزوم الجماعة، والتعوذ من الفتن، والاستعانة بالله.

الخلاصة:

السعيد الحقيقي هو من حفظه الله من الفتن فسلم، أو من ابتلي فصبر وثبت حتى ينجو من شرها، وهذا من توفيق الله للعبد وحسن خاتمته.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٤٢٦٣) عن إبراهيم بن الحسن المصيصي، حدّثنا حجاج يعني ابن محمد، حدّثنا الليث بن سعد، قال: حدثني معاوية بن صالح، أن عبد الرحمن بن جبير، حدثه عن أبيه، عن المقداد بن الأسود، فذكره.
وإسناده صحيح.
قوله: «واها» كلمة معناها التلهف، وقد يوضع أيضًا موضع الإعجاب بالشيء.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 3 من أصل 409 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: السعيد لمن جنب الفتن ولمن ابتلي فصبر

📜 حديث: السعيد لمن جنب الفتن ولمن ابتلي فصبر

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: السعيد لمن جنب الفتن ولمن ابتلي فصبر

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: السعيد لمن جنب الفتن ولمن ابتلي فصبر

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: السعيد لمن جنب الفتن ولمن ابتلي فصبر

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية