حديث: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ الْفَجْرَ ثُمَّ خَطَبَنَا حَتَّى غَرَبَتِ الشَّمْسُ

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب إخبار النبي ﷺ فيما يكون إلى قيام الساعة

عن أبي زيد عمرو بن أخطب قال: صلّى بنا رسول اللَّه ﷺ الفجر، وصَعِدَ المنبر، فخطبنا حتى حضرت الظهرُ فنزل، فصلى ثم صعد المنبر، فخطبنا حتى حضرت العصرُ، ثم نزل فصلى، ثم صعد المنبر فخطبنا حتى غربتِ الشمسُ، فأخبرنا بما كان، وبما هو كائن، فأعلمُنا أحفظُنا.

صحيح: رواه مسلم في الفتن وأشراط الساعة (٢٨٩٢) من طرق عن أبي عاصم (هو الضحاك ابن مخلد)، أخبرنا عزرة بن ثابت، أخبرنا علباء بن أحمر، حدثني أبو زيد -يعني عمرو بن أخطب- قال: فذكره.

عن أبي زيد عمرو بن أخطب قال: صلّى بنا رسول اللَّه ﷺ الفجر، وصَعِدَ المنبر، فخطبنا حتى حضرت الظهرُ فنزل، فصلى ثم صعد المنبر، فخطبنا حتى حضرت العصرُ، ثم نزل فصلى، ثم صعد المنبر فخطبنا حتى غربتِ الشمسُ، فأخبرنا بما كان، وبما هو كائن، فأعلمُنا أحفظُنا.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم النبيين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم رواه الإمام مسلم في صحيحه، وفيه بيان لعظمة النبي ﷺ وعمق علمه، وشدة حرصه على تبليغ أمته.

شرح الحديث:


الراوي: أبو زيد عمرو بن أخطب الأنصاري رضي الله عنه، وهو صحابي جليل.
المناسبة: يروي لنا الصحابي مشهدًا عظيمًا من مشاهد التعليم النبوي، حيث استغرق النبي ﷺ يومًا كاملًا في وعظ الأمة وتعليمها.
المفردات:
● صَعِدَ المنبر: ارتقى مكان الخطبة المعروف في المسجد.
● حضرت الظهر/العصر: جاء وقت صلاة الظهر والعصر.
● غربت الشمس: غابت الشمس ودخل وقت صلاة المغرب.
● بما كان: أي أخبار الأمم السابقة والأنبياء وما حدث في الماضي.
● بما هو كائن: أي ما سيحدث في المستقبل إلى يوم القيامة (أشراط الساعة، الفتن، etc.).
● أعلمنا أحفظنا: أكثرنا علمًا وحفظًا لما سمعناه منه ﷺ.

شرح الحديث:


1- العظمة النبوية في التعليم: بدأ النبي ﷺ يومه بصلاة الفجر مع الصحابة، ثم انطلق في جلسة تعليمية marathon استمرت حتى غروب الشمس. وهذا يدل على:
- شدة حرصه ﷺ على هداية أمته وتبليغ العلم.
- تحمله للمشقة في سبيل التعليم (الوقوف الطويل، الخطاب المتواصل).
2- التدرج والموازنة بين العبادة والتعليم: لاحظ كيف كان النبي ﷺ ينزل ليصلي الصلوات في أوقاتها ثم يعود للخطبة. وهذا درس في:
- عدم إهمال الفرائض مهما بلغ الانشغال بالدعوة والتعليم.
- الجمع بين العبادة القلبية (الخطبة والذكر) والبدنية (الصلاة).
3- محتوى الخطاب: أخبرهم ﷺ "بما كان وبما هو كائن"، وهذا يشمل:
● "بما كان": قصص الأنبياء، أحوال الأمم السابقة، أسباب هلاكها، عبر التاريخ.
● "بما هو كائن": علامات الساعة الكبرى والصغرى، الفتن، أهوال القيامة، صفة الجنة والنار. وهذا من دلائل نبوته ﷺ، حيث أخبر بأمور غيبية ستقع فوقع الكثير منها كما أخبر.
4- الحفظ والاستيعاب: قوله "فأعلمنا أحفظنا" يدل على:
- تفاوت الصحابة في الحفظ والفهم، وهذا طبيعي.
- حرصهم رضي الله عنهم على حفظ كل كلمة يقولها النبي ﷺ.
- أن العلم يؤخذ بالتحمل والأخذ من المعصوم ﷺ.

الدروس المستفادة:


1- اهتمام المعلم بأمته: على الدعاة والمعلمين الاقتداء بالنبي ﷺ في الصبر على التعليم وتحمل المشاق.
2- أهمية العلم الغيبي: الإيمان بما أخبر به النبي ﷺ من أمور الماضي والمستقبل من أركان الإيمان.
3- الترتيب والتوازن: الجمع بين الحقوق المختلفة (حق الله في الصلاة، حق الأمة في التعليم).
4- العلم يؤخذ من أهله: كما تلقى الصحابة العلم من النبي ﷺ مباشرة، يجب على المسلم أن يتعلم من العلماء الراسخين.
5- الاستعداد للآخرة: هذا الخطاب كان تحذيرًا وتبشيرًا، ليستعد المسلم لما بعد الموت.

معلومات إضافية:


- هذا الحديث من أعلام نبوة محمد ﷺ، حيث أخبر بأمور غيبية كثيرة تحققت عبر التاريخ.
- يستدل به العلماء على جواز الخطبة الطويلة للمصلحة، كالوعظ في أوقات الفتن.
- فيه دليل على أن النبي ﷺ كان يخطب على المنبر، وهو من سنن الخطباء.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
ملاحظة: هذا الحديث يرويه الإمام مسلم في صحيحه، وهو من الأحاديث الصحيحة في كتب السنة.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الفتن وأشراط الساعة (٢٨٩٢) من طرق عن أبي عاصم (هو الضحاك ابن مخلد)، أخبرنا عزرة بن ثابت، أخبرنا علباء بن أحمر، حدثني أبو زيد -يعني عمرو بن أخطب- قال: فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 35 من أصل 409 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ الْفَجْرَ ثُمَّ خَطَبَنَا حَتَّى غَرَبَتِ الشَّمْسُ

  • 📜 حديث: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ الْفَجْرَ ثُمَّ خَطَبَنَا حَتَّى غَرَبَتِ الشَّمْسُ

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ الْفَجْرَ ثُمَّ خَطَبَنَا حَتَّى غَرَبَتِ الشَّمْسُ

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ الْفَجْرَ ثُمَّ خَطَبَنَا حَتَّى غَرَبَتِ الشَّمْسُ

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ الْفَجْرَ ثُمَّ خَطَبَنَا حَتَّى غَرَبَتِ الشَّمْسُ

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب