حديث: عرض الفتن على القلوب كالحصير عودا عودا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب حديث حذيفة في خطبة النبي ﷺ وبيانه وما يكون إلى قيام الساعة

عن حذيفة قال: كنا عند عمر، فقال: أيكم سمع رسول اللَّه ﷺ يذكر الفتن؟ فقال قوم: نحن سمعناه فقال: لعلكم تعنون فتنة الرجل في أهله وجاره؟ قالوا: أجل، قال: تلك تكفّرها الصلاة والصيام والصدقة، ولكن أيكم سمع النبي ﷺ يذكر الفتن التي تموج موج البحر، قال حذيفة: فأسكتَ القومُ فقلت: أنا، قال: أنت للَّه أبوك، قال حذيفة: سمعت رسول اللَّه ﷺ يقول: «تُعرض الفتنُ على القلوب كالحصير عُودًا عُودًا، فأي قلب أُشربها نُكت فيه نكتة سوداء، وأي قلب أنكرها نُكت فيه نكتة بيضاءُ، حتى تصير على قلبين، على أبيض مثل الصفا، فلا تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض، والاخر أسود مُربادًا كالكوز مجخِّيًا لا يعرف معروفًا ولا ينكر منكرًا، إلا ما أُشرب من هواه».
قال حذيفة: وحدثته أن بينك وبينها بابًا مغلقًا، يوشك أن يُكسرَ، قال عمر: أكسرًا لا أبا لك! فلو أنه فُتح لعله كان يُعاد، قلت: لا بل يُكسر، وحدّثتُه أن ذلك الباب رجل يُقتل أو يموت، حديثا ليس بالأغاليط.

صحيح: رواه مسلم في الإيمان (١٤٤: ٢٣١) عن محمد بن عبد اللَّه بن نمير، حدّثنا أبو خالد -يعني سليمان بن حيان- عن سعد بن طارق، عن ربعي، عن حذيفة، فذكره.

عن حذيفة قال: كنا عند عمر، فقال: أيكم سمع رسول اللَّه ﷺ يذكر الفتن؟ فقال قوم: نحن سمعناه فقال: لعلكم تعنون فتنة الرجل في أهله وجاره؟ قالوا: أجل، قال: تلك تكفّرها الصلاة والصيام والصدقة، ولكن أيكم سمع النبي ﷺ يذكر الفتن التي تموج موج البحر، قال حذيفة: فأسكتَ القومُ فقلت: أنا، قال: أنت للَّه أبوك، قال حذيفة: سمعت رسول اللَّه ﷺ يقول: «تُعرض الفتنُ على القلوب كالحصير عُودًا عُودًا، فأي قلب أُشربها نُكت فيه نكتة سوداء، وأي قلب أنكرها نُكت فيه نكتة بيضاءُ، حتى تصير على قلبين، على أبيض مثل الصفا، فلا تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض، والاخر أسود مُربادًا كالكوز مجخِّيًا لا يعرف معروفًا ولا ينكر منكرًا، إلا ما أُشرب من هواه».
قال حذيفة: وحدثته أن بينك وبينها بابًا مغلقًا، يوشك أن يُكسرَ، قال عمر: أكسرًا لا أبا لك! فلو أنه فُتح لعله كان يُعاد، قلت: لا بل يُكسر، وحدّثتُه أن ذلك الباب رجل يُقتل أو يموت، حديثا ليس بالأغاليط.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإن هذا الحديث العظيم الذي رواه الصحابي الجليل حذيفة بن اليمان رضي الله عنه، يحتوي على دروس وعبر عظيمة، وسأشرحه لكم جزءًا جزءًا معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.

أولاً. شرح مفردات الحديث:


● تموج موج البحر: أي تتلاطم وتكثر وتشتد كأمواج البحر في اضطرابها وشدتها.
● كالحصير عودًا عودًا: الحصير يُنسج خيطًا خيطًا أو عودًا عودًا، أي أن الفتن تتسلل إلى القلوب تدريجيًا.
● أشربها: أي دخلت فيها وامتزجت بها كما يمتص الإسفنج الماء.
● نكت فيه نكتة سوداء: أي وُضعت فيه نقطة أو علامة سوداء.
● مربادًا: أي مائلًا إلى السواد.
● كالكوز مجخيًا: الكوز هو الإناء، ومجخيًا أي مقلوبًا على فمه، فلا يصل إليه شيء.
● يوشك: أي يقرب وي speed.
● ليس بالأغاليط: أي أن الحديث صحيح وليس فيه كذب أو أخطاء.

ثانيًا. شرح الحديث:


يبدأ الحديث بأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه يسأل الصحابة عن الفتن التي سمعوها من النبي صلى الله عليه وسلم، فيذكرون فتنة الرجل في أهله وجاره (أي الامتحانات الصغيرة في الحياة)، فيبين عمر أن هذه تكفرها الصلاة والصيام والصدقة، لكنه يسأل عن الفتن العظام التي تتلاطم كأمواج البحر.
هنا يتقدم حذيفة رضي الله عنه ويذكر ما سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم عن هذه الفتن الكبرى، فيصف النبي صلى الله عليه وسلم كيف أن الفتن تعرض على القلوب تدريجيًا، فمن قبلها وشربها صار قلبه أسود مظلمًا، ومن أنكرها ورفضها صار قلبه نقيًا أبيض مثل الصفا (الحجر الأملس الأبيض)، فلا تضره الفتن بعد ذلك.
ثم يذكر حذيفة أنه أخبر عمر أن بينه وبين هذه الفتن بابًا مغلقًا سيُكسر قريبًا، ويبين أن هذا الباب هو رجل (يقصد نفسه عمر أو حاكم عادل)، فإذا مات أو قُتل انفتحت الفتن.

ثالثًا. الدروس المستفادة:


1- الفتن تكون تدريجية: فلا تأتي مرة واحدة، بل تتسلل إلى القلوب شيئًا فشيئًا، ف يجب على المسلم أن يحذر من بداياتها.
2- القلب هو محك الإيمان: فحسب استجابة القلب للفتن يكون مصيره، فإما أن يبيض وينجو، أو يسود ويهلك.
3- دور الأعمال الصالحة: في تكفير الذنوب والفتن الصغيرة، كما ذكر عمر رضي الله عنه.
4- أهمية وجود العادلين: فوجود الحاكم العادل أو الرجل الصالح يمثل حاجزًا against الفتن، فإذا ذهب انكسر هذا الحاجز.
5- ضرورة التمسك بالمعروف والإنكار للمنكر: لأن القلب الأسود لا يعرف معروفًا ولا ينكر منكرًا.

رابعًا. معلومات إضافية:


- هذا الحديث رواه الإمام مسلم في صحيحه، وهو من الأحاديث الصحيحة.
- الفتن التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم تحققت في التاريخ الإسلامي، كقتال الصحابة في الفتنة الكبرى.
- الحديث يحث المسلم على مجاهدة نفسه وحماية قلبه من تأثيرات الفتن بالذكر والصلاة والتقوى.
أسأل الله أن يجعل قلوبنا بيضاء نقية لا تضرها فتنة ما دامت السماوات والأرض، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الإيمان (١٤٤: ٢٣١) عن محمد بن عبد اللَّه بن نمير، حدّثنا أبو خالد -يعني سليمان بن حيان- عن سعد بن طارق، عن ربعي، عن حذيفة، فذكره.
قال أبو خالد: فقلت لسعد: يا أبا مالك ما أسود مربادًا؟ قال: شدة البياض في سواد، قال: قلت: فما الكوز مجخيا؟ قال: منكوسا.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 41 من أصل 409 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: عرض الفتن على القلوب كالحصير عودا عودا

  • 📜 حديث: عرض الفتن على القلوب كالحصير عودا عودا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: عرض الفتن على القلوب كالحصير عودا عودا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: عرض الفتن على القلوب كالحصير عودا عودا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: عرض الفتن على القلوب كالحصير عودا عودا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب