حديث: أوصاني أبو القاسم إن أدركت شيئًا من الفتن أن أعمد إلى أحد فأكسر

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب النهي عن السعي في الفتنة

عن عبد اللَّه بن أبي أوفى قال: أوصاني أبو القاسم، «إن أنا أدركت شيئًا من هذه (يعني الفتن) أن أعمد إلى أُحُدٍ، فأكْسِرَ سيفي، وأقعدَ في بيتي، فإن دُخل علي في بيتي، قال: اقعُدْ في مخدعك، فإن دُخل عليك فاجثو على ركبتيك، وتقول: بؤ بإثمي وإثمك فتكون من أصحاب النار، وذلك جزاء الظالمين»، فقد كسرتُ سيفي، فإذا دخل علي بيتي دخلتُ مخدعي، فإذا دخل عليَّ مخدعي جثوتُ على ركبتي، وقلت ما قال رسول اللَّه ﷺ أن أقول.

حسن: رواه البزار (٣٣٧٧) عن إبراهيم بن عبد اللَّه، قال: أخبرنا بشر بن محمد بن أبان، قال: أخبرنا زياد بن أبي مسلم أبو عمر الصفار، قال: سمعت أبا الأشعث الصنعاني، يقول: بعثني يزيد ابن معاوية إلى عبد اللَّه بن أبي أوفى فقدمت ومعي ناس من أصحاب رسول اللَّه ﷺ، فقلت: ما تأمرون به الناس؟ فقال: أوصاني أبو القاسم، فذكره.

عن عبد اللَّه بن أبي أوفى قال: أوصاني أبو القاسم، «إن أنا أدركت شيئًا من هذه (يعني الفتن) أن أعمد إلى أُحُدٍ، فأكْسِرَ سيفي، وأقعدَ في بيتي، فإن دُخل علي في بيتي، قال: اقعُدْ في مخدعك، فإن دُخل عليك فاجثو على ركبتيك، وتقول: بؤ بإثمي وإثمك فتكون من أصحاب النار، وذلك جزاء الظالمين»، فقد كسرتُ سيفي، فإذا دخل علي بيتي دخلتُ مخدعي، فإذا دخل عليَّ مخدعي جثوتُ على ركبتي، وقلت ما قال رسول اللَّه ﷺ أن أقول.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النبوي الشريف شرحًا وافيًا وفق منهج أهل السنة والجماعة:

الحديث:


عن عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه قال: أوصاني أبو القاسم (يعني النبي صلى الله عليه وسلم): «إن أنا أدركت شيئًا من هذه (يعني الفتن) أن أعمد إلى أُحُدٍ، فأكْسِرَ سيفي، وأقعدَ في بيتي، فإن دُخل علي في بيتي، قال: اقعُدْ في مخدعك، فإن دُخل عليك فاجثو على ركبتيك، وتقول: بؤ بإثمي وإثمك فتكون من أصحاب النار، وذلك جزاء الظالمين»، فقد كسرتُ سيفي، فإذا دخل علي بيتي دخلتُ مخدعي، فإذا دخل عليَّ مخدعي جثوتُ على ركبتي، وقلت ما قال رسول اللَّه ﷺ أن أقول.


1. شرح المفردات:


● أبو القاسم: كنية النبي صلى الله عليه وسلم.
● الفتن: جمع فتنة، وهي الاضطرابات والقتال بين المسلمين.
● أُحُد: الجبل المعروف في المدينة المنورة.
● أكسر سيفي: أي أتلف سلاحي حتى لا أُجبر على القتال.
● مخدعي: غرفتي الخاصة أو مكان نومي.
● اجثو على ركبتيك: انحنِ على ركبتيك كعلامة على الخضوع وعدم المقاومة.
● بؤ بإثمي وإثمك: أي تحمل إثمي وإثمك، والمعنى: أنت المسؤول عن هذا العدوان وإثمه.


2. شرح الحديث:


هذا الحديث يرويه الصحابي الجليل عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه، وهو يبيّن وصية النبي صلى الله عليه وسلم له عند وقوع الفتن بين المسلمين. فقد أوصاه النبي صلى الله عليه وسلم بأن يتجنب المشاركة في القتال الداخلي بين المسلمين، وذلك باتباع خطوات متدرجة:
● كسر السيف: وهو رمز للتخلي عن السلاح وعدم الانخراط في القتال.
● الاعتزال في البيت: أي الابتعاد عن ساحة الفتنة وعدم الخروج إليها.
● إذا دخل عليه أحد في بيته: أن ينتقل إلى غرفته الداخلية (مخدعه) ليبعد نفسه أكثر.
● إذا دخل عليه في مخدعه: أن يجثو على ركبته ويقول: "بؤ بإثمي وإثمك"، أي يعلن براءته من إثم المعتدي ويحمله مسؤولية عدوانه.
وهذا كله يدل على وجوب تجنب الفتنة وعدم المشاركة في القتال بين المسلمين، لأن القتال في الفتنة قد يؤدي إلى سفك دماء بريئة أو الوقوع في المحرمات.


3. الدروس المستفادة:


● تحذير النبي صلى الله عليه وسلم من الفتن: فقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من الفتن وأمر بالابتعاد عنها.
● وجوب اعتزال الفتن: من الحكمة عند وقوع الفتن بين المسلمين أن يعتزل المسلم ولا يشارك فيها.
● الحفاظ على دماء المسلمين: يجب الحذر من سفك الدماء بغير حق، خاصة في الفتن الداخلية.
● التدرج في تجنب الفتن: إذا لم يكن الاعتزال كافيًا، فيجب اتخاذ إجراءات أقوى مثل كسر السلاح والاختباء في البيت.
● التبرؤ من إثم المعتدي: إذا اضطر المسلم إلى مواجهة المعتدي، فيجب أن يعلن براءته من الإثم ويحمله المسؤولية.


4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث يدل على حرص النبي صلى الله عليه وسلم على وحدة المسلمين وتحذيره من التفرق والقتال الداخلي.
- الفتن التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم تشمل كل الاضطرابات والقتال الذي يحدث بين المسلمين، مثل ما حدث في الفتنة الكبرى زمن علي ومعاوية رضي الله عنهما.
- كسر السيف ليس معناه إتلاف المال بغير حق، بل هو جائز للحاجة لدفع شر أعظم وهو المشاركة في قتال المسلمين.
- قول "بؤ بإثمي وإثمك" ليس اعترافًا بذنب، بل هو تحذير للمعتدي وتبرؤ من فعله.

أسأل الله تعالى أن يحفظنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يجمع كلمة المسلمين على الحق والهدى. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البزار (٣٣٧٧) عن إبراهيم بن عبد اللَّه، قال: أخبرنا بشر بن محمد بن أبان، قال: أخبرنا زياد بن أبي مسلم أبو عمر الصفار، قال: سمعت أبا الأشعث الصنعاني، يقول: بعثني يزيد ابن معاوية إلى عبد اللَّه بن أبي أوفى فقدمت ومعي ناس من أصحاب رسول اللَّه ﷺ، فقلت: ما تأمرون به الناس؟ فقال: أوصاني أبو القاسم، فذكره.
وبشر بن محمد بن أبان فيه كلام يسير، قال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به، وقد توبع في الجملة، فرواه أحمد (١٧١٩٨٢) عن عبد الصمد، حدّثنا زياد بن مسلم أبو عمر، حدّثنا أبو الأشعث الصنعاني قال: بعثنا يزيد بن معاوية إلى ابن الزبير، فلما قدمت المدينة دخلت على فلان -نسي زياد اسمه- فقال: إن الناس قد صنعوا ما صنعوا، فما ترى؟ فقال: أوصاني خليلي أبو القاسم، فذكر نحوه.
وإسناده حسن من أجل زياد بن أبي مسلم الصفار فإنه حسن الحديث ما لم يأت بما ينكر عليه.
والصحابي الذي نسي اسمه هو عبد اللَّه بن أبي أوفى كما في حديث البزار.
وقوله: «بعثني يزيد بن معاوية إلى عبد اللَّه بن أبي أوفى»، الصحيح أن بعثه كان إلى ابن الزبير في مكة، وكان ذاهبا إلى مكة فمرَّ بالمدينة، ولقي عبد اللَّه بن أبي أوفى وسمع منه هذا الحديث.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 26 من أصل 409 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أوصاني أبو القاسم إن أدركت شيئًا من الفتن أن أعمد إلى أحد فأكسر

  • 📜 حديث: أوصاني أبو القاسم إن أدركت شيئًا من الفتن أن أعمد إلى أحد فأكسر

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أوصاني أبو القاسم إن أدركت شيئًا من الفتن أن أعمد إلى أحد فأكسر

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أوصاني أبو القاسم إن أدركت شيئًا من الفتن أن أعمد إلى أحد فأكسر

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أوصاني أبو القاسم إن أدركت شيئًا من الفتن أن أعمد إلى أحد فأكسر

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب