حديث: يحمل الناس على الصراط يوم القيامة فتقادع بهم جنبتا الصراط

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب المرور على الصراط يوم القيامة

عن أبي بكرة، عن النّبيّ ﷺ قال: «يُحمل الناس على الصراط يوم القيامة، فتقادعُ بهم جنبتا الصّراط تقادع الفراش في النّار. قال: فينجّي اللَّهُ برحمته من يشاء». الحديث.

حسن: رواه أحمد (٢٠٤٤٠)، والبزّار (٣٦٧١)، وابن أبي عاصم في السنة (٨٣٨) كلّهم من حديث عفان بن مسلم، حدّثنا سعيد بن زيد، قال: سمعت أبا سليمان العصري، حدّثنا عقبة بن صُهبان، عن أبي بكرة، فذكره.

عن أبي بكرة، عن النّبيّ ﷺ قال: «يُحمل الناس على الصراط يوم القيامة، فتقادعُ بهم جنبتا الصّراط تقادع الفراش في النّار. قال: فينجّي اللَّهُ برحمته من يشاء». الحديث.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث العظيم الذي رواه أبو بكرة رضي الله عنه، يصور لنا مشهداً من أهوال يوم القيامة، وهو مشهد مرور الناس على الصراط، وقد رواه الإمام أحمد في مسنده، وغيره.

أولاً. شرح المفردات:


● يُحمل الناس على الصراط: يُساقون ويُمررون عليه.
● الصراط: هو الجسر المنصوب على متن جهنم، حادّ كحد السيف، أدق من الشعرة وأحد من السيف، يعبر عليه الناس حسب أعمالهم.
● تقادعُ بهم جنبتا الصّراط: تتساقط بهم وتطرحهم في النار جانبا الصراط (أي حافتاه). والقادع: هو الذي يدفع ويُسقط.
● تقادع الفراش في النّار: يتساقطون بكثرة وسرعة كما يتساقط الفراش (وهو حشرة صغيرة تطير حول النار فتقع فيها).

ثانياً. شرح الحديث:


يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث عن أحد أهوال يوم القيامة، بعد أن يقف الناس في الموقف العظيم، وتُعرض أعمالهم، ويُحاسبون، ثم يُؤمرون إلى الجنة أو النار.
فيُمر الناس على الصراط المنصوب فوق جهنم. والصراط له حالتان: فهو بالنسبة للمؤمنين المتقين واسعاً مُستقيماً، وبالنسبة للعاصين والمنافقين أدق من الشعر وأحد من السيف.
وفي أثناء مرور الناس عليه، تدفعهم حافتا الصراط (جنبتاه) بسبب ذنوبهم ومعاصيهم، فيتساقطون في نار جهنم، وكثرة تساقطهم وسرعته تشبه تساقط الفراش حول النار الحقيقية في الدنيا، حيث ينجذب إلى الضوء ثم يسقط فيه ويتحرق.
ثم يختم النبي صلى الله عليه وسلم هذا المشهد المخيف ببشرى عظيمة، وهي أن النجاة في ذلك الموقف العصيب ليست بقوة الإنسان أو عمله وحده، بل هي برحمة الله تعالى وتوفيقه، فينجي برحمته من يشاء من عباده المؤمنين.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- عظمة يوم القيامة وأهواله: الحديث يذكرنا بحقيقة ذلك اليوم及其أهواله، لنجعل له استعداداً بالعمل الصالح.
2- التحذير من الذنوب والمعاصي: فكلما كثرت ذنوب الإنسان، كلما زادت عثراته على الصراط، وكانت سبباً في دفعهِ إلى النار. فالمعاصي ثقيلة على صاحبها يوم القيامة.
3- الاستعانة بالله والتوكل عليه: النجاة النهائية هي بيد الله وحده، فلا مكان للغرور أو الاعتزاز بالقوة أو العمل، بل يجب على المسلم أن يلجأ إلى الله ويستعين به ويتضرع إليه أن يثبته على الصراط.
4- سعة رحمة الله تعالى: ففي وسط هذا المشهد المرعب، تبرز رحمة الله كالمنقذ الوحيد، فهو الذي ينجي برحمته، وهذا يدعو الإنسان إلى أن يطلب رحمة الله ويستجلبها بالأعمال الصالحة.
5- الحث على الدعاء: من أهم الأدعية التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يداوم عليها: «يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ»، و«اللَّهُمَّ مُصَرِّفَ الْقُلُوبِ صَرِّفْ قُلُوبَنَا عَلَى طَاعَتِكَ». ويجب أن ندعو الله تعالى أن يثبت أقدامنا على الصراط.

رابعاً. معلومات إضافية:


- العمل الصالح في الدنيا هو الزاد الذي يخفف على العبد مرورَه على الصراط، فمن ثقل ميزانه بالإيمان والصالحات، خف عليه المرور، ونجا بفضل الله ورحمته.
- هذا المشهد هو بعد المحاسبة وقبل دخول الجنة، فهو آخر اختبار بين الجنة والنار.
نسأل الله تعالى أن يثبتنا على الصراط، وأن يجوزنا عليه إلى جنات النعيم، بفضله ورحمته.
والله تعالى أعلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (٢٠٤٤٠)، والبزّار (٣٦٧١)، وابن أبي عاصم في السنة (٨٣٨) كلّهم من حديث عفان بن مسلم، حدّثنا سعيد بن زيد، قال: سمعت أبا سليمان العصري، حدّثنا عقبة بن صُهبان، عن أبي بكرة، فذكره.
وإسناده حسن من أجل سعيد بن زيد وهو أخو حماد بن زيد فإنه حسن الحديث، وأبو سليمان العصريّ وثقه ابن معين كما حكى ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (٩/ ٣٨٠) وسمّاه الدّولابيّ في الكنى (١/ ١٩٥) كعب بن شبيب، وأخرج الحديث من طريق آخر عن سعيد بن زيد بإسناده مثله.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 115 من أصل 119 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: يحمل الناس على الصراط يوم القيامة فتقادع بهم جنبتا الصراط

  • 📜 حديث: يحمل الناس على الصراط يوم القيامة فتقادع بهم جنبتا الصراط

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: يحمل الناس على الصراط يوم القيامة فتقادع بهم جنبتا الصراط

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: يحمل الناس على الصراط يوم القيامة فتقادع بهم جنبتا الصراط

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: يحمل الناس على الصراط يوم القيامة فتقادع بهم جنبتا الصراط

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, December 18, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب