حديث: يجمع الله الناس يوم القيامة في صعيد واحد

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب جامع في ذكر عدد من مشاهد يوم القيامة

عن أبي هريرة، أنّ رسول اللَّه ﷺ قال: «يجمع اللَّه الناس يوم القيامة في صعيد واحد، ثم يطّلع عليهم ربُّ العالمين فيقول: ألا يتبع كلُّ إنسان ما كانوا يعبدونه، فيُمثّل لصاحب الصليب صليبه، ولصاحب التصاوير تصاويره، ولصاحب النّار ناره، فيتبعون ما كانوا يعبدون، ويبقى المسلمون فيطَّلعُ عليهم ربُّ العالمين فيقول: ألا
تتبعون الناس؟ فيقولون: نعوذ باللَّه منك، نعوذ باللَّه منك، اللَّه ربُّنا، وهذا مكاننا حتى نرى ربَّنا وهو يأمرهم ويثبّتُهم، ثم يتوارى ثم يطَّلعُ فيقول: ألا تتّبعون الناس؟ فيقولون: نعوذ باللَّه منك، نعوذ باللَّه منك، اللَّهُ ربُّنا، وهذا مكاننا حتى نرى ربَّنا وهو يأمرهم ويثبّتُهم». قالوا: وهل نراه يا رسول اللَّه؟ قال: «وهل تضارُّون في رؤية القمر ليلة البدر؟» قالوا: لا يا رسول اللَّه. قال: «فإنّكم لا تُضَارُّون في رؤيته تلك السّاعة. ثم يتوارى، ثم يطّلعُ فيُعرِّفُهم نَفْسَه، ثم يقول: أنا ربُّكم فاتبعوني فيقوم المسلمون، ويوضع الصّراط فيمرون عليه مثل جياد الخيل والرّكاب وقولهم عليه: سلِّم سلِّم، ويبقى أهلُ النار فيطرح منهم فيها فوجٌ فيقال: هل امتلأت؟ فتقول: هل من مزيد، ثم يطرح فيها فوجٌ، فيقال: هل امتلأت؟ فتقول: هل من مزيد، حتى إذا أُوعِبُوا فيها وضع الرحمن قدمه فيها، وأُزْوِيَ بعضُها إلى بعض، ثم قال: قط، قالت: قط قط، فإذا أدخل اللَّه أهل الجنة الجنة وأهل النار النار، قال: أُتِي بالموت مُلَبّبًا فيوقف على السور الذي بين أهل الجنة وأهل النار، ثم يقال: يا أهل الجنة فيطّلِعون خائفين، ثم يقال: يا أهل النار فيطّلعون مستبشرين يرجون الشّفاعة، فيقال لأهل الجنة وأهل النار: هل تعرفون هذا؟ فيقولون هؤلاء وهؤلاء: قد عرفناه، هو الموت الذي وُكِّل بنا، فيضجع فيذبح ذبحا على السُّور الذي بين الجنة والنار، ثم يقال: يا أهل الجنة خلود لا موت، ويا أهل النّار خلود لا موت».

حسن: رواه الترمذيّ (٢٥٥٧)، وابن خزيمة في التوحيد (١٥٠) كلاهما من طريق عبد العزيز بن محمد الدّراوردي، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة، فذكره.

عن أبي هريرة، أنّ رسول اللَّه ﷺ قال: «يجمع اللَّه الناس يوم القيامة في صعيد واحد، ثم يطّلع عليهم ربُّ العالمين فيقول: ألا يتبع كلُّ إنسان ما كانوا يعبدونه، فيُمثّل لصاحب الصليب صليبه، ولصاحب التصاوير تصاويره، ولصاحب النّار ناره، فيتبعون ما كانوا يعبدون، ويبقى المسلمون فيطَّلعُ عليهم ربُّ العالمين فيقول: ألا
تتبعون الناس؟ فيقولون: نعوذ باللَّه منك، نعوذ باللَّه منك، اللَّه ربُّنا، وهذا مكاننا حتى نرى ربَّنا وهو يأمرهم ويثبّتُهم، ثم يتوارى ثم يطَّلعُ فيقول: ألا تتّبعون الناس؟ فيقولون: نعوذ باللَّه منك، نعوذ باللَّه منك، اللَّهُ ربُّنا، وهذا مكاننا حتى نرى ربَّنا وهو يأمرهم ويثبّتُهم». قالوا: وهل نراه يا رسول اللَّه؟ قال: «وهل تضارُّون في رؤية القمر ليلة البدر؟» قالوا: لا يا رسول اللَّه. قال: «فإنّكم لا تُضَارُّون في رؤيته تلك السّاعة. ثم يتوارى، ثم يطّلعُ فيُعرِّفُهم نَفْسَه، ثم يقول: أنا ربُّكم فاتبعوني فيقوم المسلمون، ويوضع الصّراط فيمرون عليه مثل جياد الخيل والرّكاب وقولهم عليه: سلِّم سلِّم، ويبقى أهلُ النار فيطرح منهم فيها فوجٌ فيقال: هل امتلأت؟ فتقول: هل من مزيد، ثم يطرح فيها فوجٌ، فيقال: هل امتلأت؟ فتقول: هل من مزيد، حتى إذا أُوعِبُوا فيها وضع الرحمن قدمه فيها، وأُزْوِيَ بعضُها إلى بعض، ثم قال: قط، قالت: قط قط، فإذا أدخل اللَّه أهل الجنة الجنة وأهل النار النار، قال: أُتِي بالموت مُلَبّبًا فيوقف على السور الذي بين أهل الجنة وأهل النار، ثم يقال: يا أهل الجنة فيطّلِعون خائفين، ثم يقال: يا أهل النار فيطّلعون مستبشرين يرجون الشّفاعة، فيقال لأهل الجنة وأهل النار: هل تعرفون هذا؟ فيقولون هؤلاء وهؤلاء: قد عرفناه، هو الموت الذي وُكِّل بنا، فيضجع فيذبح ذبحا على السُّور الذي بين الجنة والنار، ثم يقال: يا أهل الجنة خلود لا موت، ويا أهل النّار خلود لا موت».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم من أحاديث أشراط الساعة وأهوال يوم القيامة، رواه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي هريرة رضي الله عنه. وإليك الشرح الوافي له على النحو التالي:

أولاً. شرح المفردات:


● صعيد واحد: أرض واحدة مستوية.
● يُطَّلِعُ: يظهر ويتراءى لهم.
● يُمَثَّلُ: يُجْعَلُ ويُصَوَّرُ لكل شخص ما كان يعبده في الدنيا.
● نعوذ بالله منك: نلتجئ ونعتصم بالله منك، (وهنا يقولونها تعظيمًا لله وخوفًا من اتباع غيرهم).
● يُثَبِّتُهُمْ: يقوّيهم ويثبت أقدامهم.
● جياد الخيل: الخيل الجيدة السريعة.
● الرَّكاب: الإبل التي تُرْكَب.
● أُوعِبُوا فيها: دخلوا فيها بكمالهم.
● أُزْوِيَ: جُمع وضُم بعضه إلى بعض.
● مُلَبَّبًا: مُعَلَّقًا أو مُقَيَّدًا.
● يُذْبَح ذبحًا: يُقتل قتلاً مرئيًا.


ثانيًا. شرح الحديث:


يصف النبي ﷺ مشاهد عظيمة يوم القيامة، حيث يجمع الله الخلائق جميعًا في أرض واحدة، ثم يظهر سبحانه وتعالى لهم، فيأمر كل إنسان أن يتبع ما كان يعبده في الدنيا. فيُجْعَل لكل كافر معبوده الذي عبدَه من دون الله — سواء كان صليبًا أو تمثالاً أو نارًا — فيتبعه إلى النار.
أما المسلمون الموحدون فيبقون في مكانهم، لا يتبعون أحدًا، لأنهم يعبدون الله وحده. وعندما يظهر الله تعالى لهم قائلاً: «ألا تتبعون الناس؟» يجيبون بتعظيم الله والخوف منه قائلين: «نعوذ بالله منك، الله ربنا وهذا مكاننا حتى نرى ربنا»، مما يدل على قوة إيمانهم وثباتهم.
ثم يسأل الصحابة النبي ﷺ: «وهل نراه يا رسول الله؟» فيجيبهم بمثال رؤية القمر ليلة البدر، وهي رؤية واضحة لا شك فيها، مما يؤكد أن المؤمنين سيرون ربهم يوم القيامة بدون أي مشقة أو إشكال.
بعد ذلك يضع الله الصراط فوق جهنم، فيمر المؤمنون عليه بسرعة متفاوتة حسب أعمالهم، فمنهم من يمر كالبرق، وكالريح، وكأجاويد الخيل، وهم يرددون: «سَلّم سَلّم» أي احفظنا وسلمنا.
أما أهل النار فيُلقون فيها، وتقول النار: «هل من مزيد» حتى يضع الله قدمه فيها فتمتلئ وتقول: «قط قط» أي كفت وكفت.
ثم يؤتى بالموت في صورة كبش، فيُذبح على الحاجز بين الجنة والنار، ويُقال لأهل الجنة: «خلود لا موت»، ولأهل النار: «خلود لا موت»، فتبقى الجنة والنار أبديتان لا نفاد لهما.


ثالثًا. الدروس المستفادة:


1- توحيد الله واجب: الحديث يظهر خطر الشرك وعبادة غير الله، وأن العابد يتبع معبوده يوم القيامة سواء إلى الجنة أو النار.
2- ثبات المؤمنين: المؤمنون يثبتون على التوحيد حتى في أشد المواقف، ولا يتبعون غير الله.
3- رؤية المؤمنين لربهم: من أعظم نعيم أهل الجنة رؤية الله تعالى، وهي رؤية حقيقية لا شك فيها.
4- الصراط حق: المرور على الصراط واقع لا محالة، والنجاة عليه متعلقة بالإيمان والعمل الصالح.
5- أبدية الجنة والنار: الجنة والنار داران أبديتان لا انقطاع لهما.
6- الموت يُقتل: symbolizes انتهاء فكرة الموت نفسه في الآخرة، حيث يصير أهل الجنة في نعيم دائم وأهل النار في عذاب دائم.


رابعًا. معلومات إضافية:


- هذا الحديث من الأحاديث المتعلقة باليوم الآخر، ويجب الإيمان بها على ظاهرها دون تحريف أو تعطيل.
- رؤية الله تعالى لأهل الجنة ثابتة بالكتاب والسنة وإجماع السلف.
- الصراط: جسر ممدود على متن جهنم، يمر الناس عليه حسب أعمالهم.
- الحديث يدل على عظمة الله وعدله، وأن كل إنسان سيُجازى بعمله.
أسأل الله تعالى أن يثبتنا على التوحيد، وأن يجعلنا من أهل الجنة الذين يرون ربهم ويعيشون في نعيمه الأبدي. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الترمذيّ (٢٥٥٧)، وابن خزيمة في التوحيد (١٥٠) كلاهما من طريق عبد العزيز بن محمد الدّراوردي، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة، فذكره.
وإسناده حسن من أجل عبد العزيز بن محمد الدراوردي فإنه مختلف فيه غير أنه حسن الحديث إذا لم يخالف الثقات.
وقال الترمذيّ: «حسن صحيح».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 118 من أصل 119 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: يجمع الله الناس يوم القيامة في صعيد واحد

  • 📜 حديث: يجمع الله الناس يوم القيامة في صعيد واحد

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: يجمع الله الناس يوم القيامة في صعيد واحد

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: يجمع الله الناس يوم القيامة في صعيد واحد

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: يجمع الله الناس يوم القيامة في صعيد واحد

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب