حديث: هل نرى ربنا يوم القيامة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب أدنى أهل الجنة منزلة فيها

عن أبي هريرة، أنّ ناسًا قالوا لرسول اللَّه ﷺ: يا رسول اللَّه! هل نرى ربَّنا يوم القيامة؟ فقال رسول اللَّه ﷺ. . . فذكر حديثا طويلا، وفيه: «ثم يفرُغُ اللَّهُ تعالى من القضاء بين العبادِ، ويبقى رَجُلٌ مقبل بوجهه على النّار -وهو آخر أهل الجنّة دخولًا الجنّة- فيقول: أي ربِّ اصْرِفْ وجهي عن النّار، فإنه قد قَشَبَنِي ريحُها وأحرقني ذَكاؤُها. فيدْعُو اللَّهَ ما شاءَ اللَّهُ أَنْ يَدْعُوهُ، ثم يقول اللَّه تبارك وتعالى: هل عسيتَ إنْ فعلتُ ذلك بك أَنْ تَسْألَ غَيْرَه؟ فيقول: لا أسألك غيره، ويُعطي ربَّه من عهودٍ ومَواثيقَ ما شاء اللَّه، فيصرفُ اللَّهُ وَجْهَه عن النّار، فإذا أقبل على الجنّة ورآها سكتَ ما شاء اللَّه أَنْ يَسْكُتَ. ثم يقول: أيْ ربِّ قَدِّمْني إلى باب الجنّة. فيقول اللَّه له: أليسَ قد أعطيتَ عهودَك ومواثيقَك لا تسألني غير الذي أعطيتُك، ويَلْك يا ابنَ آدم ما أغْدَرَكَ! فيقول: أيْ ربِّ ويدعو اللَّه حتى يقول له: فَهلْ عسيتَ إنْ أعطيتُك ذلك أن تسأل غيْرَه؟ فيقول: لا وعِزَّتِك فيعطي ربَّه ما شاء اللَّه من عهودٍ ومواثيقَ، فيقدِّمُه إلى باب الجنّة، فإذا قام على باب الجنّة انْفَهَقَتْ له الجنَّةُ، فرأى ما فيها من الخير والسُّرور. فيسكتُ ما شاء اللَّهُ أن يسكتَ، ثم يقول: أَيْ ربِّ أَدْخِلني الجنَّةَ. فيقول اللَّه تبارك وتعالى له: أليس قد أعطيتَ عهودَك ومواثيقَك أن لا تسأل غير ما أعطيت؟ ! ويلك يا ابن آدم ما أغدرك! فيقول: أيْ ربَّ لا أكون أشقى خَلْقِك، فلا يزال يدعو اللَّه حتى يضْحَكَ اللَّهُ تبارك وتعالى منه، فإذا ضَحِكَ اللَّه منه قال: ادْخُل الجنّة، فإذا دخلها قال اللَّه له: تَمَنَّهْ فيسأل ربَّه ويتمَنّى، حتى إنّ اللَّه ليُذَكِّرُه مِنْ كذا وكذا، حتى إذا انقطعت به الأمانيُّ. قال اللَّه تعالى: ذلك لك ومثلُه معه».

متفق عليه: رواه البخاريّ في التوحيد (٧٤٣٧)، ومسلم في الإيمان (١٨٢) كلاهما من حديث إبراهيم بن سعد، عن ابن شهاب، عن عطاء بن يزيد اللّيثي، أن أبا هريرة أخبره أن ناسا قالوا: فذكر الحديث بطوله، وهو مذكور في باب جامع في ذكر عدد من مشاهد يوم القيامة.

عن أبي هريرة، أنّ ناسًا قالوا لرسول اللَّه ﷺ: يا رسول اللَّه! هل نرى ربَّنا يوم القيامة؟ فقال رسول اللَّه ﷺ. . . فذكر حديثا طويلا، وفيه: «ثم يفرُغُ اللَّهُ تعالى من القضاء بين العبادِ، ويبقى رَجُلٌ مقبل بوجهه على النّار -وهو آخر أهل الجنّة دخولًا الجنّة- فيقول: أي ربِّ اصْرِفْ وجهي عن النّار، فإنه قد قَشَبَنِي ريحُها وأحرقني ذَكاؤُها. فيدْعُو اللَّهَ ما شاءَ اللَّهُ أَنْ يَدْعُوهُ، ثم يقول اللَّه ﵎: هل عسيتَ إنْ فعلتُ ذلك بك أَنْ تَسْألَ غَيْرَه؟ فيقول: لا أسألك غيره، ويُعطي ربَّه من عهودٍ ومَواثيقَ ما شاء اللَّه، فيصرفُ اللَّهُ وَجْهَه عن النّار، فإذا أقبل على الجنّة ورآها سكتَ ما شاء اللَّه أَنْ يَسْكُتَ. ثم يقول: أيْ ربِّ قَدِّمْني إلى باب الجنّة. فيقول اللَّه له: أليسَ قد أعطيتَ عهودَك ومواثيقَك لا تسألني غير الذي أعطيتُك، ويَلْك يا ابنَ آدم ما أغْدَرَكَ! فيقول: أيْ ربِّ ويدعو اللَّه حتى يقول له: فَهلْ عسيتَ إنْ أعطيتُك ذلك أن تسأل غيْرَه؟ فيقول: لا وعِزَّتِك فيعطي ربَّه ما شاء اللَّه من عهودٍ ومواثيقَ، فيقدِّمُه إلى باب الجنّة، فإذا قام على باب الجنّة انْفَهَقَتْ له الجنَّةُ، فرأى ما فيها من الخير والسُّرور. فيسكتُ ما شاء اللَّهُ أن يسكتَ، ثم يقول: أَيْ ربِّ أَدْخِلني الجنَّةَ. فيقول اللَّه ﵎ له: أليس قد أعطيتَ عهودَك ومواثيقَك أن لا تسأل غير ما أعطيت؟ ! ويلك يا ابن آدم ما أغدرك! فيقول: أيْ ربَّ لا أكون أشقى خَلْقِك، فلا يزال يدعو اللَّه حتى يضْحَكَ اللَّهُ ﵎ منه، فإذا ضَحِكَ اللَّه منه قال: ادْخُل الجنّة، فإذا دخلها قال اللَّه له: تَمَنَّهْ فيسأل ربَّه ويتمَنّى، حتى إنّ اللَّه ليُذَكِّرُه مِنْ كذا وكذا، حتى إذا انقطعت به الأمانيُّ. قال اللَّه تعالى: ذلك لك ومثلُه معه».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
شرح الحديث:
هذا الحديث العظيم رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما، وهو من أحاديث الرؤية والشفاعة، وفيه بيان عظيم لرحمة الله تعالى بعباده ورأفته بهم.
أولاً: شرح المفردات:
● قَشَبَنِي ريحُها: أي آذاني وأصابني ضررها.
● ذَكَاؤُهَا: لهبها وإحراقها.
● يَلْك: كلمة تقال للتعجب والتوبيخ، ومعناها: الويل لك.
● ما أغدرك: ما أخونك لعهودك.
● انْفَهَقَتْ: انفتحت واتسعت.
● تَمَنَّهْ: اطلب ما تشتهيه من نعيم الجنة.
ثانياً: شرح الحديث:
يصف النبي صلى الله عليه وسلم مشهداً من مشاهد يوم القيامة، حيث يكون هذا الرجل آخر أهل الجنة دخولاً لها، وذلك بعد انتهاء القضاء بين العباد. وهذا الرجل كان من أهل النار في الأصل، ولكن شفاعة الشافعين أنقذته، فصار آخر من يدخل الجنة.
مراحل قصته:
1- الاستغاثة من النار: يقف هذا الرجل مواجهاً للنار، فيستغيث بربه من عذابها، فيستجيب الله له بعد أن يأخذ عليه المواثيق ألا يسأل غير ما أعطاه.
2- الطلب للوصول إلى باب الجنة: بعد أن يصرف الله وجهه عن النار، يرى الجنة فيطلب أن يقرّب إلى بابها، فيوبخه الله على نكث عهده، ثم يستجيب له بعد مواثيق جديدة.
3- الطلب لدخول الجنة: عندما يقف على باب الجنة ويراها، يطلب الدخول، فيوبخ مرة ثالثة ثم يستجيب الله له بعد إلحاح في الدعاء.
4- ضحك الله منه: هذا الضحك من الله تعالى صفة تليق بجلاله، وهو رحمة ورضا عن العبد.
5- إعطاء الأماني: عندما يدخل الجنة، يأمره الله أن يتمنى ما يشاء، فيعطيه الله ما يتمنى ومثله معه.
ثالثاً: الدروس المستفادة:
1- سعة رحمة الله: ف هذا الرجل كان من أهل النار فأنقذه الله برحمته.
2- الإلحاح في الدعاء: فإن هذا الرجل لم ييأس من رحمة الله مع توبيخه ثلاث مرات.
3- وفاء الله بوعده: فإن الله تعالى يعطي أكثر مما يطلب العبد.
4- خطر الغدر ونقض العهود: وأن المؤمن يجب أن يوفي بعهوده.
5- علو منزلة الدعاء: فهو من أعظم العبادات التي يتحقق بها مطلوب العبد.
6- تفاضل أهل الجنة: في الدرجات والنعيم.
رابعاً: فوائد إضافية:
- الحديث دليل على رؤية المؤمنين لربهم في الجنة، كما هو عقيدة أهل السنة.
- فيه بيان لشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم لأمته.
- подтверждение صفة الضحك لله تعالى كما يليق بجلاله من غير تشبيه ولا تمثيل.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من أهل الجنة، وأن يتفضل علينا برؤيته في دار كرامته.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في التوحيد (٧٤٣٧)، ومسلم في الإيمان (١٨٢) كلاهما من حديث إبراهيم بن سعد، عن ابن شهاب، عن عطاء بن يزيد اللّيثي، أن أبا هريرة أخبره أن ناسا قالوا: فذكر الحديث بطوله، وهو مذكور في باب جامع في ذكر عدد من مشاهد يوم القيامة.
وروي عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «إن أدنى أهل الجنة منْزلة، إن له لسبع
درجات، وهو على السادسة، وفوقه السابعة، وإن له لثلاث مائة خادم ويغدى عليه ويراح كل يوم بثلاث مائة صحفة»، ولا أعلمه إلا قال: «مِن ذهب، في كل صحفة لون ليس في الأخرى، وإنه ليلذ أوله كما يلذ آخره، ومن الأشربة ثلاثمائة إناء، في كل إناء لون ليس في الآخر، وإنه ليلذ أوله كما يلذ آخره، وإنه ليقول: يا رب لو أذنت لي لأطعمت أهل الجنة وسقيتهم لم ينقص مما عندي شيء، وإن له من الحور العين لاثنين وسبعين زوجة سوى أزواجه من الدنيا، وإن الواحدة منهن ليأخذ مقعدها قدر ميل من الأرض».
رواه أحمد (١٠٩٣٢)، واللفظ له، وأبو نعيم في صفة الجنة (٢٢٩) مختصرا، كلاهما من طريق سكين بن عبد العزيز، حدّثنا الأشعث الضرير، عن شهر بن حوشب، عن أبي هريرة قال: فذكره.
وشهر بن حوشب حسن الحديث عندي إلا إذا أتى بما ينكر عليه، وكثير من فقرات الحديث ليس لها أصل.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 159 من أصل 286 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: هل نرى ربنا يوم القيامة

  • 📜 حديث: هل نرى ربنا يوم القيامة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: هل نرى ربنا يوم القيامة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: هل نرى ربنا يوم القيامة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: هل نرى ربنا يوم القيامة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب