حديث: عمرو بن لحي يجر قصبه في النار.

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب رؤية النبي ﷺ عمرو بن عامر الخزاعي في النار وهو أول من سيّب السوائب

عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «رأيت عمرو بن لحي بن قمعة بن خندف أخا بني كعب هؤلاء يجر قصبه في النار».

صحيح: رواه مسلم في الجنة (٢٨٥٦) عن زهير بن حرب، حدّثنا جرير، عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة، فذكره.

عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «رأيت عمرو بن لحي بن قمعة بن خندف أخا بني كعب هؤلاء يجر قصبه في النار».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث العظيم رواه الإمام البخاري في صحيحه (رقم 3521) ومسلم في صحيحه (رقم 2856) عن أبي هريرة رضي الله عنه.

أولاً. شرح المفردات:


● عمرو بن لحي بن قمعة بن خندف: هو شخصية تاريخية من زمن الجاهلية، وهو الجد الأكبر لقبيلة خزاعة، وكان سيداً مطاعاً في مكة والحجاز.
● أخا بني كعب هؤلاء: أي أنه من أصل وقبيلة بني كعب، وهي إحدى بطون قبيلة خزاعة المعروفة.
● يجر قصبه: "القصَب" - بفتح الصاد - هي الأمعاء. والمعنى: أنه يُسحب ويُجر بأمعائه في نار جهنم. وهو تعبير عن شدة العذاب والإهانة.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث، الذي هو من رؤياه الصادقة التي هي جزء من النبوة، أنه رأى في المنام عمرو بن لحي وهو يعذب في نار جهنم بأشد العذاب، حيث يُجر بأمعائه.
والسؤال: ما الذنب العظيم الذي ارتكبه هذا الرجل حتى يستحق هذا المصير؟
يذكر المؤرخون وعلماء السير أن عمرو بن لحي كان له دور رئيسي وخطير في تاريخ الجزيرة العربية، حيث هو أول من غيّر دين إبراهيم عليه السلام الحنيف وبدأ بعبادة الأصنام. فقد سافر إلى بلاد الشام ورأى هناك قومًا يعبدون الأصنام، فاستحسن ذلك (في ظنه الفاسد) وجلب معه صنمًا يسمى "هُبَل" ووضعه في جوف الكعبة، ودعا أهل مكة إلى عبادته. ثم انتشرت عبادة الأصنام بعد ذلك في كل أنحاء الجزيرة العربية، حتى أصبح لكل قبيلة صنمها.
وبهذا الفعل، يكون هو رأس الشرك والضلالة في جزيرة العرب، ومسبباً رئيسياً للجهالة والكفر التي عاش فيها العرب لقرون طويلة قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- عظم جريمة الإشراك بالله: يبين الحديث المصير المروع لأول من سن عبادة الأصنام، تحذيراً شديداً من الشرك بالله تعالى، الذي هو أعظم الذنوب وأكبرها. قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ}.
2- خطر البدعة والمُحدَثات في الدين: كان دين إبراهيم عليه السلام توحيداً خالصاً، فابتدع هذا الرجل عبادة غير الله، فكانت بدعته هذه من أعظم البدع وأخطرها على الإطلاق، لأنها أفسدت العقيدة. وكل بدعة في الدين ضلالة، وكل ضلالة في النار.
3- مسؤولية الدعاة والقادة: كان عمرو بن لحي سيداً مطاعاً، فاستخدم هذه المكانة في نشر الضلال instead of الخير، فتحمل وزر فعله ووزر كل من اتبعه على ضلالته إلى يوم القيامة. وهذا تحذير لكل صاحب منصب أو تأثير من أن يستخدمه في غير طاعة الله.
4- صدق رؤيا الأنبياء: رؤيا الأنبياء حق ووحي من الله تعالى، فهي تظهر لهم حقائق غيبية، كرؤية النبي صلى الله عليه وسلم لعذاب القبر ولأهل الجنة والنار.
5- بيان حقيقة المصير السيء للمشركين: فالحديث تصوير حي لما ينتظر الكفار والمشركين من عذاب أليم ومهين في الآخرة.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


- كان العرب قبل عمرو بن لحي على بقايا من دين إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام، يعبدون الله ويوحدونه، хотя قد دخلها بعض التحريف.
- الصنم "هُبَل" الذي جلبه كان أكبر أصنام قريش، وكان موجوداً في الكعبة حتى فتح مكة، حيث قام النبي صلى الله عليه وسلم بتحطيمه وتطهير البيت الحرام من الأصنام.
- الحديث يعد من معجزات النبي صلى الله عليه وسلم، حيث أخبر عن غيب ماضي (حال رجل مات منذ قرون) وغيب مستقبلي (عذابه في النار)، وهذا دليل على نبوته.
أسأل الله تعالى أن يحفظنا من الشرك كله ظاهره وباطنه، وأن يثبتنا على التوحيد، وأن يجنبنا البدع والضلالات.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الجنة (٢٨٥٦) عن زهير بن حرب، حدّثنا جرير، عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة، فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 233 من أصل 286 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: عمرو بن لحي يجر قصبه في النار.

  • 📜 حديث: عمرو بن لحي يجر قصبه في النار.

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: عمرو بن لحي يجر قصبه في النار.

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: عمرو بن لحي يجر قصبه في النار.

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: عمرو بن لحي يجر قصبه في النار.

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب