حديث: إذا اشتد الحر فأبردوا عن الصلاة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب إبراد الصلاة في شدة الحر ّ

عن أبي هريرة أن رسول الله ﷺ قال: «إذا اشتدَّ الحرُّ، فأبرِدُوا عن الصلاة فإن شِدَّة الحَرِّ من فَيح جَهنَّم».

متفق عليه: رواه مالك في وقوت الصلاة (٢٨، ٢٩) من طريقين، عن عبد الله بن يزيد مولى الأسود بن سفيان، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، وعن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان، عن أبي هريرة فذكر مثله، وقال فيه: «وذكر أن النارَ اشتَكت إلى ربِّها، فأَذِنَ لها في كل عامٍ بنفَسَين: نَفَس في الشِّتاء، ونَفَس في الصيف».

عن أبي هريرة أن رسول الله ﷺ قال: «إذا اشتدَّ الحرُّ، فأبرِدُوا عن الصلاة فإن شِدَّة الحَرِّ من فَيح جَهنَّم».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد،
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
الحديث الشريف:
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال: «إِذَا اشْتَدَّ الْحَرُّ، فَأَبْرِدُوا عَنِ الصَّلَاةِ، فَإِنَّ شِدَّةَ الْحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ».
أخرجه البخاري (533) ومسلم (615).


شرح الحديث:

# 1- شرح المفردات:
● اشْتَدَّ الْحَرُّ: أي بلغت الحرارة ذروتها وقوتها، خاصة في وقت الظهيرة.
● فَأَبْرِدُوا: من الإبراد، وهو التأخير إلى وقت البرد، أي يؤخر أداء صلاة الظهر إلى أن تنكسر شدة الحر ويبدأ الجو في الاعتدال.
● عَنِ الصَّلَاةِ: المقصود هنا صلاة الظهر تحديدًا، كما هو واضح في روايات أخرى للحديث.
● فَيْحِ جَهَنَّمَ: الفَيْح هو الشيء المنتن المنتشر، أو التَّوُّقان والشدة. والمقصود هنا هو الحر الشديد المتصاعد من جهنم.

# 2- المعنى الإجمالي للحديث:
يأمر النبي ﷺ المسلمين إذا بلغ الحر أشده في وقت صلاة الظهر، أن يؤخروها قليلاً حتى يخف الحر ويذهب شدة وهج الشمس. ثم يبين ﷺ الحكمة من ذلك، وهي أن هذا الحر الشديد الذي نعانيه في الدنيا هو جزء بسيط من فيح (وهو الحر الشديد المتصاعد) جهنم، ليذكرنا بعذابها ويرهبنا من الوقوع في معاصي الله التي تؤدي إليها.

# 3- الدروس المستفادة والعبر:
● الرحمة والتيسير في الشريعة: يظهر هذا الحديث مدى رحمة الإسلام ومرونته ومراعاته لأحوال المكلفين. فلم يوجب الصلاة في أشد الأوقات حراً مع المشقة العظيمة، بل شرع التأخير تخفيفاً على الأمة ورحمة بها.
● التذكير بالآخرة: ربط النبي ﷺ بين ظاهرة طبيعية في الدنيا (شدة الحر) وبين عذاب الآخرة، وهذا أسلوب نبوي رفيع لتذكير القلوب الغافلة وتحريك المشاعر، فإذا كان هذا الحر من فيح جهنم، فكيف بجهنم نفسها؟!
● استشعار نعيم الجنة: بالمقابل، إذا كان الحر الشديد من عذاب النار، فإن البرد المعتدل والظل من نعيم الجنة، كما في الحديث الآخر. فيحث هذا المسلم على العمل للفوز بالجنة والنجاة من النار.
● حكمة تشريعية: الإبراد يحقق الخشوع في الصلاة، ويجنب المصلي الانشغال بشدة الحر وعناءه، فيكون أكثر حضوراً قلبه وذهنه بين يدي ربه.
● وقت صلاة الظهر في الحر: يستفاد من الحديث أن وقت صلاة الظهر يمتد إلى أن يصير ظل كل شيء مثله ( besides ظل الزوال)، فالتأخير إلى الإبراد لا يخرج عن وقت الفضيلة.

# 4- معلومات إضافية مفيدة:
● متى يكون الإبراد؟ يكون الإبراد عندما تشتد الحرارة، وتقديره يختلف باختلاف البلدان والفصول. والعبرة بتحقق المشقة، فمتى وجدت شدة الحر التي تشق على المصلين، استحب التأخير.
● هل الإبراد للجميع؟ الإبراد مستحب لمن يصلي في جماعة في المسجد ويشق عليه الحر. أما من كان في بيته أو مكان مكيف أو لا يشق عليه الحر، فالأفضل في حقه الصلاة في أول الوقت.
● الحديث فيه ترهيب من النار: هذا الحديث من أحاديث الترهيب التي تذكر بعذاب النار لتكون زاجرة عن المعاصي.
نسأل الله أن يجعلنا من أهل الجنة، ويقينا فيح جهنم وعذابها.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مالك في وقوت الصلاة (٢٨، ٢٩) من طريقين، عن عبد الله بن يزيد مولى الأسود بن سفيان، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، وعن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان، عن أبي هريرة فذكر مثله، وقال فيه: «وذكر أن النارَ اشتَكت إلى ربِّها، فأَذِنَ لها في كل عامٍ بنفَسَين: نَفَس في الشِّتاء، ونَفَس في الصيف».
وعن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة ولم يذكر الجزء الثاني.
ومن طريق مالك عن عبد الله بن يزيد رواه مسلم في المساجد (٦١٧) مثله، ثم رواه أيضًا من طريق يونس، عن ابن شهاب قال: حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن أنه سمع أبا هريرة يقول: قال رسول الله ﷺ «اشتكتِ النارُ إلى ربِّها فقالت: يا رب! أكل بعضي بعضا، فأذن لها بنفَسَين: نَفَسٍ في الشتاء، ونَفَسٍ في الصيف، فهو أشدُّ ما تجدون من الحَرِّ، وأشد ما تجدون من الزمهرير».
وفي رواية: «فما وجدتم من بَردٍ أو زَمهرير فمن نَفَس جَهنَّم، وما وجدتم من حَرٍّ أو حَرُورٍ فمن نَفَس جَهَنَّم».
وأما البخاري فرواه في مواقيت الصلاة (٥٣٣، ٥٣٤) من غير طريق مالك من حديث صالح بن كيسان، ثنا الأعرج عبد الرحمن وغيره، عن أبي هريرة، ونافع مولى عبد الله بن عمر، عن عبد الله بن عمر أنهما حدَّثاه عن رسول الله ﷺ أنه قال: «إذا اشتد الحرُّ فأبرِدُوا عن الصلاة، فإن شِدَّةِ الحَر من فَيحِ جهنَّم».
وكذلك من حديث سفيان قال: حفظناه من الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ قال: «إذا اشتدَّ الحَرُّ فأبرِدُوا بالصلاة، فإن شدَّةِ الحرِّ من فَيح جَهنَّم» وقال: «واشتكتِ النارُ إلى ربِّها فقالت» فذكر مثله كما سبق.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 52 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إذا اشتد الحر فأبردوا عن الصلاة

  • 📜 حديث: إذا اشتد الحر فأبردوا عن الصلاة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إذا اشتد الحر فأبردوا عن الصلاة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إذا اشتد الحر فأبردوا عن الصلاة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إذا اشتد الحر فأبردوا عن الصلاة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب